الجمعة 29 مارس 2024 04:42 مـ 19 رمضان 1445هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    آراء وكتاب

    الباب المفتوح

    محمد على إبراهيم

    فجأة تحول المطبلون والمنافقون إلى معارضين..مدمنو الصوت الواحد أصبحوا أشاوسا يقارعون الحكومة بعد أن دبجوا في عشقها القصائد ملتمسين لها آلاف الأعذار وألقوا باللائمة علي الشعب ناكر الجميل .

    لايمكن أن يقتنع المصريون أصحاب الذكاء الفطري بتغيير بوصلة المصفقين بين عشية وضحاها ..خصوصا وأنهم أصبحوا مثل عانس فاتها قطار الزواج وتقف في نافذتها ترمي بشباكها حول شاب يافع يسكن أمامها ولاتلاحظ لضعف نظرها أنه متيم بحب جارتهما الحسناء الشابة .

    من ثم  فمن يعارض بالأمر ويؤيد بنفس الأسلوب لن تكون له مصداقية..التغيير الذي يحس الجميع به الآن سببه الوحيد الشعب...نجح في إيصال صوته للدولة بأدب ..بعد أن هونت السلطات من مقالات الصحفيين الناصحة والمحذرة.. ووصل المسئولون إلى قناعة أن المصريين يرفلون في النعيم ولكنهم فراعنة لايحمدون ربهم أنهم ليسوا كليبيا وسوريا والعراق.

    أثبت الشعب أنه أقوي من الجميع..تفوق بهدوء على الإعلام والأقلام والكتائب الإلكترونية ..هدير مهذب أيقظ النائمين في كهف الخيال.

    فاز المصريون في مباراة الاستقرار.. لم يستجيبوا لدعاوي مغرضة من قنوات وتنظيمات مشبوهة تحرض على الفوضي والخراب.. وطبيعي أن أي فائز ينتظر مكافات.. وأبدا لن تكون بزيادة المقررات التموينية وخفض أسعار البنزين.. ماينتظرونه قرارات اقتصادية وشفافية ومصداقية وحرية رأي وتعبير.. ننتظر رئة نتنفس منها ..هدنة لالتقاط الأنفاس..انتخابات برلمانية تأتي بالمعارض قبل المؤيد مع استبعاد الأخوان.

    الحكومة مطالبة بباب مفتوح على الشعب تسمع أناته وأوجاعه وتلامس أوتار عذابه..والبرلمان يحتاج نافذة جديدة يشم منها اتجاه الرأي العام فلا يخالفه أو يستفزه أويتجاهله.

    أحكى لكم عن تجربة شخصية.. مثلت أمام جهات تحقيق إخوانية  وفوجئت بعد أن سقطت دعاوى التربح واستغلال النفوذ والكسب غير المشروع أن هناك تهمة عجيبة وهى تضليل الرأى العام.. نظرت للمحقق متسائلا.. ولأنه كان شابا صغيرا يبدو أنهم أرسلوا التهمة إليه فى مظروف، لم يستطع أن يشرحها ليّ.

    قلت: هل تقصد أن الصحف القومية ضللت الناس فى حكم مبارك وجملته وسوقته بما ليس فيه.. وكمن انشرح صدره بعد حيرة.. تهلل قائلا بالضبط! أجبته يا سيدى لا يمكن لإعلام أو صحافة الصوت الواحد أن يلعبا بالبيضة والحجر وتغير قناعات الناس وتخدعهم بأنهم يعيشون فى يوتيوبيا.. كل ما فعلناه أننا سوقنا ما كنا مقتنعين أنه صواب (لم تكن نتائج يناير قد ظهرت بعد).. قال ما دليلك! فورا أجبته إعلام الصوت الواحد لم ينقذ عبدالناصر العظيم من نكسة يونيو، ولم يفلح فى أن يجنب هتلر الهزيمة البشعة من قوات التحالف رغم أنه استعان بجوبلز أول من أسس لفكرة «تجهيل الشعب لصالح النظام».. أكدت له أن قناعة الكاتب ليس بالضرورة أن تكون قناعة الشعب.. ربما يكون مصيبا أو مخطئا.. لكن الشعوب لا تخطئ وإلا لما اندلعت أحداث يناير.. نحن قلنا ما آمنا به ولن نعرف الحقيقة الآن، لكن الشعب كان له رأى آخر.. وهكذا تم صرفى من سراى النيابة لعدم ثبوت تهمة التضليل الإعلامى.

