رمضان بدون فوانيس.. «كورونا» يسرق فرحة المصريين وكساد بالشوادر بسبب الحظر

"فانوس رمضان" مظهر تراثي استخدمه المصريون للاحتفال بإقبال شهر رمضان المعظم، حيث يرجع أصل "فانوس" إلى اللغة اليونانية بمعني "بناس" وهو الإطار الزجاجي الذي يوضع بداخله شمعة، ويرجع ظهوره في مصر إلى العصر الفاطمي ، حينما دخل المعز لدين الله الفاطمي القاهرة ليلا في شهر رمضان، فخرج أهالي مصر لاستقباله حاملين مصابيحهم ومشاعلهم للترحيب به.

ومنذ ذلك الحين؛ أصبحت تتزين الشوارع بالفوانيس للتعبير عن الأجواء الرمضانية، وعلي مر الزمان تحول الفانوس من وظيفته الأصلية في الإضاءة ليلًا إلى وظيفة أخرى ترفيهية، حيث اعتاد الأطفال في رمضان على أن يطوفوا في الشوارع بالفوانيس ابتهاجا باستقبال الشهر الكريم، بيد أن الظروف الراهنة وانتشار فيروس كورونا يحول دون إقبال المواطنين على شراء الفانوس، وحتى دون إقامة شوادر بيع الفوانيس والزينة في ظل فرض حظر التجول من الساعة السابعة مساء، وهو الوقت الذي كانت تنشط فيه حركة بيع الفوانيس والزينة.

 

شعبة لعب الأطفال

الفانوس البلاستيك المستورد كانت أسعاره تبدأ من 6 جنيهات إلى 20 جنيهًا للفانوس الشعبي، والآن أصبح الفانوس المحلي ما بين 20 إلى 50 جنيهًا للمنتج الشعبي المعروف، كانت هذه كلمات بركات صفا، نائب رئيس شعبة الأدوات المكتبية ولعب الأطفال، والذي عبر عن استيائه لما يشهده سوق فوانيس ومستلزمات رمضان هذا العام، آملًا أن يتم رفع حظر التجوال لإنعاش شوادر وفراشات بيع الفوانيس وزينة رمضان.

وأوضح صفا، في تصريح خاص للميدان، أن أسعار الفوانيس هذا العام تراجعت بنحو 10% مقارنة بالعام الماضي؛ بعد اعتماد نظرا التصنيع على مواد خام محلية بنسبة 100%؛ في ظل انتشار فيروس كورونا، مشيرًا إلى أن حجم المبيعات من الإنتاج هذا العام ضعيف جدًا، حيث شهدت أسواق الفوانيس حالة انعدام الشراء من قبل المواطنين في ظل وجود حظر التجول من الساعة السابعة مساء، وهو الوقت الذي كانت تنصب فيه شوادر وفراشات بيع الفوانيس؛ وعليه لم تنصب شوادر الفوانيس هذا العام.

وبلغ حجم إنتاج فوانيس رمضان هذا العام نحو 4 ملايين فانوسًا، إلى جانب مليون فانوس صنع العام الماضي، وتراوحت أسعار الفوانيس الخشب بين 20 جنيهًا، و 200 جنيه بحسب الحجم والخامات، فيما بلغ سعر الفانوس البلاستيك نحو 50 جنيهًا، والفانوس الخرز بين 30 و200 جنيه حسب حجمه، وفانوس الخيامية وصل سعره ما بين 25 و 150 جنيهًا، والفانوس الصاج بين 70 و ألف جنيه بحسب حجمه، وفانوس الفورجية بين 40 و 80 جنيهًا، فيما بلغ سعر متر الزينة الرمضانية 10 جنيهات، ومتر المفرش 30 جنيهًا.

 

4 سنوات على القرار

ورغم مرور أربع سنوات، على قرار وزير الصناعة الأسبق منير فخري عبد النور، بمنع استيراد الفوانيس من الخارج؛ بهدف تشجيع الصناعة الوطنية، ومنع إهدار العملة الصعبة، إلا أن فاتورة استيراد خامات صناعة الفوانيس سجلت 12 مليون دولار، مقابل 10 ملايين دولار كانت فاتورة استيراد الفوانيس البلاستيكية من الصين، حيث كان متوسط سعر الفانوس الواحد نصف دولار فقط؛ وهو ما عاد على المواطن بارتفاع سعر الفانوس، وعلى الدولة باستنزاف مزيد من العملة الصعبة.

وفي رؤية إيجابية، فإن ظهور الفانوس الشعبي التقليدي بالأسواق؛ حافظ على ورش الحرفيين لإحياء الفنون التراثية، وإنعاش هذه الصناعة الوطنية وحمايتها من الاندثار، بيد أنه لابد من تدخل الدولة لتوفير التقنية الصوتية، والإنارة المميزة لفانوس رمضان؛ حيث أحجمت العديد من الأسر عن شراء الفانوس المحلي في ظل عدم تمتعه بالمؤثرات الصوتية والضوئية التي اعتادتها الأسر في الفوانيس الصينية قبل سنوات عدة.