الجمعة 26 أبريل 2024 03:26 صـ 17 شوال 1445هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

    الدكتور هاني عبد الجواد الأستاذ بطب الأزهر: أجريت لمريض أخطر عملية فى العالم بالعمود الفقري وأحدثت طفرة فى حياتي العملية

    حوار الدكتور هاني مع محرر الميدان
    حوار الدكتور هاني مع محرر الميدان

     

    الدكتور هاني عبد الجواد، بطب الأزهر، قامة وقيمة طبية عالمية حقق نجاحًا في أخطر عمليات جراحية في العالم، وحاصل على أعلى درجات التخصص العالمية في جراحة العمود الفقري وهم خمس زمالات من كندا وأمريكا، وهو قصة كفاح ومُثابرة من قرية لا طبيب فيها إلى طبيب عالمي متحدث بثلاث لغات، كان لنا معه هذا الحوار الذي يعرض فيه رحلة كفاحه، وصولا إلى العالمية.

     

    وإلى نص الحوار:

     

    بدايات الدكتور هاني، كيف كانت؟

    نشأتي كانت في قرية فقيرة وأسرة متوسطة الحال، سقف طموحاتي  وأهدافي كان يجاوز عنان النجوم  في السماء، وثمت معضلة واجهتني في البدايات أنه لم يكن هناك من يرشدني  كيف أحقق أهدافي التي ظننتها في كل لحظة بعيدة المنال،  فقريتي التي نشأت فيها كانت خالية ممن التحق بالطب، فأنا أول طبيب في قريتي، وكنت دائما  طموح لأبعد الحدود، وأعشق المنافسة بكل ماتحمله من صعوبات, ولا أنظر إلا للنماذج العليا حتى أكون مثلهم وأفضل، وهذا حال الكثيرين، ولكن طريق النجاح والتميز صعب إلى أبعد الحدود، وقليل من يطول نفسه فيه .    

    أبي- رحمه الله - هو من زرع فيَّ منذ الصغر الرغبة أن أكون طبيبًا عالميًا، وكانت أحلامي  في المرحلة الجامعية تائهة للغاية كأي طالب في هذه  المرحلة، وكانت أولى خطواتي الجادة في سنة الامتياز، وبدأت في تعلم  الفرنسية ولأول مرة في حياتي وخلال عام واحد حققت فيها تميزا كبيرا، والآن أتحدث الفرنسية والإنجليزية بطلاقة، وإتقان اللغات سبب من أقوى أسباب تميزي في مونتريال وفتح العديد من الطرق، فكنت أتعامل مع المرضى ناطقي الفرنسية والإنجليزية كما أتعامل مع العرب تماما. 

     

     من هو الدكتور هاني عبد الجواد الآن؟

     أنا أستاذ مساعد بجراحة العظام بجامعة الأزهر، ومتخصص في جراحات العمود الفقري للأطفال والكبار، حين بدأت حياتي العملية كنائب لجراحة العظام كان كل اهتمامي موجها أن أصبح متخصصا تخصصا دقيقًا، ولكن هذه الطريق ليست مُذللة ولكنها مليئة بالصعاب، فالتخصص الدقيق لابد وأن يدرس في الخارج.

     

    واصلت الليل بالنهار وشققتُ على نفسي كثيرا لأحقق هذا الحلم والهدف الذي لم أتراجع عنه يوما واحدا، راسلت جامعات خارج مصر، وتقدمت  في مسابقة عالمية في تخصص العمود الفقري وفي هذه المسابقة حصلت على مقابلة، والتحقت بزمالة من جامعة مونتريال لمدة عام واحد بكندا لأمارس هذا التخصص الدقيق في الخارج، وكانت تكلفة هذه الزمالة على جامعة مونتريال100 ألف دولار، ولأنني أتحدث الإنجليزية والفرنسية جُددت لي سنة أخرى .

     

    ما هي الزمالة وما عدد الزمالات التي حصلت عليها وماذا حققت من إنجازات بعدها؟

    الزمالة المتخصصة تعد أعلى درجات التخصص في العالم، وقد حصلت على ثلاث زمالات متخصصة  من جامعة مونتريال بكندا، الأولى عام 2009والثانية والثالثة في عامي 2014-2015، بالإضافة إلى زمالتين من مؤسسة "كليفلند كلينك" في الولايات المتحدة الأمريكية في عامي 2007-2012، وحصلت على منحة تدريبية من جامعة مونتريال شديدة التنافسية، وتعد الأولى من نوعها التي يحصل عليها طبيب أزهري

     

    وحصلت على الماجستير والدكتوراه في جراحة العظام والعمود الفقري وعُينت مدرسا مساعدا بجامعة الأزهر،ثم مدرسا ثم أستاذ مساعد جراحة عظام،  وهذه الزمالات المتخصصة تعد نقاط التحول في حياتي، ومن بعدهم أصبحت شديد التخصص في جراحات العمود الفقري للأطفال والكبار، وكونك تحصل على فرصة منافسة في أفضل جامعات في العالم وأنت في مصر- فهذه تُقال في كلمتين- ولكنها في منتهى الصعوبة.

