"الميدان".. تفتح ملف التداوي بالأعشاب.. وهم أم حقيقة؟

عقربة صاحية لمنع سقوط الأم للجنين

الطق المغربي لفتح المقابر وإذن الدخول..

ومطالب بإنشاء كلية لطب الأعشاب  

“العشابين”: نساعد في التداوي ولا نسطيع أن نقضي علي المرض..

ارتفاع الأسعار أنعشت تجارة الأعشاب

 

لا تخلو حياتنا من الأحاديث عن السحر والشعوذة فقد وقع الكثير فى فخ الدجالين ليتمكنوا من فك السحر وطلاسمه ، ولم يقف نصب البعض فى العلاج بالقرآن وحده ، هو من استغل مساحات الجهل والفقر لكى يتسلل منها إلى عقول الفقراء، بل كان التداوى بالأعشاب هو الأخر وسيلة للنصب على المرضى وغير القادرين على الذهاب إلى الأطباء، فأصبحت هى الملجأ الوحيد لهم للحصول على العلاج حتى لو كان بالنصب والتحايل .

 

خرج علينا الكثيرين من مروجي التداوي بالأعشاب والروحانيات دون رقابة وكأنها الحل البديل للتخلص من كافة الأمراض المستعصية و المختلفة أيضا، كما أن مراكز العلاج بهذه الطريقة أصبحت منتشرة فى كل مكان، وعلى الرغم من أن هناك حملات مضادة تحاول كشف آلاعيب العلاج بالأعشاب .

 

الحبة السوداء لعلاج السرطان وزيت الخروع لعلاج أمراض الكبد، أما "كف مريم" أخذ صيت كبير فى حل أزمات النساء فى مصر، فى علاج العنوسة وتأخر الحمل وتسهيل الولادة والضعف الجنسي ،أيضا أكليل الجبل والزعتر البري أما الطقش المغربي يفتح أمامك أى مقبرة أثرية ليعطى السماح بالمرور، وغيرها من الأعشاب البراقة فى فترينات العطارين فى الفترة الأخيرة لدرجة أن المرض أصبح لا يعالج عند الطبيب بل أخذ العطار دور مماثل فى العلاج تحت مسمى المعالج، وغيرها من الطرق الوهمية التى تحاول هذه المراكز من خلالها كسب المزيد من الأموال على حساب أحلامهم بالعلاج والتداوى، فى ظل ارتفاع أسعار العلاج الحقيقى، وعدم توافر أماكن كثيرة للعلاج التى توفر خدمات جيدة إلى هؤلاء المرضى غير القادرين.

 

قائمة طويلة من الأعشاب التى يتخيل البعض أنها هى طريقهم للتخلص من الأمراض بل وصلاح الحال أيضا من تيسير زواج فك النحس والعنوسة والإنجاب ، كذلك أفضلها للعلاج على الإطلاق، لأنه يتم الترويج لها على اعتبار أنها مواد طبيعية لا تسبب أى أذى للجسد ولا تصيبه بأى أمراض، وأن خير الطبيعة هو الأفضل من اللجوء إلى المواد الكيميائية، وأصبحت الأعشاب التى يتعامل معها البعض على أنها علاج جيد، هى الأكثر انتشاراً وتداولاً، ولم تكن القرى والمحافظات النائية بل أصبح موجود على مستوى العاصمة .

 

تسللت كاميرا "الميدان" واخترقت عالم ممارسي النصب العلنى تحت مسمى العلاج والتداوى بالأعشاب فى أحد الحارات التى تشتهر بالعطارة وتجمع أكبر عدد من العطارين "العشابين" والتى تطل على شارعى الأزهر والمعز، حيث أتخذ منها مدعو الكرامات ومحترفو الدجل والشعوذة فى العلن سبيلا.. بعضهم يملك أماكن غير معلن عنها وآخرون لديهم  ما يطلقون عليه "عيادات التداوى بالأعشاب"، مستغلين مصائب البشر وقلة حيلتهم وجهلهم وفقا لمعلوم تدفعة الضحية فى النهاية مجبرة عسى أن تنفك الأزمة وينصلح الحال بعد تقديم الخدمة المجانية فى أول جلسة " وكله بما يرضى الله".

