الجمعة 26 أبريل 2024 06:07 مـ 17 شوال 1445هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    «الميدان» تحاور «الإمام الهادئ» .. مفتي الجمهورية الدكتور «شوقي علام»

    الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية
    الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية

    المفتي يكشف لـ"الميدان" أهم ملامح مؤتمر الإفتاء العالمي وتفاصيل المبادرة التاريخية المرتقبة

     

    علام: رجال الدين على ثغر عظيم من ثغور الإسلام وعليهم مواكبة التطورات الحادثة

     

    دعاة السلفية يعتمدون منهجا في خطابهم لدغدغة المشاعر .. والساحة الإعلامية شجعت على وجود هذه النماذج

     

    الفتوي متغيرة ولا يمكن أن نتجرأ عليها..  وبعض القضايا استغرقت لدينا أكثر من 60 ساعة للإفتاء فيها

     

    استثمار الخلاف الفقهي يجنبنا حرب الصراعات المذهبية .. وترقبوا مبادرة إفتائية تاريخية

     

    لدينا هدفا استراتيجيا في مؤتمر أكتوبر .. ونسعى إلى إبراز الريادة المصرية وتجربتها في التسامح الفقهي والعيش المشترك

     

    توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء والمؤسسات المعنية

     

    أعمال المؤتمر تشهد مشاركة 85 وفدا دوليا .. وتدشين "مرصد المستقبل الإفتائي" للتنبؤ بالأحداث قبل وقوعها

     

    "يوم عالمي للإفتاء" .. وإطلاق جائزة باسم «الإمام القرافي للتميُّز الإفتائي»

     

     

    "الإمام الهادئ" هكذا يصفه كل من يعرفه عن قرب ونهل من علمه أو استمتع بالحديث معه حول فنون الفتوي ومهاراتها، فهو شخصية لا تتوارى عن الإدلاء بدلوها في أحلك القضايا وأصعب الظروف المحلية والدولية، الدكتور شوقي علام – مفتى الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم-، الذى استطاع ببصماته في حقل الإفتاء أن ينقل دار الإفتاء المصرية إلى مصاف المرجعيات العالمية خاصة بعد إنشاء ذراع دولية تحت مظلتها متمثلة في "الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم"، والتي أصبحت بمثابة حجر الزاوية في العالم الإسلامي، حيث ضمت في عضويتها مؤسسات وهيئات إفتائية ذات ثقل ووزن ، ومع اقتراب موعد عقد مؤتمرها السنوي العالمي تحت عنوان " الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي"، والذى تقود به مصر قاطرة العالم الإسلامي من خلال مشروعات ومبادرات إفتائية جديدة في مواجهة التطرف، ومحاولة رفع لواء الاعتدال والتجديد والاستنارة واستثمار قضية الخلاف الفقهي، والسعى حثيثا لقيادة قاطرة العالم الإسلامي في مواجهة الفتاوى الضالة والمنحرفة، وكذلك الدفع بمجال الإفتاء نحو القيام بدوره في حل مشكلات العالم الإسلامي، كان لنا حوارا موسعا مع فضيلة مفتى الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الدكتور – شوقي علام -، فإلى نص الحوار:

     

    فضيلة المفتى .. لاشك أن على حراس الدين والعقيدة أعباء جسام، فكيف ترى الدور المنوط برجال الدين الآن لمواكبة التطورات الحادثة في العالم وصد المفاهيم المتطرفة؟
    إذا كان العالم بأسره ينتفض الآن لمحاربة الإرهاب فإنه ينبغي على أهل العلم وحراس الدين والعقيدة من أهل الفتوى والاجتهاد أن يعلموا أنهم على ثغر عظيم من ثغور الإسلام، ألا وهو ثغر تصحيح المفاهيم المغلوطة وصد الأفكار المتطرفة ونشر قيم الدين الصحيحة السمحة، ومن هنا تأتى أهمية قضية استثمار الخلاف الفقهي، ولا شك أن الركون إلى الموروث فقط وعدم مواكبة التطورات التي دخلت على حال البلاد والعباد، وتجاهل الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة بل والعالم كله، أفرز خطابا تسبب في تنامى ظاهرة الإرهاب والتطرف نتيجة إصدار تلك الفتاوى المضللة المنحرفة المجافية للمنهج الوسطى الصحيح واتباعها، مما كان له أسوأ الأثر في انتشار العنف والفوضى، وتدمير الأمن والسلم، وتهديد الاستقرار والطمأنينة التي تنعم بها المجتمعات والأفراد.
     

