يسري أبو القاسم: «مولانا الشيخ جواب» رواية البحث فى الملكوت والأحب إلى قلبي (حوار)
- محمود أبو السعودأشياء كثيرة قد تدفعك أن تستمع إلى حديث مع روائي اخذ منحناً مختلفاَ عن الجميع هو ذهب لمكان آخر يبحث فى عالم شغل عقول الكثير من الناس وهو عالم الصوفية الذي يعتبره البعض كوكب آخر فما بين الكرامات والدروشة كانت رواية «مولانا الشيخ جواب» للكاتب يسري أبو القاسم تجيب عن الغموض فى عالم الصوفية وتبرز حقيقة الكرامات وحديثه عن آخر أعماله ولماذا اتجه لعالم الصوفية؟ وإلى نص الحوار..
- نبدأ من آخر أعمالك وهي رواية «مولانا الشيخ جواب» ما الذى دفعك لدخول عالم الصوفية والكتابة عنها؟
الغرض من كتابة رواية مولانا الشيخ جواب هو بعض الارهاصات التي كانت تحدث معي من حين لآخروكأنها اشارات تقول لي إن الصوفية ليسا كما تظن.
- عفواً.. ماذا تقصد من عبارة ليست كما تظن؟
كنت أري أن الصوفية تعني فقدان العقل والهذيان والتعلق بغير الله سبحانه وتعالي وأن ما يقوله البعض عن كرامات هو محضخيال وانتهاك لإعمال العقل.
- إذن ما هو الشئ الذى غير وجهة نظرك؟
بعد الأمور التي تعتبر فوق العقل ومنها علي سبيا المثال ما حدث لى أنا وزميل فى مسجد السيدة زينب.
- ما الذى حدث؟
منذ ما يقارب العشرين سنة وانا مقيم فى القاهرة لم أفكر دخول مسجد السيدة زينب وبالصدفة منذ عامين قبل كتابة الرواية - مررت انا وزميل لي بالمسجد فأشار إلى أن ندخل نصلي العصر الذى انقضي منذ ساعة تقريباًبعد الصلاة جلسنا نتحدث من شخص ظلمه وقال يارب إنه لا يعجزك..فسمعنا الأذان الله اكبر الله أكبر ولما قمت لصلاة المغرب لم يكتمل الأذان الذي سمعناه فى مكبرات الصوت ذهبنا إلى المؤذن فقال باقى نصف ساعة ..فعلمت أن هناك كرامات ..تكررت مواقف أخري ليس هناك متسع لذكرها ..دفعتني للبحث فى عالم الصوفية وكانت سبباً فى كتابة الرواية.
- هل بطل رواية مولانا الشيخ جواب كان درويشاً؟
لا بل كان طبيباً ..يحدث معه كرامات فأراد الوصول غلى الحقيقة ..والحقيقة هنا هي الوصول إلى اليقين بالعقل ..اراد ان يثبت وجود الله والدين والناس ونفسه وبعد رحلة مجهدة وصل إلى كل هذا بالعلم والإيمان.
- ماذا تعني بالعلم والإيمان؟
أعني ان العلم وحده لا يصل بك إلى الله والايمان بلا علم لا يوصلك إلى اليقين الكامل فكلاهما يكمل الآخر.
- ماهي النتيجة التي وصلت إليها؟
وصلت إلى ان إدراكك بأن هناك أموراً فوق العقل هي فى حد ذاتها عين العقل.
- انت تنحي العلم وهذا مغاير لكلامك؟
بالعكس تماماً من العلم أن تعرف ان هناك أمور فورية لا تخضع لمقاييس العقل البشري .. وهذا لا ينقص اعمال العقال والمنطق فهما الاساس فالله سبحانه وتعالي يقول «أفلا تعقلون» إعمال العقل فريضة.
- هل كانت رواية «مولانا الشيخ جواب» صوفية بحته تخلو من الرومانسية؟
لو لم تكن الرواية بها انسانيات رومانسية لفقدت جمالها فى الرواية ثلاث حبيبات للبطل لكل واحدة منهن قصة رومانسية تدور فى فلك الرواية.
- لماذا كان البطل طبيباً؟
حتي يكون شخصية علمية بإمتياز وتدهشه الخوارق والكرامات فيتحداها وهنا ينشأ الصراع داخل البطل فيثري العمل الأدبي.
- ماذا عن سلسلة الروائع التي نشرتها لك أخبار اليوم؟
هي سلسلة يمكن تصنيفها كأدب أطفال يحكي فيها الأب لبناته عن النبي صلي الله عليه وسلم واصحابه.. صدر منها حياة النبي و30 صحابيا انصفهم التاريخ وقريباً الفاروق اول رواية عربية للاطفال.
- كتابك 3 حارة الأدباء اثار جدلاً وترحاباً من النقاد فى نفس الوقت كيف تري ذلك؟
كتاب 3 حارة الأدباء هو عبارة عن 33 قصة عن 33 رواية عربية وعالمية ولله الحمد هذا الكتاب لاقى استحسان كبير من النقاد ودرسه د.عزوز اسماعيل من معهد اللغات والترجمة كنوع أدبي جديد.
- ولكنك تكتب القصة والرواية .. فما الذى دفعك إلى كتابة قصص عن روايات كتاب آخرين؟
الإبداع يعني التجديد والمغامرة لذلك كان هذا الكتاب الذى ستصدر عنه الطبعة الثانية عن دار اكتب فى الاسبوع القادم إن شاء الله.
- ماذا عن أول أعمالك رواية شحاته ورنيش؟
هي رواية اجتماعية بطلها شاب مصري يبحث عن عمل بعد أن تخرج فى كلية التجارة بتقدير جيد جداً لكنه يصطدم بالواقع فيعمل بائع صبغة ويقع على صندوق الورنيش صورة مؤهلة الجامعي وصورة محبوبته التي لم يتمكن من الزواج منها نظراص لظروفه الاقتصادية وهذه الرواية تدور فى إطار شعبى داخل حارة مصرية معدمة.
- ما هو جديدك؟
سيصدر لي قريباً بإذن الله كتاب "من قلب النجع" عن الهيئة المصرية للكتاب وهو كتاب يحتوي على الموروث الصعيدي من أفعال - أغاني - وقاموس صعيدي.
- أنت تدور فى محاور مختلف روايات وقصص وسيرة الا تخشي عدم التخصص؟
المبدع لا بد أن يكون متنوع ومختلف وأعتقد أن هذا هو سر حب الناس لكتاباتي.