 

البداية كانت من محل "مدحت العطار" أحد العشابين المدعين نجاحهم فى علاج الناس وتداويهم عن طريق الأرقام والأعشاب فقط يتبعك بنظرات حادة وإبتسامة بلهاء حينما يضع قدم فوق الأخرى ويسأل عن اسم الشخص ووالدته ويبدأ بقلمه الأحمر يكتب الأسم كل حرف على حدة ويتبع الأحرف أرقام وهذه كبداية لفك رموز من يطلب الكشف والعلاج وهذا ما فعله معنا حينما توجهنا إليه لنوهمه أننا من طرف زبائن قام بعلاجهم وتيسرت أمورهم وبالفعل قام بالحديث معنا وإلى التفاصيل..

"عقربة صاحية"

بدأ حديثه، قائلا "ربنا كرمنى وأعطانى حكمته فى علاج المرضى حيث أننى أستطيع علاج كل الناس وجميع الأمراض الجسدية والنفسية "، "فإذا تحدثنا عن فك النحس والعنوسة أعتمد فى صنعتى على أعشاب كثيرة ونادرة منها " كحل القبول" و"عشب الحوريق" الذى أقوم بطحنه وأضع معه بذور أعشاب أخرى لن أصرح عنها لأنها سر الصنعة ويتم وضعها فى مياه ليتم غليانها وبعدما تصبح دافئة يتم الاستحمام بها لتجدى النتيجة خلال ساعات من ظهورك بأى مكان لأن هذا العشب يجلب الأرواح الطيبة الطاهرة ليفعل القبول ويأتى بدلا من العريس عشرة ، " أما بخور ال"حلتيت" و"حب الصندل" وماء الورد أعتمد عليهم فى فك السحر وتكليفات الجان".

 

واستطرد: " أستطيع علاج الضغف الجنسي الذى ترجع أسبابه نفسية وليست عضوية خاصة أن معظم من يعانى من هذا المرض مصاب بسحر ما يسمى فى علم الروحانيات "ربط" أنتصر عليه بعدة أعشاب منها "طلح النخل وبذر الفجل الذى يتم مزجهما مع العسل مع مراعاة النسب والأوزان حيث أن تناولهما له علاقة بالسن" ووفقت فى علاج الكثير من الرجال وأيضا النساء المتضررين من هذا الأمر .

 

قائلا: " تذكرت شخص لديه مشكلة وممتنع عن زوجته وحكى لى خلافاته معها وقدمت إليه خلطتى السحرية الممزوجة بالأعشاب والعسل الأبيض، ولكنه خاف تناولها وأعطاها لحارس عقاره بحجة أنها تعالج البرد والسعال علي سبيل التجربة في هذا الرجل دون أن يخبره بشئ، ولكنه فوجئ بحارس العقار يطلب كمية من هذا المنتج وكانت السعادة تظهر على وجهه ليقول له  "أنا كنت نسيت الحاجات دى من زمان".

 

أما بالنسبة للنساء فيأتى الكثير سعيا فى الإنجاب، حيث أننى قمت بعلاج سيدة كانت تحمل كثيرا ولم توفق بسبب السحر المصابة به طوال الوقت وكان الحل فى علاجها هو حزام يتم ربطه على منطقة البطن مع دهان ممزوج بعشب "دم الأخين والسواك" لغلق الرحم مع وضع عقربة صاحية ملفوفة فى شاش داخل الرباط الذى تلفه حول بطنها  مع تحذيرها من فك الرباط خلال فترة الحمل وإلا ستخسر جنينها ".

 

"زيت النعناع"

أما زيت النعناع كان وسيلتي فى إقناع طبيب مريض بالبهاق بعدم تناول هذا الزيت كعلاج لأنه يسبب سرطان بالجلد وقدمت له خلطة الأعشاب السحرية التى كانت من صدف ممزوج بالليمون ، وقمت بعلاج سفير سابق مصاب بالصدفية وعالجته بعشب "حب البلادر" فى 3 أيام .

 

واختتم حديثه:" أنا عالجت أمراض معظم الأمراض الخطرة من سرطان وتليف كبدى ومؤخرا الإيدز".

 

و اختلف رأي" أحمد زلط" من أقدم عشابين منطقة الأزهر ..حيث قال إن ميزة العشب أنه لو لم يفيد لم يضر خلاف الأدوية لها أعراض مصاحبة وأعراض جانبية ومعظم الأدوية أساسها الأعشاب ولولا وجود ما يسمى بمافيا الأدوية والشركات المنتجة لذاع صيت الأعشاب وأخذت وضعها وقيمتها الحقيقية ولكن أباطرة السوق دائما تعطل ما نحاول تطبيقه مع الدولة، فإذا حصلناعلى تصريح العلاج وانطلقنا بالأعشاب، هنحارب الشركات المنتجة ونهدد بورصتهم، حيث أن الأدوية أصبحت عالم من البيزنس الكبير والسبب الأول فى إرتفاع أسعارها أباطرة الشركات المنتجة  .