    عانت الإنسانية على مدار عقود طويلة من الصراع الطائفي والمذهبي، ومازالت قضية  "الخلاف الفقهي" تشغل العقل البشرى، فكيف نتفادى تسبب هذا الخلاف في خلق صراعات جديدة؟
    يمكن تفادى الصراعات من خلال استثمار الخلاف وإدارته بأسلوب رشيد ليصبح أداة فاعلة في دعم منظومة المشاركة الفقهية والإفتائية في الحضارة المعاصرة بعمومها وخصوصها على المستوى المحلي والصعيد الإنساني، ولا نستطيع انكار انتفاع الإنسانية في بعضها بثمرات الخلاف، وعانت في بعضها الآخر من ويلات التعصب الديني أو الطائفي أو المذهبي، وليس ببعيد عنا تلك الحروب الطويلة التي رزحت تحتها بعض الدول في قارة أوربا، والتي سُميت بالحروب الدينية، وراح ضحيتها ما يتراوح بين ثلاثة الملايين والاثني عشر مليون إنسان، وكانت سببًا تضافر مع غيره من الأسباب لولادة نموذج معرفي استقى منه آباؤه المؤسسون أفكارهم وفلسفتهم حول التسامح، ويأتي على رأسهم الفيلسوف الإنجليزي جون لوك (1704م).
    وفي مقابل هذا النموذج لم تكن تجربة المسلمين بنفس المسلك الذي ولد منه وسار إليه هذا النموذج؛ فمع أن التاريخ الإسلامي لا يخلو -كتجربة بشرية- من بعض ممارسات التعصب المذهبي، فإنَّ ما نتج عن هذه المشكلات من خسائر لا يقارن بما نتج عن غيره من النماذج، كما كان من ثمرات هذه الخلافات الفقهية أن انتفعت التجارب الإنسانية، وخصوصًا في جوانبها التشريعية، بما أنتجته المدارس الفقهية الإسلامية على تنوعها واختلافها، ولا شك أن ما يعيشه العالم اليوم من تقارب في الاتصالات والمواصلات وتدافع عظيم في عالم الأفكار والاتجاهات يطرح علينا تحديات جسامًا، خصوصًا في إدارة الخلاف الفقهي الموروث واستثماره في معالجة القضايا والمشكلات الراهنة، ويتمثل التحدي الأول في تفادي أن يكون الخلاف الفقهي سببًا في صراع مذهبي أو طائفي بين المسلمين أنفسهم، هذا الصراع الذي حدث في بعض الأوقات ومع إساءة إدارته استغلته بعض الجماعات المتطرفة لارتكاب وتبرير أفعالها الإجرامية التي هي بمنأى عن المقاصد والأخلاق والقواعد التي نبعت منها هذه الخلافات، ويبقى هذا تحديًا تجب مواجهته ومعالجته من المعنيين بأمر الإفتاء.

     

    - كيف تفسرون إقبال البعض على دعاة السلفية أكثر من الأئمة وعلماء المؤسسات الدينية الرسمية؟

    دعاة السلفية يعتمدون منهجا عاطفيا في خطابهم لدغدغة المشاعر وكسب أكبر نسبة تأييد حولهم في محاولة لاستقطاب البعض، خاصة أن الساحة الإعلامية والمناخ العام في فترة سابقة شجع على وجود مثل هذه النماذج، التي أنتجت خطابا يبعد كل البعد عن منهج السلف الصالح، ونحن في دار الإفتاء نعمل على مواجهة هذا الامر من خلال اختراق الدار للسوشيال ميديا في محاولة لموازنة الأمور ونشر صحيح الدين وكيف ان الإسلام هو دين الوسط والسمحة والتعايش مع الاخر، حتى نزيح المتطفلين على الخطاب الإفتائى والمختطفين له لأهداف بعيدة كل البعد عن الإسلام، كما أن على الاعلام عبئ كبير في تصحيح هذا الخطاب وتلك الصورة فهو مسؤول عن تشكيل الوعي في المجتمع، فلم يعد الإعلام هو السلطة الرابعة ولكنه الآن أصبح صانع السلطة وهذا يؤدى إلى إلقاء المسئولية على هذا الجهاز المهم.

     

    -أصدرت دار الإفتاء مؤخرا عددا من الفتاوي التي أحدثت جدلا كبيرا حولها مثل فتوى الأضرحة وإجازة تجميد البويضات، كيف تنهون هذا الجدل الدائر؟

    فتاوى الدار تستند جميعها الى أحاديث صحيحه لا يمكن التشكيك فيها، ولدينا نخبه عظيمة من العلماء والفقهاء المؤهلين للإفتاء والمدربين على شؤون الفتوى بعلم وحجة ونص صريح، فقد تجرأ البعض على الفتوى واستباحوا الأمر بنصوص وأحاديث ضعيفة بقصد زعزعة استقرار المجتمعات و اضطرابها، فمع تشابك القضايا والمشاكل الكثيرة لم يعد أمر الإفتاء بسيطًا وسهلاً بل لا بد من بذل جهد كبير لحل بعض المشاكل التي قد تحتاج إلى مناقشات كثيرة، وفي بعض الأحيان نلجأ في دار الإفتاء الى أهل بعض التخصصات العلمية بعدد من العلوم العصرية نظرًا لتعقد القضايا وتشعبها وتشابكها وذلك بهدف الخروج بفتوى صحيحه تلائم مشكلات العصر، ونحن أمام منظومة تعليمية الغرض منها تكوين الملكات والعقول العلمية، وعندما نكون أمام الإفتاء لا بد أن يكون هناك معايير للنقاش والطرح؛ إذ المصلحة متغيرة لذا لا بد من تبصر حقيقي، وعليه فإن المتصدر للفتوى ينبغي أن ينظر إلى الآثار المترتبة على الفتوى التي يصدرها حتى لا تتسبب في إحداث بلبلة أو ارتباك في المجتمع، هذا لأن الفتاوى الشاذة تصبح خارجة عن نطاق الفتوى والمألوف، وتربك المشهد في الوقت الذي نحتاج فيه إلى بناء إنسان معطاء، يعطي بلا حدود، ولا نشغله بالتفكير والنقاش  فيما لا يفيد ولا يجدي، ولابد أن نعي أن الفتوي تتغير بتغير الزمان والمكان، وعلى سبيل المثال هناك فتوى استمر البحثُ فيها ربما أكثر من 60 ساعة بعد استعانةٍ بمتخصصين في مختلف المجالات نظرًا لقيمة وأهمية إصدار الفتوى وعدم التجرؤ عليها.

     

    -يأتي مؤتمركم هذا العام في نسخته الرابعة في ظل ظروف دولية بالغة الخطورة، فماذا ستقدمون للعالم الإسلامي خلال المؤتمر المرتقب وما هى أهم أهدافكم؟

    عزمنا على مناقشة قضية "الخلاف الفقهي" وكيف نستثمر هذا الخلاف لخدمة إشكاليات العالم الإسلامي والإنسانية جمعاء، وقد اخترنا عنوان المؤتمر "الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي"، وبالطبع لدينا هدفا استراتيجيا نسعى لتحقيقه من خلال مؤتمر هذا العام ويعد هذا الهدف هو الخيط الناظم لأفكار وأهداف المؤتمرات السابقة للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، ويأتي مؤتمر هذا العام ليمثل لؤلؤة تالية في العقد الناظم الذي يسعى نحو الأهداف السابقة؛ فيعالج قضية إفتائية كبرى في طريق الاستقرار والتنمية والمشاركة الإنسانية الفاعلة، وسيكون على رأس أجندة مؤتمر "إدارة الخلاف الفقهى" عدد من الأهداف والمحاور وورش العمل والمبادرات التي نسعى لخلق اطار عام يمهد الاتيان بثمار الفكرة والطرح راجين من المولى عز وجل ان يوفقنا الى ما فيه الخير لأمة الإسلام.
    ونهدف خلال المؤتمر الى إبراز الريادة المصرية وتجربتها في العيش المشترك والتسامح الفقهي، وتجديد النظر إلى الخلاف الفقهي ليكون بداية حل للمشكلات المعاصرة بدلًا من أن يكون جزءًا منها، وتحديد الأصول الحضارية والاتجاهات المعاصرة للتعامل مع مسائل الخلاف وقضاياه، إضافة إلى تنشيط التعارف بين العاملين في المجال الإفتائي على اختلاف مذاهبهم، والخروج بمبادرات إفتائية رسمية تدعم الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي.

     

    -لا شك أن لديكم مدارسات فاعله في إدارة الحوار حول قضية الخلاف الفقهي، على ماذا ستتمحور تلك المدارسات؟
    وضعنا أربعة محاور رئيسية تدور حولها مناقشات ومدارسات المؤتمر ، وجميعها ترسخ لفكرة إدارة واستثمار الخلاف الفقهي بشكل إيجابي، حيث يرصد المشاركون في المحور الأول تحت عنوان "الإطار التنظيري للإدارة الحضارية للخلاف الفقهي" نقاطَ الاتفاق والافتراق بين النموذج الإسلامي وغيره في النظر إلى قضية الخلاف بصفة عامة، وقضية الخلاف الفقهي بصفة خاصة في موضوعاته السابقة، والتي تبدأ من الرؤية الفلسفية الإسلامية لقضية الخلاف في عمومها، والتي تجلَّت في كمٍّ هائل من النصوص والكتابات والتجارب، أما المحور الثاني وهو بعنوان " تاريخ إدارة الخلاف الفقهي: عرض ونقد" ويُقترح أن يطرح المشاركون في هذا المحور كيفية الاستفادة من التجربة الفقهية الإسلامية في عصورها المختلفة؛ للوقوف على ثمرات التجربة إيجابًا أو سلبًا.
    بينما يناقش المحور الثالث موضوع "مراعاة المقاصد والقواعد وإدارة الخلاف الفقهي ..الإطار المنهجي" وتأتي نظرية المقاصد، تلك النظرية الأصولية العبقرية التي تناولتها عقول المسلمين قديمًا وحديثًا، لتمثل ميزانًا ضابطًا للفقه الإسلامي، ولتكون مرجعًا منهجيًّا ضابطًا لإدارة الخلاف والاختيار الفقهي.
    أما المحور الرابع والأخير وعنوانه "إدارة الخلاف الفقهي .. الواقع والمأمول" ، فسوف يناقش تطلعات عده من خلال ما يدور من المدارسات والمناقشات في هذا المحور إلى الخروج بنتائج عن الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي في الجانب الإفتائي خصوصًا وفي جوانب الحياة كافة؛ حيث يناقش الحاضرون التجارب والأنشطة العلمية الداعمة لإدارة الخلاف الفقهي المفضية إلى التعايش ومواجهة التحديات الفكرية والمجتمعية؛ مع الخروج بأفكار وتوصيات للإفادة من إدارة الخلاف الفقهي في هذه المناحي.

    -وكيف تراعون تحقيق التنوع الجغرافي في اختيار الضيوف المشاركون في المؤتمر بحيث يمثلون أطياف العالم الإسلامي؟ وكم عدد الوفود الدولية المشاركة هذا العام؟
    نراعى ان يصنع ضيوف المؤتمر مزيجا بانوراميا يقدم رؤية تتناسب في أفقها العام مع النظرة الوسطية التي تحملها الأمانة، ولا شك ان الشريحة المستهدفة بالأساس هم الممارسون لعملية الفتوى والافتاء بشكل عام ثم أعضاء المجامع الفقهية والمهتمون بالشأن الديني دراسة وتنظيرا، وبالتالي يتنوع ضيوف المؤتمر على أساسين، الأول جغرافي، والثاني التخصص، من خلال مشاركة مفتون رسميون - أعضاء مجلس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- ، وأساتذة الشريعة والفقه والأصول، وإعلاميون ، وسياسيون ومفكرون يمتلكون رؤية لمعالجة إشكاليات الشأن الديني،  وتناهز أعداد الوفود المشاركة في المؤتمر 85 دولة بينهم أكثر من 40 دولة من أعضاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.

     

    -يعرض البيان الختامي لمؤتمرات الإفتاء دائما حزمه هائلة من المشروعات والمبادرات الإفتائية، هل لنا أن نطلع عليها؟
    من المنتظر عرض بعض المبادرات الهامه في ختام توصيات المؤتمر وستتضمن الإفصاح عن مشروعات جديدة ترعاها الأمانة وتطرحها على أعضائها للتنفيذ وسيكون أهمها اطلاق وثيقة " التسامح الفقهي والإفتائي"، وإعلان اليوم العالمي للإفتاء، وتدشين مرصد المستقبل الإفتائي، إلى جانب طرح عدد من الإصدارات من بينها " إدارة الجودة في المؤسسات الإفتائية، المكتبة الإلكترونية للإنتاج الإفتائي، الأسس والأساليب العلمية للإفتاء، إدارة الموارد البشرية في المؤسسات الإفتائية، معجم فقه النوازل، جمهرة أعلام المفتيين الجزء الثاني، المؤشر العالمي للفتوى الإصدار الثاني، موسوعة صناعة الفتوى بين النظرية والتطبيق باللغة الإنجليزية‪.

    -فضيلتك تحدثت عن إطلاق مبادرة تاريخيه تحت عنوان «وثيقة التسامح الفقهي والإفتائي» فماذا عن ماهية هذه الوثيقة وأهم أهدافها؟
    هي وثيقة لإقرار مبادئ التسامح ونبذ التعصب في مجال الإفتاء والفقه الإسلامي والإجراءات اللازمة لذلك؛ وتهدف إلى نبذ التعصب المذهبي المهدد للتماسك الاجتماعي للدول الوطنية والمجتمعات الإنسانية، وجعل التجربة المذهبية معينًا للإفادة، يُستثمر إنسانيًّا ليكون عونًا على تقدُّم قانوني واجتماعي وأخلاقي، وكذلك مواجهة محاولات التطرُّف لاستغلال الاختلاف الفقهي في نشر الكراهية، وتشمل الوثيقه مجموعة من القيم الداعمة للتسامح الفقهي والإفتائي وهي ذات القِيَم الحاكمة التي صدر عنها من قبل «الميثاق العالمي للفتوى»، وهذه القيم منظومة تعمل جملة واحدة، وتُرتَّب أولوياتها بحسب الحال والزمان والمكان والأشخاص، وهذه القيم المقصودة هي الرحمه والأمانة والمسؤولية ، ضرورة تقدير العلم والعلماء والتخصصية ، بالإضافة الى قيمة التعايش السلمى والالتزام بالوسطية والحفاظ على الهوية ، فضلا عن التأكيد على قيمة احترام الخصوصية و تشجيع الاجتهاد والتجديد، وقد اتفق الموقعون على هذه الوثيقة على عدة مواد منظمه لتنفيذها كما تم الاتفاق على أن يُضاف لهذه الوثيقة ما يستجدُّ مما يدعم التسامح الفقهي والإفتائي.

     

    -"يوم عالمى للافتاء" .. ما هي الأهداف وكيف بلورتم تلك الفكرة؟
    يتيح إيجاد يوم عالمي للإفتاء لجميع الشعوب الإسلامية مناسبة مشتركة لكي يُنظِّموا أحداثًا ويضطلعوا بأعمال تُعرف بالإفتاء وأهميته وضوابطه بطرق واقعية ومفيدة؛ ومن ثَم تقترح الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم يوم (15 ديسمبر) من كل عام يومًا عالميًّا للإفتاء؛ متزامنًا مع تاريخ نشأتها عام 2015م كمؤسسة معنية بتجميع وتكتيل الهيئات الإفتائية في مختلف بقاع الأرض لتعيد إلى الفتوى دورها الإيجابي في حياة المجتمعات والشعوب ولتزيل عنها ما لحق بها بسبب تصدُّر غير المتخصصين وأنصاف العلماء وأصحاب التوجهات المتطرفة للفتوى والرأي الديني.، ويُقترح في هذا اليوم قيام المؤسسات الإفتائية ببعض الفعاليات في إطار شعار يتم تحديده كل عام يناقش قضية إفتائية مهمة أو جانبًا معتبرًا يخص الإفتاء، ومن هذه الفعاليات المقترحة، دعوة الإعلاميين والصحفيين وخطباء المساجد في كل دولة للتعريف بمؤسستها الإفتائية ونشر مفاهيم الشعار الذي يتم تحديده، ومن ذلك نشر مقال رسمي يكتبه المفتي الرسمي في كل دولة وعقد لقاءات مرئية ومسموعة متعلقة بهذا الشعار أو بالمؤسسة، وعمل فيلم وثائقي لكل مؤسسة الإفتائية على حدة للتعريف بها وبالخدمات الإفتائية التي تقدمها، عمل أنشطة لزيادة الوعي والتحذير من الفتاوى المتطرفة والمغلوطة وإبراز المعايير الصحيحة للفتوى الشرعية المنضبطة؛ منها إقامة ندوات جماهيرية في المساجد أو الأماكن العامة الذي يُتاح فيها ذلك، توزيع مطويات ونشرات تعريفية عن الفتوى وآداب المستفتي ونحو ذلك؛ وبخاصة ما يتعلق بالشعار الذي تم تحديده، وكذلك  عقد فعاليات علمية متصلة بشعار اليوم العالمي للإفتاء الذي تم تحديده، فضلا عن تشجيع تبادل الزيارات العلمية بين دور الإفتاء في هذا الشهر، وتنظيم قوافل إفتاء ميدانية.

     

    -تكشفون كل عام عن مشروعات بحثية ذات ثقل فماذا عن أهم مشروع بحثي لكم هذا العام؟
    نعتزم بإذن الله تدشين "مرصد المستقبل الإفتائي"، فقد بات الاهتمام بالدراسات المستقبلية من الضرورات التي لا غني عنها للدول والمجتمعات والمؤسسات، ولم تعد ترفًا فكريًّا؛ فإن التغيير في العصور الحالية متوالٍ قوي الوطأة؛ مما يحمل سائر المجتمعات والمؤسسات على الاستعداد له والأخذ بأسباب مواجهته بجهد جماعي علمي يستشرف هذه التغيرات وما تُنذر به من تحديات وما تُنبئ عنه من فُرص، ويشحذ الاستعداد لمواجهة العوامل غير المرغوبة والتأثير فيها والتعامل مع المتغيرات المتسارعة، ولا شك أن المؤسسات الإفتائية من أولى الجهات التي ينبغي لها أن تُعنى بهذا النهج من الدراسات، وتحاول استشراف المستقبل ومدى تأثيره في العملية الإفتائية؛ ذلك أن الإفتاء في طليعة المجالات التي تتأثر بالتغيرات الاجتماعية والعلمية والسياسية والاقتصادية، فهذه الدراسات الإفتائية المستقبلية تُساعد في التخفيف من تداعيات الأحداث والاكتشافات ونحوها عن طريق التنبؤ بها قبل وقوعها والتهيؤ لمواجهتها؛ الأمر الذي يؤدي إلى السبق والمبادأة للتعامل مع المشكلات الاجتماعية والاقتصادية والعلمية عند ظهورها.

     

    -علمنا عن عزمكم إطلاق جائزة خلال فعاليات المؤتمر باسم «جائزة الإمام القرافي للتميُّز الإفتائي»، نرجو من فضيلتكم الحديث عن تفاصيلها؟
    تسعى الأمانة العامة إلى الارتقاء بالبحث العلمي في مجال العلوم الفقهية والإفتائية وإذكاء روح المنافسة العلمية فيما يخدم العملية الإفتائية في العالم أجمع؛ لذا اقترحت الأمانة تخصيص جائزة للتميُّز البحثي لتكريم أصحاب الأبحاث المتميزة التي تثري الإنتاج البحثي والفقهي، واقترحنا تسمية الجائزة باسم ـ«جائزة الإمام القرافي للتميز الإفتائي».، تهدف الجائزة إلى تشجيع البحث العلمي الشرعي وتقدير دوره فيما يخدم القضايا الفقهية خاصة المعاصرة منها، والتميز والإبداع في مجال البحث العلمي، والنشر في موضوعات متميزة تُثري الجوانب العلمية والشرعية والفقهية الإفتائية.
    وسوف تمنح الجائزة سنويًّا خلال المؤتمر العالمي للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم الذي يُعقد كل عام، ويحق لهيئة الجائزة حجبها في بعض السنوات بناء على توصية اللجنة العلمية للجائزة، وتكون مواعيد الإعلان عن الجائزة، وتحكيم الأعمال المقدمة، والاحتفال بمنح الجائزة بحيث يتم الإعلان عن التقدم للجائزة قبل ستة أشهر من انعقاد المؤتمر السنوي للأمانة، وتُستقبل ملخصات الأعمال المقدمة للجائزة خلال شهر من تاريخ الإعلان، ويتم إرسال الأبحاث الكاملة للملخصات المقبولة خلال ثلاثة أشهر من تاريخ الإعلام بالقبول.

     

    -أخيرا .. هل من الممكن طرح شكلا جديدا من أشكال التعاون بين أعضاء أمانة الإفتاء العالمية؟
    سيشهد المؤتمر توقيع عدد من مذكرات التفاهم بين الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء والمؤسسات المعنية، كما سيتم الإعلان خلال المؤتمر عن جائزة التميُّز الإفتائي وإعلان جائزة الإمام القرافي للتميز الإفتائي.

    مفتى الجمهورية شوقى علام الادارة الحضارية للخلاف الفقهى المؤتمر العالمى للافتاء دار الافتاء دعاة ال

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    الجمعة 06:07 مـ
    17 شوال 1445 هـ 26 أبريل 2024 م
    مصر
    الفجر 03:43
    الشروق 05:17
    الظهر 11:53
    العصر 15:29
    المغرب 18:29
    العشاء 19:52