    لقد اندهشت من التجريدة التى شنتها بعض مؤسسات الدولة والصحفيون المحسوبون عليها ضد سياسيين وصحفيين وإعلاميين ونقابيين بدعوى أنهم يسبحون ضد التيار.. المصطلح نفسه خطأ.. لا يستطيع أحد مهما كانت براعته فى السباحة أن يتحدى الموج.. عفوا أرجو أن تقرأوا رواية جورج أورويل الكاتب الأيرلندى الساخر «1984» التى جسد فيها مشكلات نظام لا يرى إلا نفسه مصيبا ووحده صاحب الحق ودونه الناس أجمعين.

    ولديفيد هيرست الكاتب البريطانى مقولة عن الإعلام الصحيح بأنه أشبه ببوفيه مفتوح تختار منه ما تحب أن تأكله.. لكن لا مانع من تذوق صنفين أو ثلاثة من باب العلم بالشىء أو ربما تتوقف أمام صنف يسترعى اهتمامك ولا تتذوقه.. فى كل الأحوال استمتع بالمائدة واختر ما يناسبك.

    لقد مضى عصر الزعيم الملهم والمؤمن والذى يصلى خلفه سيدنا رسول الله، والمفروض أننا دخلنا عصر الرئيس الديمقراطى لأنه الوحيد الذى جاء بعد ثورتين.. تعجبنى قناعة الرئيس السيسى أن ما يفعله هو الصواب.. ولا يعجبنى أنه لا يريد أن يرى فعلا آخر أو طريقا آخر.. لقد مضى زمن تأميم الإعلام.. حتى روسيا التى تربت على وكالة أنباء تاس وصحف أزفستيا وبرافدا تغيرت.

    إن القرار السياسى حق أصيل للرئيس.. لكن هذا القرار مفروض أن يجىء بعد دراسة كافة الجوانب.. ليس من الحكومة المصفقة فقط.. ولكن لابد أن يكون له مجلس سياسات معارض يستمع إليه ثم يأخذ القرار وهو مطمئن.

    إننى أنتظر من الرئيس السيسى اهتماما أكبر بالأصوات المعارضة.. المصفقون الدائمون يساهمون فى إقناع النظام بأن الحياة حلوة.. إن ما تقاسى منه مصر فى الفترة الراهنة ليس هو ارتفاع الأسعار فى السلع والخدمات والعلاج والتعليم- وإن كان يمثل عاملا هاما- ولكنه إحساس المصريين أن هناك فجوة بين مؤسسات الدولة وبينهم.. هناك «فراغ عاطفى» بين الحاكم والمحكومين.. وهى فجوة لا يتم تجاوزها بالتصريحات أو البكاء أو المبالغات اللفظية.

    احترام أحكام القضاء وتوقير الدستور يعطى النظام «حصانة مجانية» تتيح له التصرف بحرية حركة دون الدخول إلى متاهات ومآزق وأزمات.. على النظام أن يوجه كتائبه الإلكترونية ومريديه وأصواته «المراهقة» فى الفضائيات والصحف إلى التوقف عن وعظ الشعب بأنه سبب البلاء والكرب والفساد وأن الحكومة طاهرة شريفة عفيفة لكن الله ابتلاها بشعب جاحد.

    الباب المفتوح محمد علي ابراهيم الميدان

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    الجمعة 04:42 مـ
    19 رمضان 1445 هـ 29 مارس 2024 م
    مصر
    الفجر 04:20
    الشروق 05:48
    الظهر 11:60
    العصر 15:30
    المغرب 18:12
    العشاء 19:30