 

وتابع: هناك مجموعة من الأطباء الألمان يستوردون منى بصفة دائمة أطنان من الشيح البابونى وأنواعه المختلفة حيث يقومو بإستخراج  مادة الأتروبين من "الشيح" وهى مادة تستخدم فى توسيع حدقه العين للمريض أثناء العمليات الجراحية.

 

ولفت زلط أن مصر بها 36 ألف نوع عشب ، وكل عشب له طريقة فى الزراعة ويكون فى شهور معينة حتى طريقة الجنى لها شروط، وهناك أعشاب لا يصلح طحنها إلا على رخام أو بأوانى من الرخام، و تكون الشمس عمودية عليه ووقت الحصاد يكون بالفجر.

 

وأضاف زلط: أن هناك أسماء وهمية ظهرت فى الفترة الأخيرة لعلاج السحر مثل "ماء المحاياة" أو "ركب الفراشة" ، لافتا أن المقصود من تلك الأنواع ما هو إلا تضليل المريض والعودة المتكررة للمعالج ودفع أموال طائلة ، وهناك بعض العطارين يبيعون بخور عادي لايتعدى ثمنه ثلاثة جنيهات بأسعار تزيد عن 1000 جنيه بحجة أنه بخور معالج ويجبر المريض على شراء  هذا البخور لظنه أنه معالجه والملوك هم من يطلبون منه هذا النوع، ومن يستشهد بأن الحسد والسحر مذكوران بالقرآن الكريم جميعها أسباب يختبر الله كل شخص بها ولكن زمن المعجزات انتهى .

 

واستطرد زلط، إذا كان هناك أعشاب تستخدم في فتح المقابر لتبدل حال العشابين وقاموا بترك المهنة وبيع الفلفل والملح والكمون واكتفوا بتح المقابر واستخراج الآثار، و لكن هناك من ينصب بحجة أنه يمتلك الأعشاب التى تجلب الحظ وتبدل الواقع ولكن هناك من ينصب باسم خروج الآثار من تحت المنازل التى وصلت ال 90 % بحيث أن هناك نصابين يوهموا صاحب المنزل أن هناك آثار تحت منزله وبعد أن يأخذ منه مبلغ كبير ليخرج الآثار يشرط عليه أن تكون نيته صافيه لكي تخرج هذه الآثار وبعد أن يبدأ عملية الحفر يقوم النصاب بوضع نوع من الأعشاب عندها يخلط بمواد معينة ويلقى على الأرض يعمل شرار كبير فيقول النصاب في هذه الحالة أن نية صاحب المنزل غير سليمة ويأخذ الفلوس ويمشي .

 

وتابع لا يوجد شئ يقف أمام إرادة الله فكيف سيأتى عشب ليفعل ذلك، ولكن بالنسبة لعلاج الأمراض فمن الطبيعي أن الأعشاب أصبح لها دور بل هو موجود منذ قديم الأذل ولكن تتدخل كجزء علاجى لكنه لا يقلل من شأن التشخيص الدوائى حيث أنه لا يوجد عشب يستطيع أن يقضى على مرض، كما نشاهده فى  الإعلانات المطروحة عبر الفضائيات فجميعها نصب وضحك  على العقول .

 

"مرضى السكر"

ومن الأمراض التى تساعد الأعشاب فى علاجها، مرض السكر حيث أن الأعشاب تتدخل فى ضبطه وليس الشفاء منه حيث أن البنكرياس يعمل على إفراز مادة الأنسولين وهناك أعشاب تعمل على تنشيطه وحرق المواد الدهنية والسكرية  بالجسم.

 

وأيضا علاج الضعف الجنسي هناك أعشاب تساعد علي تنشيط الدورة الدموية مثل عشب "شرش الذلوع "و"جنسنج" و"الجنزبيل "وجميعها لتفريغ الطاقة و إمداد الجسم بالحيوية والنشاط وسريان الدم بالشرايين مع التحفيز النفسي والابتعاد عن التوتر .

