أبواب الجحيم وأبواب السماء
القمص مكاريوس فيهم
كالعادة العتيقة التي تستوجب المطالبة بتجديد الخطاب الديني المسيحي يندفع صغار وكبار وكبار جدآ جدآ من رجال الكهنوت في التفسير الكلاسيكي الحرفي لبعض الآيات بالانجيل دون تفكير أو ربطها بعضها ببعض نتكلم عن أشهر وأبسط تلك الآيات عندما تحدث السيد المسيح عن حفظه لكنيسته قائلا (آن أبواب الجحيم لن تقوى عليها)... وبالطبع فهي تحدد العلاقة بين الكنيسة وبين أبواب الجحيم الذي خلقه الرب اساسا عقابا لإبليس والشياطين ولكن بعد سقوط الإنسان أصبح أيضا مصيرا لمن يتهاون وينكر الإيمان ويضل من سائر البشر ؛ والخطورة هنا في هذا التعليم للعلاقة ما بين الكنيسة وأبواب الجحيم ان السيد المسيح لم ينكر أو ينفي وجود أبواب أخرى قد تقدر على الكنيسة وهدمها لذلك من العبث آن نتكل على الأيه الواحدة ونتمسك بها دون النظر إلى بقية التعاليم الكتابية وفي هذه الحالة وقبل آن يقرر البعض رشقي بالأحجار الغير كريمة فإننا نوضح كيف أن أبواب السماء نفسها قد تقدر وتقرر هدم الكنيسة وذلك في حالات محددة وواضحة ذكرها ايضا السيد المسيح بنفسه في سفر رؤيا للقديس يوحنا الحبيب والتي ذكرها بدقة شديدة معلنا أن السيد المسيح في غضب يوجه اللوم والعتاب ثم التحذير والتهديد لأساقفة ورؤساء الكنائس السبع المشهورة في ذلك الوقت بعد تفشي الخطأ والخطايا في تلك الكنائس وزاغ وفسد الجميع من أساقفة وبطاركة وكهنة والكثير من أفراد الشعب ووصل الغضب الالهي الي ذروته عندما أطلق صافرة الأنذار المبكر في حالة عدم توبة الكنيسة والقائمين عليها والمقيمين بها (تب........ والا فأني اتيك وازحزح منارتك من مكانها ) رؤ2 ..وقد حدث هذا بالفعل يا أحبائي شكلآ وموضوعآ ونفذ الرب تهديده لأستمرار الفساد في الكنيسة ؛ ولمن يدرس تاريخ وجغرافيا الكتاب المقدس نجد ان الكنائس السبع المذكورة في سفر الرؤيا كانت في اسيا الصغري في ذلك الوقت ومقرها جميعآ حاليا في تركيا ولقد قام الأنبا هيدرا مطران أسوان الحالي بزيارتها جميعآ علي رأس وفد من افراد الشعب وفؤجئ بوجود الأطلال فقط لا غير لتلك الكنائس وبعض الأحجار المتناثرة ما عدا هيكل كنيسة القديسة صوفيا الذي تحول الأن إلي متحف عالمي مفتوح للأديان به أيقونات مسيحية وأيات قرآنية !!! والقصة ببساطة شديدة ان رؤوساء وشعب تلك الكنائس أستمروا في الشرور وارتكاب المعاصي والخطايا سنوات طويلة غير مهتمين بتحذيرات سفر الرؤيا مع ان الأنجيل وقتها كان منتشرآ بالكنائس والعالم كله ولكن..... أضطر آسفآ الرب إلي تنفيذ تهديده ولم يزحزح منارته فقط بل دمرها وحطمها وسمح بذلك علانية ليتبقي لنا آثارها واطلالها شاهدة حتي الأن علي جدية الرب وامكانية تدمير كنائس بالفعل عندما تضل الطريق وعند أنتشار الظلم والجهل والأستهتار بتعاليمه المقدسة والأنحدار الشديد نحو الهلاك لمن يحطم قوانين الكنيسة وعبادة المخلوق دون الخالق بدعوي الطاعة المطلقة والعمياء مع ملاحظة ان الانجيل ذكرهم متشبهين بالملائكة (اكتب إلي ملاك كنيسة افسس) ولكنهم كانوا ومازالوا وسيظلوا جميعا-- لأننا جميعا بشر خطاؤن -- قابلين للفساد والهلاك ما لم نحفظ الايمان وننزع الحرام من وسطنا ومن رؤوسنا ومن الأقدام التي لا تطأ الارض مطلقآ لوجودها بالسيارات الفخمة والمصفحة والطائرات الخاصة و.... وصدق شاعرنا الكبير د. ابراهيم ناجي (اسقني واشرب علي أطلاله..وكان صرحآ من خيال فهوي) اليس هذا ما حدث بالفعل ؟؟ وقد يحدث ايضآ.