ما يصحش كده
آمال البنداري
قديما قالوا الذوق لم يخرج من مصر ...وهى حكاية قديمة لحكيم مصرى كان اسمه الذوق .كان يصالح بين الناس ويحل مشاكلهم..وفى يوم من الايام حدثت مشكلة كبيرة حاول هذا الذوق حلها ولكنه لم يستطع فكبرت المشكلة وكبرت واصبحت أزمة استعصى عليه حلها ورفض الناس التصالح فيما بينهم فشعر الذوق باليأس واستعد للخروج من مصر ولكنه مات على الحدود قبل أن يخرج من مصر ..فأخذ الناس جثمانه وصنعوا له مقاما عرف بمقام سيدى الذوق..ونحن الان فى كل مشكلة نقول دا الذوق مخرجش من مصر ..تعبيرا عن ذوق المصريين واحترامهم لبعضهم وللاخر..ولكن يبدو أن الذوق الان شعر بالضيق من تصرفاتنا وترك مصر واستطاع اختراق الحدود .. فما نشاهده من تنمر فى كافة نواحى الحياة فى الشارع المصرى يؤكد أن الذوق قد انتحر. فالأبيض يتنمر على الاسود وفى احسن الاحوال يقول له يا شكولاته. والطويل يتم التنمر عليه بمقولة( طويل واهبل) والقصير يتم التنمر عليه( بقصير و أوذعة ) وضعيف النظر ب (بحلق او كعب كوباية) وذوى القدرات الخاصة يتم التنمر عليهم بافظع العبارات والتصرفات والمحجبة تتنمر على غير المحجبة بانها ستحرق فى نار جهنم والمنتقبة تتنمر على المحجبة بان حجابها غير شرعى وفى نفس الوقت يتم التنمر على المنتقبة بانها متشددة والجميع ينصب المحاكم للجميع والجميع يتنمر على الجميع واصبحنا جميعا مجتمع من المتنمرين. ولذا يجب على الجميع العودة للوقوف أمام مقام سيدى الذوق وتقديم الاعتذار له .وان نحمى انفسنا من أنفسنا والا سنصبح اضحوكة الامم وأقترح أن تتطالب النخبة المثقفة فى مصر بقانون للحد من التنمر ومعاقبة المتنمرين على أن يتم تدريس هذا القانون بعد اصداره فى المدارس المصرية وخاصة الابتدائية والاعداديه منها لكى تتعلم الاجيال الجديدة فظاعة هذا الفعل وكم هو جارح ومؤلم للانسان. وتتعلم أيضا العقوبات القانونية له حتى نخلق اجيالا جديدة خالية من التنمر قادرة على استيعاب الاخر كما كانت مصر دائما تحتوى الجميع .وتتقبل الاخر وتحترم الاختلاف ولذا عاشت فيها جميع الجنسيات والاديان والافكار داخل البوتقة المصرية التى احتضنتهم وصهرتهم جميعا فى شخصية مصرية راقية ومتحضرة تمثلت فى مقولة جبر الخواطر على الله .. لذا يجب أن نعود جميعا للوقوف أمام مقام سيدى الذوق.