 

"الأعشاب المغربية"

الأعشاب المغربية.. العين صائبة النظر ولكن الناس بتعتقد أن هناك أعشاب تستخدم للتنقيب عن الآثارولكنها تستخدم كنوع من أنواع المباركة واإستبشار وإتقاء الحسد، خاصة حسد العين وجميعها روائح معطرة وطيبة فقط الطقش والفسوخ وغيرها تستخدم كبخور ولوكان هناك أعشاب للتنقب عن الآثار لكنا استخرجنا آثارنا الفرعونية كلها واستردينا الآثار المسروقة .

 

"كف مريم"

وأيضا "كف مريم" هو عبارة عن مواد زيتية من الممكن أن يتم طحنها أو وضعها فى البخور ومن الممكن عمل ماسكات للبشرة من خلالها وتستخدم أيضا فى تبيض الأسنان والبعض يقوم بالإستحمام بها كنوع من الاستبشار بها إعتقادا من البعض أنها من شجرة السيدة مريم ولكنها لم تحل مشاكل العنوسة، حيث لو " اجتمع الإنس والجن على أن يضروك بشئ لن يضروك بشئ إلا وكتبه الله لك ،  و" 99 % من الناس بتجرى وراء الأمال والحظ وفك السحر وناس كتيره بتيجى تطلب منى خلطات لما فضولي بيغلبني بسألهم عايزينه فى إيه بيقولولي أنهم بيفك بيه عمل"

 

عادل فواز عطار بالحمزاوى الصغير بالجمالية .. أن هناك أنواع لا حصر لها من الأعشاب حيث تأتى من كوريا والهند والصين وليبيا والجزائر والمغرب ومنها من يدخل فى البهارات وجميع أنواع البخور ، أما الأنواع المصرية فما أكثرها.

 

"منع الحسد"

هناك أعشاب لمنع الحسد وخروجه من المنزل مثل "حصى اللبان وفسوخ البخور والحرمل والطقش والشرغادان" وجميعها تستخدم للحسد، وهناك أنواع بخور تعطى رائحة زكيه مثل الجاوى من الهند وخلط المسك والورد والياسمين على العود .

 

وتابع: القسط الهندى قد أوصى به الرسول الكريم حيث أنه يقوى جهاز المناعة وهو لمريض الكبد وله فوائد عظيمة  وساق أو جذع الكرنب و بيعالج 45 مرض ولكن نبات الماقة يرفع الضغط، فعظم الدول تستورد منا الكاموميل والبابوننج والعرقسوس والراود والكركم لعلاج الكبد والمعده والبقدونس وجميعها تحمل بالأطنان .

 

وأكد فواز: على أن الطب البديل له أهمية كبيرة على مستوى العالم ومصر بالرغم من قوة أعشابها إلا أنها تفتقد أن يكون بها كليه للتداوى بالأعشاب والنباتات الطبية حيث أن وزارة الزراعة وحدها لا تكفي .

 

يقول الشيخ أحمد عيد ..إمام مسجد أن هؤلاء لا يصح أن يقال عليهم سوى دجالين أو محتالين وذلك نتيجة المناخ السلبى فى المجتمع الذى يعكس الإحباط وعدم المعرفة وهذا ما يؤهلهم لنصب شباكهم على الضحايا، معظمهم يتبع أساليب محفوظة ومكررة فهم يحاولون إبقاء الزبائن فترة طويلة رهن ألاعيبهم عن طريق ابتزازهم على مراحل .

 

وتابع: بعد الجلسة الأولى التى يحاول فيها إقناع الضحية بأنه قادر على علاجها تأتى الثانية ليلعب فيها على العامل النفسى لإقناع الحالة بأنها تحسنت ويسألها عن أحلامها ليفسرها حسب روايتة ليمنحه مستحضرات أخرى بأسعار باهظة، وفى الجلسة الثالثة يقوم الدجال بعمل حيلة متعارف عليها وهو أن يأتى بورقة بيضاء ويضع بإناء به ماء قليل من الزعفران الذى يحول لون الماء إلى الأحمر ثم يضع خشبة بيضاء بالماء ليكتب بلون الزعفران الأحمر على الورقة آية قرانية معكوسة ثم يطبق الورقة.

 

وبعد ذلك يطلب من الحالة عدم فتحها وأن يضعها بإناء به ماء ليشربوا لمدة 3 أيام وتتفاجأ الضحية عندما تفعل ذلك أن لون الماء تغير إلى الأحمر من أثر الورقة الملقاة بداخلة فتقتنع بهذه الخرافة.