«كانت مهمته تخدير قيادات جيش الاحتلال»
بلسانهم فُضحوا.. «إسرائيل» تبرئ أشرف مروان من خيانة مصر «فيديو»
- أحمد واضح
رغم مساعي الاحتلال الإسرائيلي لتشويه الرموز المصرية ومحاولة إظهارهم في ثوب الخيانة؛ يأبى الله إلا أن يكشف زيفهم وكذبهم وبلسانهم، فهذا أشرف مروان البطل الذي نجحت مصر في زراعته بعمق تل أبيب؛ لتضليلهم وإمداد مصر بمعلومات تفيدها في حرب 1973، إلا أن الاحتلال يأبى أن يعترف بالنجاح المصري في زرع جاسوسها الذي قام بعملية تخدير لقادة الاحتلال حتى تنطلق الشرارة الأولى لمعركة تحرير سيناء سنة 1973، فحمل الاحتلال على الزعم بأن أشرف مروان كان جاسوسًا لصالحه وأنه خان مصر وقدم كثيرًا من المعلومات التي أفادته في الفترة ما بين 1967 و 1973، وحاول الاحتلال أن يخلد هذه المزاعم بإنتاج فيلم "الملاك" والذي يحكى قصة جاسوسية أشرف مروان الذي كان زوج ابنة جمال عبد الناصر ومقربًا بشكل كبير إلى الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وأنه خان مصر وكان ولاؤه للاحتلال الإسرائيلي، بيد أنه الحقيقة كانت خلاف ذلك وهو ما كشفه مقطع فيديو مسرب من داخل المخابرات الإسرائيلية "الموساد".
نشطاء بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تداولوا مقطع فيديو أظهر ندوة دراسية داخل جهاز استخبارات الاحتلال الإسرائيلي -الموساد-، كشف خلالها المدرب "شمعون منديس" وهو عقيد متقاعد من سلاح الاستخبارات الإسرائيلية ومؤلف كتاب جهاد السادات، عن دور أشرف مروان وكيف خدعهم؛ لتنجح مصر في حرب 1973.
تأسيس الاستخبارات
"شمعون منديس"، قال وهو يعلم ضباط الاستخبارات الصهيونية،:" إن الرئيس المصري محمد أنور السادات عندما أراد تكوين جهاز الاستخبارات العسكرية، نجح في تكوين جهاز متميز لكي يخدم الجيش المصري كجهاز معلوماتي، فاتصل بوزير الحربية حينها المشير أحمد إسماعيل وقال له أبلغ اللواء فؤاد نصار بأنني كلفته بتولي رئاسة الاستخبارات العسكرية، ولكن نصار قال: أنا لواء مشاة؛ لا أفهم أي شيء في موضوع الاستخبارات العسكرية، ولا يمكنني قبول هذا الأمر قبل أن أدرس الموضوع ولتكن مهلة 9 أشهر".
وأردف العقيد السابق بالموساد الإسرائيلي،:" المشير أحمد إسماعيل اتصل بالسادات وأبلغه برفض نصار وطلبه مهله لدراسة الأمر؛ فقال السادات سأعطي له وقت محدود لدراسة الموضوع فقط 3 أشهر كافية، لكن نصار رفض، فقال السادات هل يضع نصار شروط عليا؟!، ولكن نصار رد على السادات،:" أنا لا أضع شروط إن مصر هي من تضع شروط إنك ربما تلقي عليا مهمه، ونحن سنحارب، وإن أخطأت الهدف فإن مصر من الممكن أن تباد"؛ فاحترم السادات هذا الموقف وقال له خذ الوقت الذي تريده، ولكن بعد مضي حوالي 3 أشهر اتصل السادات شخصيًا بفؤاد نصار، وقال له ما رأيك، فرد نصار: لقد درست الأمر إن اليهود لديهم نقطة ضعف واحدة يجب أن نعمل عليها وهي 48 ساعة منذ علمهم بالحرب وحتى إتمام التعبئة العامة، في تلك اللحظة نحن نستطيع أن نوجه لهم الضربة، فاقتنع السادات وأسس جهاز الاستخبارات العسكرية".
خطة الخداع
ولفت "منديس"، إلى أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات عمل على مسارين؛ فقسم الاستخبارات إلى مستويين: مستوى إستراتيجي، ومستوى تكتيكي تولاه فؤاد نصار فجند البدو في سيناء فأعطى لهم رتب الضباط ودربهم وأعطى لهم أجهزة وقال لهم إن ما عليكم فعله، عندما ترون دبابة، أو قوات إسرائيلية أن تتصلوا وتخبرونا، وكان هناك الكثير من البدو الذين عملوا مع جهاز الاستخبارات، هذا على المستوى التكتيكي، أما على المستوى الإستراتيجي، فقالوا إن أشرف مروان لم يتعامل معه أحد لأن مروان لم يعمل تحت قيادة أحد، ولم يحاولوا الاقتراب منه؛ فمروان كان رجل السادات فقط، وكان تحت قيادة السادات ولم يقترب منه أحد آخر، وأعطى له في خطاب تعيينه جميع صلاحيات الرئيس كاملة".
«مروان خدّر قادتنا»
وأفاد ضابط الاستخبارات السابق، بأن الإسرائيليون اعتقدوا أن مروان لا يعلم أننا نقارن المعلومات من أكثر من مصدر فماذا فعل مروان بعد هذا؟ كانت مهمته تخديرنا، ونحن نعتقد أنه أعطى لنا معلومات، هو كان يعلم أن جميع المعلومات التي يعطيها لنا نقارنها بمعلومات من مصادر أخرى؛ فهل كان السادات يبني الاستخبارات لتكون ديكورًا ؟! ، ولقد اهتم أيضًا بحالات معينة فقد كان يضخ معلومات حتى يبلغ شخص آخر بنفس الشيء، باختصار إن أشرف مروان قام بتخدير قياداتنا، الآن إن ما يحتفظ بع العقيد "جابي" ويقول إنه رآه وهذه الصور والإثباتات بأن اشرف مروان كان تابعًا لنا، كل هذا بلا قيمة لأنك لم تعلم نيته فإن ذلك بلا قيمة.