شكرًا كورونا
آمال البنداري
لابد أن لكل أزمة أسواقها السوداء وتجارها المستغلون وايضا ملاعينها المتسلقون . جاءت كرونا لتكشف لنا الثمين من الغث والنافع من الضار والمتسلقين من المكافحين بصدق لقد أظهرت لنا الكرونا عوار المجمتع بكل طبقاته فظهر من رجال الأعمال من هدد بتقليص العمالة إذا لم تنهى الحكومة حظر التجوال وهناك من هدد بالانتحار وكأن اداء الحكومة الجيد فى هذه الازمة قد اوجعهم وأرادوا الضغط فى الاتجاه الاخر وهناك من سيدات المجتمع من تطوعت بشراء المستلزمات الطبية لحماية الاطباء فى معركتهم القاتلة وهناك أيضا من تطلق على نفسها فنانة وتدعى الإصابة بالكرونا لتعتلى الترند وتحصل على الشهرة وقد أوضحت التجربة انها لا تعرف عن الفن شىء فالتى تنشر اخبارا كاذبة لترويع المجتمع وبث الفزع بداخله لا تستحق لقب فنانة او حتى انسانة فالفن من المفروض أن يكون البلسم الملطف وقت الازمات فلا يمكن أن يستغل فنان حقيقي ازمات بلاده ليحصل على شهرة لا يستحقها لقد اختفى مطربي المهرجانات واللاعبين والراقصين هرب من كنزنا لهم المال والشهرة والجاه وكل المدعين ممن يدعون حب مصر ولم يبقى سوى الاطباء المقاتلين المكافحين بصدق وناضل اطباء الارياف والاقاليم لمحاصرة المرض ودفع الوباء عنا ثم ناتى لتجار الدماء الذين يدعون الناس للتظاهر للدعاء والابتهال إلى الله لرفع الوباء ولا اعرف كيف يدعون الله لرفع البلاء وهم يتبعون افضل طريقة لنشر الوباء عن طريق التجمعات فكيف بالله عليكم سيستجيب الله للاغبياء الذين ينصتون لأعدائهم وينفذون تعليماتهم لقتل انفسهم والاخرين ولابد بعد انتهاء الأزمة من كشف حساب لكل من استغل او ضلل او اهمل وكذلك كل امتنان وتقديرلكل من ضحى وناضل لكل من ساند مصر فى ازمتها فكرونا لن تغير من مصر فقط بل ستغير العالم باسره سيستيقظ العالم بعد كرونا على شمس تشرق على مجموعة من الاهتمامات المغايرة وسيعيد ترتيب الأولويات وبالتأكيد سيضع فى المرتبة الاولى العلم والعلماء والطب والاطباء وستكون الاولوية دون ادنى شك للبحث العلمى الذى يوجه لخدمة الانسان وسوف يستوعب العالم تخلى دول التشيجن عن ايطاليا فى الوقت الذى قامت فيه الصين سريعا بالتعافى من الوباء وقامت بمساعدة جيرانها الاسيويين فى تخطى الازمة بل ومساعدة ايطاليا ايضا بعد أن تخلت عنها دول الاتحاد الأوروبى مما يجعلنا ندرك أن بناء نظام قومى داخلى قوى منظم منضبط هو من سيصل بنا إلى بر الامان لان كرونا سوف تدفع المجتمعات والحكومات والشركات إلى التأقلم على فترات طويلة من الاكتفاء الذاتى الداخلى والعزلة فالاعتماد على التكتلات الدولية امر اثبتت فشله التجربة الكرونية ا .فالجميع وقت الوباء سيقول يلا نفسي ومن المرجح أن تؤدى أزمة الكرونا إلى سرعة انتقال ميزان القوى العالمية من الغرب إلى الشرق والى دول استطاعت تدارك الازمة بشكل سريع مثل الصين بالطبع وكوريا الجنوبية وسنغافورة فلقد قامت هذه الدول بمحاصرة الوباء بشكل علمى منضبط فى الوقت الذى تخاذلت فيه الحكومات الغربية الاروبية وتعاملت بطرق عشوائية لاحتواء الازمة وهو فى النهاية ماسيؤدى إلى ضعف اقتصادها وزوال عصر العلامات التجارية الغربية(البراند) التى خدعوا كثيرا بها الفقراء وجعلوها حلما بعيد المنال يسعون دائما لاقتنائه ومن المحتمل أيضا أن وباء كرونا سيكون سببا فى نهاية العولمة خاصة وأنه ياتى بعد توتر اقتصادى بين أمريكا والصين وربما سنشاهد قريبا مسلسلات صينية بدلا من الأمريكية فمن المؤكد جدا انه بعد نهاية هذا الوباء ان تعيد جميع دول العالم قراءة اوراقها فهذا الفيروس مثلما هو خطير فهو معلم ايضا فلقد علمنا النظافة والانضباط وذكرنا بانسانيتنا فتكاتف الجميع للحفاظ على الجنس البشرى من الفناء وساعدت إجراءات الحظر على تلطيف الهواء وخففت من التلوث وعادم السيارات فكل ما علينا للوقاية من كرونا هو المكوث فى منازلنا فكوكب الارض بعد الكرونا افضل بيئيا ولقد ان الاوان للطيور ان تحلق فى سماء صافية ..