    وقد عدت من آخر زمالتين  في مونتريال منذ أربع سنوات أحدثت خلالهم طفرة كبيرة  في جراحات العمود الفقري في مصر.

    ما هي طبيعة جراحات العامود الفقري في مصر؟

    نظرا لعدم الوعي فإنه يوجد في مصر أخطر الحالات المرضية بالعمود الفقري في العالم وهذا نتيجة للإهمال، وعدم اللجوء إلى الطب إلا في مراحل متأخرة من المرض، وعندنا  في مصر مجموعة كبيرة من المرضى يعانون من تشوهات شديدة في العمود الفقري، ولذلك فيوميا أجري عمليات جراحية لم يُذكر في العلم والمراجع الأجنبية إطلاقا نجاحها، وهي أخطر جراحات عمود فقري في العالم، وفي كل عملية جراحية أجريها يكتب لها النجاح وهذا أولا وأخيرا فضل الله علينا.

     

    كيف وصلت إلى هذه المرحلة من التميز والدقة؟

    كل مرحلة مرت في حياتي أخذت جهدا غير عادي، وكل يوم يمر علي أتعلم فيه جديدا ويغير من أدائي للأفضل، وهذا ينعكس على المرضى وعلي أنا كطبيب، فمن أجل حصولي على الزمالتين ثابرت وواصلت ليلي بنهاري حتى وصلت إليهما، وكان من نتائجه أني أجري في بعض الأيام جراحتين من أخطر الجراحات ويكتب الله لهم النجاح الغير متوقع، وما كنت لأصل إلى هذه المكانة بغير مراحل الإعداد الشاقة التي مرت عليَّ في حياتي، لأن التدريب والعمل الشاق والعلم هم طريق التميز.

     

    ما الحافز الذي دفعك إلى الوصول إلى أدق التخصصات وأخطرها؟

    سبب تميزي ووصولي إلى أدق التخصصات وأخطرها في العالم أني حددت هدفي أن أكون متخصصا في جراحات العمود الفقري كتخصص دقيق للغاية، وواجهت كل المتاعب والصعوبات مُثابرا وصابرا إلى أبعد الحدود من أجل تحقيق أهدافي ، وكنت دائما أضع هدفي أمامي وهذا ما جعلني أحقق إنجازات عظيمة في فترات قليلة نسبيا.

     

    دراستك الأزهرية سبب تقدم أم عائق؟

    دراستي في الأزهر بمناهجه الشرعية والعربية والثقافية لم تكن أبدا عائقا أمام تميزي، ولم أشعر يوما بأن الدراسة في الأزهر صعبة، بل على العكس تماما فالدراسة الأزهرية أحد عوامل بناء شخصيتي كطبيب في مجال دقيق للغاية، فلدي عقيدة راسخة أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، هذا بالرغم أن قريتي التي نشأت فيها لم يكن بها معهد أزهري، وأنا أول من التحق بالأزهر من عائلتي.

     

    مراحل فاصلة في حياة الدكتور هاني، ما هي؟

    المرحلة الفاصلة الأولى في حياتي دراستي لطب العظام، والمرحلة الثانية أني قررت أن أتخصص في جراحة العامود الفقري، والمرحلة الأهم على الإطلاق هي حضور زمالات جراحات العامود الفقري للأطفال والكبار في جامعة مونتريال بكندا، وعلى إثرهم كُرمت كثيرا وحصلت على جوائز متعددة في تخصصي.

     

    ما هي العقبات التي واجهتك وظننت أنها النهاية؟

    كل يوم يمر عليَّ  في حياتي العملية أقول هو النهاية لخطورة العمليات التي أجريها، وحين أذكر للمريض مخاطر العملية أعيش معه بنفسي وبأعصابي، وأقدم كل ما بوسعي واستطاعتي متحريا الدقة الشديدة للحصول على أفضل النتائج ولو أخفقت حالة مريض تكون هي نهايتي، ولكن كرم الله يعمنا حتى هذه اللحظة.

