«ماندو» اتهم زوجته بالخيانة فألقاها من الطابق الرابع بحدائق القبة.. والجيران «كانت بتصلي وتصوم وتكلمنا بالقرآن»

كتب - محمد أبو زيد

 

عاشت «شيماء» حياة رفضت أن تمنحها يوما نظرة رضا، وكأنها وقعت مع البؤس«عقد احتكار» حتى بعد زواجها، وجدت القهر والظلم والمرض الذي نال من جسدها النحيف في انتظارها.

 

بطلة القصة ذات الـ 28 عاما من عمرها لم تكن تطمع من الحياة سوى الستر والصحة، ولكن لم يتركها مرض «السكر» وشأنها، واصبحت من مريدي المستشفيات، طمحت في العيش لتربية ابنائها «ملك وياسين» ولكن خطفها الموت من احضانهم بعد أن أتهمها زوجها بالخيانة، وألقاها من الطابق الرابع في مشهد بشع لتسقط غارقة في دمائها.

سخونة الأحداث التي تغلبت على صقيع الجو شهدتها حارة «على عمر» المتفرعة من شارع «عزام» بمنطقة حدائق القبة الأسبوع الماضي عندما سمع الجيران صوت ارتطام قوي بالأرض، وعند خروجهم لاستطلاع الأمر وجدوا جارتهم غارقة في بركة من الدماء تصارع الموت بينما يقف «أحمد» الشهير ب«ماندو» زوجها يدخن السجائر ويحتسي كوبا من الشاي صارخا في الأهالي الذين يحاولون في إنقاذها.

«الميدان» زارت مسرح الجريمة والتقت بالجيران للوقوف على الحقيقة.

«دينا» التي تسكن في العقار المقابل لشقة «أم ملك» كما يناديها الجيران قالت ” يوم الجمعة كنت واقفة في الشباك ولقيت أحمد شايل مراته بين ايديه، وقالي «بصي يادينا» وحدفها من فوق”، واستطرت ”كان بيقول دي مراتي وانا حر فيها محدش له دعوة انا غسلت عاري بأيدي عشان محدش يقول عليا مش راجل واطلبولي الحكومة“.

وأضافت ”قبل كده ضرب مراته وكسر لها ايدها واتخانق مع اخته وكان عايز يحدفها من الشباك ومحدش من أهل الشارع كان بيروح عنده غير أصحابه“ «ماندو» كان يتعاطى المواد المخدرة حسبما قالت «أم حبيبة» إحدى جيرانه مضيفة” مراته كانت ست محترمة وكويسة وكان يقولنا خلوا بالكم منها عشان بيجيلها غيبوبة السكر وكان لبسها دايما محتشم ومش معقولة تعمل حاجة غلط أو تخونه، وعمرنا مشوفنا ولا سمعنا عنها حاجة مش كويسة”، واستطردت” كان ياخدها عند والدته بعد الفجر ويرجع بيها آخر النهار ويوم الواقعة سمعنا صوت صراخ ولقيناها واقعة في الأرض وهو واقف في الشباك بيشرب شاي وسيجارة”.

والتقطت أطراف الحديث إحدى الجيران رفضت ذكر اسمها ” شهادة حق كانت ملاك وغلبانة وجوزها كان بيقولنا عنها بتصوم وتصلي ومشوفناش عليها حاجة مش كويسة” «الحاجة نادية» قالت” مش مصدقة اللي حصل وكلنا مستغربين وقبل الواقعة بأيام قالي ان مراته جاتلها غيبوبة السكر ووديتها المستشفى وبعملها تحاليل ويوم الجمعة كانوا عند والدته ورجعوا حوالي الساعة 7 ونص باليل وسمعنا صوته وهو بيزعق معاها وهو دايما كان صوته عالي وبعد شوية تفاجئنا إنه رماها من فوق ولما بصيت له قالي أنا اللي رميتها وغسلت شرفي ومحدش يغطيها سيبوها كده كده كانت عيانة وهتموت” تصمت «الحاجة نادية» للحظات لتستعيد ما حدث لجارتها في الليلة المشئومة” منظرها كان بشع والدم نازل من جسمها، وفيه سر غامض محدش يعرفه ومش عارفين عمل ليه كده كان بيقولي شيماء دي مش هلاقي زيها وكان بيحبها وفجأة اتهمها بالخيانة وانها ليها علاقات مع الجيران في البيت ومفيش الكلام ده هي كانت طيبة وبتلبس دايما عباية واسعة وحجاب وكانت لما بتكلم في أي موضوع ترد عليا بأية من القرآن ”.

وأضافت” ساكنين قصادنا من سنة ونص وعمرنا ما سمعنا عنها حاجة وحشة هو فيه سر محدش يعرفه غير والدته واخته في القصة دي، وهي كانت بتحبه وقبل الواقعة بشهرين ضربها وكسر دراعها ولما جينا نكلمه قالتلنا معلش أانا عايزة اعيش ومكنتش عايزه تقول عليه عشان عيالها وكان بيضربها” مضيفة” كانت بتترعب منه وكان شديد معاها وبرغم اللي عمله ده احنا زعلانين عليه، ولما روحنا نقول شهادتنا في النيابة شوفناه ومكنش بيكلم حد طول الوقت ساكت، وأولاده ملك وياسين محدش يعرف راحوا فين من يوم اللي حصل وشقته مقفولة” إحدى الجيران قالت” يوم الواقعة روحت لوالدته بقولها ابنك رمى مراته من فوق قالتلي هي اللي وقعت لوحدها من غير ما تعرف تفاصيل وأم ملك كانت بتمشي وشها في الأرض ومكنتش بتخلي راجل غريب يدخل البيت عندها ومحدش بيشوفها غير لما بتخرج معاه عند والدته وترجع معاه”.

 

بدأت تفاصيل الواقعة بتلقي شرطة النجدة بلاغًا من الأهالي بسقوط سيدة من الطابق الرابع بشارع الوايلي الكبير بمنطقة حدائق القبة، وتم نقلها الى المستشفى لتلقي العلاج، حيث تبين وجود كسور وجروح متفرقة بالجسد. انتقل رجال المباحث إلى موقع البلاغ وتبين أن الزوجة تدعى "شيماء.ح" ربة منزل 28 سنة، وذكر الأهالي إن زوجها ألقاها من شرفة شقتهما بالطابق الرابع.

تمكن رجال المباحث من القبض على المتهم وتبين أنه يدعى "أحمد.و" 32 سنة، وأقر بارتكاب الواقعة بعد اعتراف زوجته المجني عليها بخيانتها له وممارسة الرذيلة مع آخرين فقام بتوثيق اعترافاتها في فيديو سلمه لجهات التحقيق، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات.