في ذكرى 6 أكتوبر.. قصة شهيد قبل وبعد الحرب
- داليا محمدحرب 6 أكتوبر العظيم لم تكن حرب مصر فقط مع إسرائيل وإنما كانت حرب العرب كافة ضد إسرائيل فلولا وقفة العرب معنا ما كنا انتصرنا هذا الانتصار العظيم فهذا الانتصار العظيم له تأثير كبير ليس علي مصر فقط ولكن علي الوطن العرب كله.
هذا الانتصار العظيم قد عبرعن إرادة الشعب المصري وكما قال الشاعر:
إذا الشعب يومًا أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر.. ولا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر
ضحى الشعب المصري بالغالي والنفيس وكانت الميزانية موجهة للتسليح حيت إنه كانت ميزانية الحرب تفوق أي اهتمامات فردية ومن ثم فهذا الانتصار العظيم هو الميلاد الحقيقي لمصر الجديدة بعد حرب الاستنذاف وبعد نكسة 67.
تقول الدكتورة إنشاد عز الدين، إنه قديمًا كان هناك وعي لدي الشباب بأهمية ومكانة مصر والتضحية بالأرواح فدائًا لمصر ولكون مصر فوق الجميع لم يبخل أخي الشهيد النقيب مهندس محمد عزمي محمود عز الدين عمران، أن بضحي بروحه فداء للوطن وهو كان في القوات الجوية في مطار "أبو صوير".
وتضيف، أقيم حاليًا في عمارة والدتي بكوبري القبة وهذه العمارة خرج منها 9 شهداء وكان يسكن في هذه العمارة العديد من رجال أركان الحرب من الجيش منهم اللواء أركان حرب/عمرو خضير واللواء أركان حرب /حسن طلبة وغيرهم الكثير كما أننا لم نكن علي علم بوفاة أخي في وقتها نظرًا لكون إسرائيل في هذا الوقت كانت تقوم بعمل حصر للوفيات من ضحاياها في هذا الانتصار العظيم ومن ثم ، فأنا وأسرتي لم نكن ممن سمعوا عن هذه الحرب ولكن نحن عاصرناها لحظة بلحظة في كل أجوائها,
وصول خبر وفاة الشهيد:
وصل إلينا خبر استشهاد أخي النقيب مهندس/ محمد عن طريق نائب وزير الحربية في هذا الوقت وكان معه ابن عمتي "ضابط مهندس في الجبهة" فهما من حضرا الجنازة وقاما بإبلاغنا بخبر استشهاد أخي بعد أسبوع من الوفاة وهذا الوقت كان موعد أجازته ولكن عندما حدثت الغارة لبي نداء الوطن وضحي بروحه فداء لمصر وكانت الوفاة بسبب صاروخ تم إطلاقه علي مطار "أبو سوير" وكأن هذا الصاروح سببًا في أن ينال اخي الشهادة دفاعًا عن الوطن وكانت في هذا الوقت خطيبة أخي تنتظره لإتمام زفافهما بعد العيد مباشرة ولكن الله عز وجل أراد أن يكون زفافه في الفردوس الأعلى.
وتتابع، كانت أمي تخبيء حزنها وآلامها حفاظا علي مشاعرنا كل ذلك جعلني حتي الآن اتألم ويحترق قلبي عندما آري دموع أسر الشهداء البواسل في الالتلفاز لكونني عاصرت هذه المعاناة والآلام بفقدان أخي.
ومن ثم فكانت هذه الحرب درسًا عظيمًا وكانت فاتحة خير وانعكست علينا بالإيجاب واسترددنا فيها كل أرضنا المنهوبة من خلال عقد الاتفاقيات الدولية وذلك لكوننا مركز قوة وإن لم نكن مركز قوة لم نكن تمكنا من اسرداد أرضنا وكرامتنا وذلك تطبيقًا لشاعرنا بإن الاتحاد قوة بالإضافة إلي أنه كان "عنصر المفاجأة" هو المحور الأساسي في تحقيق هذا الانتصار العظيم، ولن أنسي أن الشهيد حامل نجمة الشرف الذهبية .
وتقول، أود أن أوجه من خلال "الميدان" رسالة للشباب لتوحيد الصفوف وتضافر الجهود والتصدي لأي خطر يقرب من الوطن وضرورة الاضطلاع علي إنجازات مصر وتاريجها العريق وحضارتها الرائدة بين الأمم وحيشها المهيب الأقوى على مستوى العالم .