     

    ما الذي ينقص الطالب الآن حتى نرى ملايين من أمثال الدكتور هاني؟

    النجاح والوصول إلى القمة عندنا يحتاج إلى اجتهاد شخصي جبَّار، بالرغم من وجود  دعم معنوي من بعض الجهات ولكنه ليس كل شيء وإنما الأهم توفير بيئة صحية صالحة للتقدم والإبداع، وأنا حين أنظر إلى ما وصلت إليه فأحيانا لا أصدق نفسي من كثرة الصعوبات التي واجهتني في حياتي إلى درجة لا يستطيع الكلام أن يفصح عنها، ولكني أؤمن أن لكل مجتهد نصيب، وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.   

     

    "سفير السعادة" و"وزير السعادة" ألقاب أطلقها مرضاك عليك، كيف تراها؟

     هذه هي الشهادة التي أعتز بها أيُّما اعتزاز "سفير السعادة" فهي ثمرة تعبي وجهدي المتواصل طيلة حياتي، وتتأثر نفسي كثيرا حين أرى من يتألم ويعاني المرض ويظن أن حياته انتهت عند مرحلة خطيرة من المرض، وييسر الله لي أن أكون سببا في أن يستعيد حياته ويمارسها بشكل طبيعي كما كانت من ذي قبل، وهذا يعيد الحياة  لأسرة كاملة ويعطيني سعادة كل المشقة والجهد.

     

      وتغمرني السعادة أن أكون سببا في أن يصل المريض إلى التعافي من سهر الليالي متألما عاجزا، لدرجة أن بعض المرضى يصلون لمرحلة الانهيار عند إخبارهم بخطورة الحالة، وبعد نجاح العملية وتذكر الخطورة التي كانت عليها تكون هذه هي اللحظات المؤثرة في حياتي وحياة المريض، وحين أدخل غرفة العمليات  أضع نفسي مكانه وأجريها كما لو كانت لي وأبذل قصارى جهدي حتى يكتب الله لها النجاح.

     

    من صاحب الفضل الأكبر عليك في حياتك؟

    وإذا كنت أجد وقتا لأجتهد وأطور من ذاتي وصولا إلى ما أنا فيه الآن  فالفضل فيه يرجع لأسرتي الكبيرة والصغيرة أبوي وزوجتي وأبنائي، بالإضافة إلى أساتذتي وكل من علمني وأتعلم منه إلى ما شاء الله.

     

    الدكتور هاني بعدما حقق من الإنجازات العظيمة، إلى ماذا يتطلع؟

    أنا لم أصل إلى القمة ولن أصل إليها ما حييت، وسأظل اجتهد حتى آخر يوم في حياتي، ولا أفكر في أي شيء على الإطلاق سوى تخصصي وأن أطوره يوما بعد يوم، فتفكيري في عملي ورسالتي التي أؤديها تتجاوز مرحلة اليقظة فأكون نائما وفكري يعمل في تطوير ذاتي وتخصصي، وأكثر ما أنشغل به التفاصيل الدقيقة جدا في تخصصي وهي أكثر ما يجهدني.

    هاني عبد الجواد طب الأزهر جراحة العمود الفقري جامعة الأزهر الزمالة المتخصصة

    استطلاع الرأي

    أسعار العملات

    العملة شراء بيع
    دولار أمريكى 49.3414 49.4414
    يورو 53.7723 53.8961
    جنيه إسترلينى 62.9153 63.0675
    فرنك سويسرى 56.0507 56.1898
    100 ين يابانى 33.3726 33.4470
    ريال سعودى 13.1553 13.1826
    دينار كويتى 160.5278 160.9055
    درهم اماراتى 13.4325 13.4633
    اليوان الصينى 6.8549 6.8693

    أسعار الذهب

    متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
    الوحدة والعيار الأسعار بالجنيه المصري
    عيار 24 بيع 3,629 شراء 3,686
    عيار 22 بيع 3,326 شراء 3,379
    عيار 21 بيع 3,175 شراء 3,225
    عيار 18 بيع 2,721 شراء 2,764
    الاونصة بيع 112,849 شراء 114,626
    الجنيه الذهب بيع 25,400 شراء 25,800
    الكيلو بيع 3,628,571 شراء 3,685,714
    سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى
    مصر 24 أول خبر المطور بوابة المواطن المصري حوادث اليوم التعمير مصري بوست

    مواقيت الصلاة

    الجمعة 03:26 صـ
    17 شوال 1445 هـ 26 أبريل 2024 م
    مصر
    الفجر 03:43
    الشروق 05:17
    الظهر 11:53
    العصر 15:29
    المغرب 18:29
    العشاء 19:52