الأربعاء 24 أبريل 2024 08:33 مـ 15 شوال 1445هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    ألحقونا.. مقابر البساتين في خطر

    المياه الجوفية تغرق الجبانات.. والحكومة تجاهلت الكارثة

    الحاجة زينب: جئت هربًا من الجوع مع زوجى فازددت جوعًا وأتمنى أداء عمرة والموت بجوار الرسول "ص"

     

    سكينة: كل ما أتمناه أن يسأل علينا مسئول

     

    رابحة: أدفع 200 جنيه إيجار الحوش للتربى وتعودت على العيشة مع الأموات

     

    محمد السيد: أعانى المرض ونصحني الأطباء بالراحة.. ولكن ما باليد حيلة

                                           

    عندما تضيق الأرض بما رحبت وتضن الكنانة بأبنائها ويجهض الفقر الإحساس بالإنسانية وحينما يرضى الإنسان بأدنى مراتب العيش، قد يصل أحيانا إلى الحضيض وتراه راضيًا مستكينًا ليس عن إيمان أو قناعة وإنما لموت البقية الباقية منه كإنسان فتراه يسكن المقابر كاتبًا على باب القبر "هذا من فضل ربى" وتراه يفترش الأرض ويأكل من القمامة ورغم ذلك يتكاثر ويبالغ فى التكاثر فى مساكن لاتصلح لتربية الحيوان فما بالك بالأطفال فلا جدرانا تسترهم ولا أبواب تحميهم ولا سقوف تكف ما تجود به السماء من أمطار عليهم يحيون حياة بعيدة عن الحياة قريبة من الموت فهم أحياء يعيشون مع الأموات "إنها حياة سكان القبور".

    توجهنا إليهم في مكانهم اقتربنا منهم وحاورناهم استمعنا لمآسيهم وأوجاعهم وهمومهم وحتى أحلامهم التي وجدناها لا تتجاوز أربعة جدران خارج المدافن، أو جيران غير الموتى، أو قسط قليل من التعليم أو وظيفة فى أدنى درجات السلم الاجتماعي، أو حتى مجرد طبخة تحتوي على قطعة من اللحم ولو مرة كل شهر.

     

    ذهبنا إلي مقابر "البساتين" فوجدنا القمامة على جنبات الطريق وأشخاص يحرقون المخلفات بعد أن آخذو منها ما يحتاجون والأطفال يختنقون من الرائحة الكريهة ويسبحون في المياه الجوفية التي تغرق الطريق والمقابر التي يسكن فيها الأهالي لنستطلع الآراء بحيادية وموضوعية عن دور الحكومة في علاج الأزمات التي تمر بها المنطقة.

     

    بداية تقول الحاجة زينب 82 عامًا: إنها تسكن فى هذا الحوش منذ 26 عامًا وجاءت هربًا من الجوع مع زوجها بحثًا عن لقمة العيش والحياة الكريمة فازدادت جوعًا واشتدت فقرًا ولكنها تحملت ألم الجوع وذل الفقر من أجل أن تُربى أبناها الخمسة وبعد وفاة زوجها اضطرت إلى العمل من أجل تلبية احتياجات المنزل وتربية أبنائها، لافتًا أن أهل الخير يساندونها في بعض الأوقات.. سألناها ماذا تتمنى من الدنيا فقالت كل ما أتمناه أداء عمره و الموت بجوار قبر الرسول(ص).

     

    اقتربنا من وسط المقابر فوجدنا هبة، تبلغ من العمر 33 عامًا لتقول: زوجى يعمل "شيال" وأجرته فى اليوم 40 جنيهًا ويوم شغال و الأخر الله أعلم ولديّ خمسة بنات وولد و إيجار الحوش 150 جنيهًا، وزوجى قام بإخفاء شهادة ميلاد ابنى "سيد" حتى يساعده في مصاريف الحياة.. تحدثنا مع أبنها سيد، ويبلغ من العمر 11عامًا والذى يعمل في مصنع طوب ويتقاضي 10 جنيهات فى اليوم الواحد لافتا أن صاحب الشغل "بيضربني".. ويحلم سيد بكابوس يومى أحداثه تدور حول أن المتوفين حاولوا قتله ومتمنيًا أن يسكن في مكان بعيد عن المقابر حتى يتخلص من أحلامه المزعجة.

     

    أما سكينة، فكل ما تتمناه أن يسأل عنها مسئول وأن يكون لديها شقة بعيدة عن المقابرـ مشتكية من ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة لكن ربنا معانا وأهل الخير بيساعدوننا.. كما التقينا رابحة 32 عامًا والتى ذكرت أنها تسكن هى وزوجها وأبنائها فى حجرة وتدفع 200  جنيها إيجار شهرى.. وعن حالتها النفسية قالت: إنها تعودت على العيشة مع الأموات لأنها ولدت فى هذا المكان وكانت فى الصغر تشعر بالخوف حينما يدفن شخص فى هذا المكان ولا تريد أن يشعر أبناؤها بنفس هذا الشعور.. سألناها كيف تعيش يومها فأجابة: ربنا بيرزقنا بأى حد يوزع كيس لحمة أو أرز أو كيس مكرونة أو كيس فول أما عن الملابس فقالت ممكن حد يستغنى عن ملابسه القديمة.. وعن أمنيتها فى الحياة  قالت: كل ما أتمناه إن ربنا يرزقنا بشقة حتى ولو حجرة واحدة بعيدة عن المقابر وأن ربنا يقدرنى وأعلم أولادى.

