التكريس وقانون الكنيسة
القمص مكاريوس فيهم
مأساة ومهزلة حدثت باحدى الكنائس الجديدة مع اخت مكرسة فماذا حدث ؟؟.
المكرسة فى كنيستنا الارثوذكسية لها وجود وأصل ورد بالكتاب المقدس وذكرها بولس الرسول ولذلك فقد أهتم البابا شنودة الثالث بوضع الطقس الرائع لسيامتهم بالكنيسة فى صلوات منتقاه ومرتبة بعناية فائقة ولكن.... تركت الكنيسة للاساقفة سيامة المكرسات وحرية تنظيم خدمتهم بالكنيسة والخدمات المختلفة مثل دور المسنين والأيتام وخدمة الموائد وبيوت الطالبات وخلافها ... وللأسف الشديد لا يوجد ما يضمن استمرار هذه العلاقة ما بين الكنيسة والأخت المكرسة التى يعتبرها البعض - ان جاز التعبير - نصف راهبة حيث كان المتنيح الانبا بيشوى يسمح لهن بالأنتقال لرتبة الراهبات لمن ترغب بعد اختبارها وتدريبها ودراسة امكانياتها وقدراتها على الاستمرار فى صفوف الراهبات ...ولكن للاسف الشديد نطرح المشكلة القائمة حتى يومنا هذا وهى ان مصير المكرسة والراهبة والكاهن والراهب أيضا مرهون بيد الاسقف او البابا (وبالمرة الأسقف تحت يد البابا) شخصيا فيمكن فى لحظة من الزمن عودة الرتب السابق ذكرها الى العالم مرة اخرى تاركا خدمة الكنيسة والدير بارادته او بغير ارادته والأمثلة عديدة والكل يعرف أصحابها حيث لا يوجد أى ضمان او تعهد أو حتى التمسك باتفاق والقانون الشفوى او مراعاة لأسرة المكرسة او الراهب او الكاهن ولا مشاعر الانسانية لانسان ترك العالم والعمل وكل ما يملك فى سبيل خدمته لبيت الرب ويتنازل بالتالى عن اسمه وهويته الشخصية ولكن مع حدوث الخلاف مع الرئاسة الدينية يتم القاء المسكين او المسكينة فى الشارع فعلا وليس قولا ولقد طالبنا ومازلت أطالب بضرورة سن التشريع الكنسي والقانون العادل لألزام القيادة الدينية بضرورة احترام أدمية وكينونة من يكرس حياته شكلا وموضوعا لخدمة بيت الرب فلا يصح ولا يقبل اطلاقا ان يتم طرده من الخدمة لمجرد خلافات واختلافات مع قيادة الكنيسة لا علاقة لها بالألحاد او العقيدة او ارتكاب الخطايا الفاحشة...ألخ ونرجع لمشكلتنا التي أشرنا اليها فى بداية المقال فقد تم استدعاء المكرسة التى قاربت على العقد السادس من عمرها للاشراف على خدمة كنسية كبيرة وادت عملها باخلاص وكانت تتقاضى ما يسمى بركة شهرية (2000 ج) وكالعادة حدث التضارب والخلافات مع الكاهن الجديد ومجلس الكنيسة وكانت النتيجة بعد مرور عامين على خدمتها صدرت الأوامر من وكيل الكاتدرائية القمص سرجيوس بالاستغناء عن خدماتها وكان لابد ان تترك المكان فورا وسارعت بجمع متعلقاتها واستأجرت سيارة لشحن كل ما تملك وفجأة .... حضر جمع من الرجال يتزعمهم مجلس الكنيسة واصدروا أوامرهم بانزال كل حمولة السيارة أرضا للتفتيش وفتح الحقائب والسؤال عن كل ( قشة) تم وضعها وكان الشد والجذب والصراخ علنا وسط الطريق العام صباحا وأمام العامة مما لم تحتمله أختنا المكرسة فسقطت مغشيا عليها وبعد اتصالات وتواصلات ذهبت الى حال سبيلها... وكالعادة قمت بأرسال رسالة خاصة على محمول البابا تواضروس بحدوث المشكلة الكبرى وعرضت (لو أمرتني) ان ارسل ملخصا لما حدث بدل النشر على وسائل الاتصال ولكن البابا لم يجب على رسالتى رافضا حتى معرفة ما حدث واقول هذا لأولادى واحبائى وكل من يطلب مني بمناقشة السلبيات داخل البيت وليس خارجه وأكرر لكم ان أصحاب البيت لا ولم ولن يتقبلوا حتى معرفة السلبيات او مناقشتها وهذا مبدأ محزن لأن المؤسسات بل والأمم لن تتقدم الا بدراسة السلبيات ومواجهتها لعلاجها وليس مبدأ(( كله تمام يا أبي. بركتك تحل المشاكل. الناقد للكنيسة عدو الله ومريض نفسي وماجور (ده غير المأجور)...)).