الصين تتهم واشنطن بنشر «كورونا».. هل فعلها الجيش الأمريكي؟
- أحمد واضح"متى ظهر المرض في الولايات المتحدة؟! وكم عدد الناس الذين أصيبوا؟! وما هي أسماء المستشفيات؟! ربما جلب الجيش الأمريكي الوباء إلى "ووهان"، تحلوا بالشفافية، وأعلنوا بيانتاكم، أمريكا مدينة لنا بنفسير".
بتلك الكلمات اتهم المتحدث باسم الخارجية الصينية "تشاو لي جيان"، الولايات المتحدة الأمريكية بنشر فيروس كورونا المعروف علميًا باسم -كوفيد19- بالصين، ومنه لدول العالم؛ ليكون هذا الاتهام الرسمي من قبل الصين للولايات المتحدة، بعد عدة سيناريوهات حول انتشار الفيروس؛ وترجيح لنظرية المؤامرة، في ظل الصراع الشرس بين البلدين على قيادة العالم اقتصاديًا وعسكريًا.
الاتهام الصيني للولايات المتحدة الأمريكية، جاء بعد قرار واشنطن منع دخول المواطنين الأوروبيين إلى أراضيها، وفي ظل ترويج سيناريوهات متعددة، حول مصدر الفيروس والمسؤول عن انتشاره، وبعد اتهام باحثون هنديون مراكز بحثية بتخليق الفيروس، ونشره، خاصة مع مقارنة نسبة الخسائر التي تعرضت لها الصين اقتصاديًا واجتماعيًا، وتلك التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية.
اتهام مبرهن
الدكتور وائل عواد، الخبير في الشؤون الأسيوية، قال إن الوباء انتشر في فترة العطلة الصينية، وفي أوج انتشار وتوسع الصين اقتصاديًا، وهو ما دفع الصين إلى الاعتقاد بوقوف أمريكا خلف انتشار الفيروس، إلى جانب انتشار الفيروس في مدينة ووهان، وهي قلب الصين، والحديث عن وجود عبوات معدنية داخل القنصلية الأمريكية في الصين.
عواد استبعد، في تصريح خاص، فرضية تسبب الأطعمة الصينية والتي تشمل حيوانات في تخليق الفيروس طبيعيًا؛ معللًا هذه الأطعمة على مائدة الدول الأسيوية منذ مئات السنين، ولم تنتشر فيروسات أو أية أوبئة داخل المجتمعات الأسيوية، وبداخلها المدتمع الصيني بالتحديد.
واستدل الخبير في الشؤون الأسيوية، على فرضية اتهام الولايات المتحدة الأمريكية بنشر الفيروس، بكونها المستفيد الأكبر من هذا الوباء، لافتًا إلى أن الاقتصاد الصيني تكبد خسائر ضخمة بسبب هذا الفيروس، في ظل صراع على قيادة العالم اقتصاديًا وعسكريًا بين الصين والولايات المتحدة.
سيناريو وهمي
الدكتور عاطف عبد الجواد، المحلل السياسي، دفع بوهمية الاتهام الصيني للولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن واشنطن تهتم بالعثور على لقاح لمكافحة الفيروس، ولا تهتم بفرضيات الصين حول مسؤوليتها عن انتشار الفيروس، والدليل أنها لم ترد على تلك الاتهامات لكونها تصدر عن متحدث الخارجية وليس رئيس أو وزير صيني.
وأوضح عبد الجواد، في تصريح خاص، أنه ومع فرضية مسؤولية الولايات المتحدة عن نشر الفيروس، فعلى الصين أن تجيب عن سؤال، من المسؤول عن انتشار الفيروس في الولايات المتحدة نفسها، والدول الحليفة لها؟ ، هذا سؤال ينسف الزعم بمسؤولية أمريكا عن نشر الفيروس، وإذا كانت هذه الفرضية سليمة، فمن المفترض وجود لقاح للفيروس لدى أمريكا لحماية مواطنيها قبل نشر الفيروس في الصين والعالم.
وأشار المحلل السياسي إلى أن الفيروس ينتشر في الصين بسرعة؛ لأن المواطنين في مدينة ووهان تحديدًا ليس لديهم قواعد النظافة العامة، وهذا ما سيتم الكشف عنه خلال الفترة المقبلة داخل المجتمع الصيني.