     

    والتقط الأسطى حسنى عبد الشافي، طرف خيط الكلام وقال: إنه يسكن هو وزوجته وأبنائه فى غرفة واحدة منذ زلزال 1992 وكان الوضع صعبُا فى بادئ الأمر ولكن مع مرور الوقت تعود على الحياة فى المقابر، موضحًا أنه يعمل فى خان الخليلى وكان يحصل على 40 جنيها فى اليوم أما الآن تأثرت السياحة بشكل كبير وبشتغل يوم وعشرة عاطل، وأكثر ما يؤلمه حينما يأتى العام الدراسى ولا يستطيع شراء احتياجات المدرسة لبناته وشعور أبنائه  بالحرج الكبير عندما يعرف أصحابهم أنهم من سكان المقابر وينفرون منهم.

     

    أما وليد 30 سنة يعمل صناعيى رخام فيحكى حاله ويقول: أتقاضي 75 جنيهًا يومياً وأعانى من سوء الأوضاع وتجاهل الحكومة لنا وتقدمت كثيرًا بطلب للحصول على شقة فى إسكان الشباب ولكن الفشل حليفه فى كل مرة ويحصل عليها القادرين، تابع: كلما تقدمت للزواج من أحد الفتيات وعندما يعلم أهلها أننى أسكن فى المقابر يرفضونى.

     

    وعلى بعد أمتار قليلة تقدمنا إلى حوش آخر هالنا منظر شواهد القبور التى تملأ جنبات الحوش منها ما كتب عليه توفى صاحبه عام 1950، وآخر كتب عليه توفى صاحبه فى 1905 والغرف المبنية بالمواد البدائية، كان يجلس أمام الحوش محمد ثابت إبراهيم 62 عامًا، ويعمل تربى، والذى يسكن في هذا المكان منذ نعومة أظافره لكنه يعانى من تجاهل الحكومة له حيث أن العمل فى هذه المهنة يعرضه إلى كثير من الأمراض، لافتا أنه يعانى من الضغط و السكر والحساسية والربو ولا يوجد ليّ علاج على نفقة الدولة ونصحنى الأطباء بالراحة.. ولكن ما باليد حيلة لا يوجد أمامي مصدر رزق آخر.

     

    أما محمد الساداتى، تربى بمقابر التونسى وشهرته "عم شكوكو" وجدته يجلس على كرسى أمام المقابر على الطريق الرئيسى يتصفح الجرائد وأمامه كوب الشاى فسألناه عن الحال والأحوال فقال إنه يبلغ من العمر65 عامًا  ولديه أربعة أولاد فقال جملة واجدة فقط وتضمنت دعاء للمحروسة :"ربنا يهدى مصر".. وأثناء تجوالنا داخل المقابر وجدنا رجل يجلس على كرسى يبدوا على وجهه علامات الحزن والخوف اقتربنا منه وسألناه عن السبب فرفع صوته عاليا قائلا "انتو خربتوا البلد مش كفاية المشاكل اللى انتوا عملتوها بره إحنا مش محتاجين حاجه ومالناش طلبات سيبونا فى حالنا بقى" وأشار بيده روحوا صلحوا البلد اللى خربتوها وبعد كده تعالوا حلوا مشاكلنا سيبونا نعيش ولا توهمونا بأشياء غير قادرين على تنفيذها.

     

    أما محمد السيد على 37 سنة، فيسترجع ذكرياته المؤلمة مع الشرطة فيقول: الداخلية لفقت لىّ قضية قتل ظلم وأخذت حكم حبس 15 عامًا حيث أن أى قتيل تعثر عليه الشرطة داخل المقابر تقوم بجمع الأشقياء وتلفق لهم التهم لغلق ملف القضية وتطالبنا بالإرشاد عن تجار مخدرات أو تأتى بأحد يدخل الحبس مكانك.

     

    وأضاف عندما خرجت منذ شهرين لفقت لىّ قضية سلاح أبيض وخرجت بكفالة 100 جنيه مشيراً إلى أن الشرطة خلال الفترة الحالية كسرت باب حجرته فجراً للقبض عليه لكنه تمكن من الهرب.

     

    ويستمر الكلام المباح في الملف الشائك والتقينا بأسرة مكونة من 10 أفرد تسكن فى حوش واحد يتكون من حجرتين وصالون يؤدى إلى المقبرة ورغم ضيق المكان إلا أنه تعيش فيه ثلاث عائلات حيث تسكن البنت هي وزوجها وطفليهما فى حجرة بينما يسكن الابن الأكبر وحيد حمدى هو وزوجته وطفليهما أما عن الصالون فترقد فيه الأم وابنتها الأخيرة "دنيا" المعاقة ذهنيًا  حيث طالبوا جميعا بشقه وكشك.. فتقول رشا رغم تقديم كل الأوراق التي تخص إعاقة أختى إلا أن المحافظة لم تسلمنا شيىء وتركتنا نجر خيبة الألم ونتجرع ذل الحاجة.

     

     

    المياه الجوفية مقابر البساتين الميدان

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    الأربعاء 08:33 مـ
    15 شوال 1445 هـ 24 أبريل 2024 م
    مصر
    الفجر 03:45
    الشروق 05:19
    الظهر 11:53
    العصر 15:29
    المغرب 18:28
    العشاء 19:50