لا للتنمر ضد مصابي كورونا
د. سيد مناع
التَّنمُّر بصفة عامة من السّلوكيات المرفوضة التي تُنافي قيم السَّلام وحُسْن الخُلق في الشريعة الإسلامية، والتَّنمُّر لمن لا يعرفه هو: شكلٌ من أشكال الانتقاص والإيذاء والسُّخرية يُوجَّه إلى فرد أو مجموعة، ويؤثر بالسَّلب على صحتهم، وسلامتهم النَّفسيَّة بشكل عام وهو لا شك سُلوكٌ شائنٌ، ويزداد هذا السُّلوك جرمًا وشناعةً إذا عُومل به إنسانٌ لمجرد إصابته بمرض هو لم يختره لنفسه؛ وإنَّما قدَّره الله عليه، وكُلُّ إنسانٍ مُعرَّض لأن يكون موضعه -لا قدَّر الله.
كورونا فيروس (Covid-19 ) ضعيف بأمر الله عزوجل حير العالم اجمع وادرك الجميع معني الاية الكريمه وَمَآ أُوتِيتُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً وهذا الفيروس من الفيروسات التاجية ولا يتعدي قطره حوالي 125 نانومتر(10-8 متر) وفقاً للعلماء الذين حددوه عن طريق التصوير المقطعي بالميكروسكوب والسمة الأبرز لفيروس كورونا هو وجود أشكال منبثقة منi تشبه المسامير البارزة للخارج، وتعطيه مظهر الهالة الشمسية، أو التاج، لذا جاء اسم الفيروسات التاجية. وتشمل الأعراض النمطية لفيروس (كورونا): الحمى - السعال - ضيق التنفس - وأحيانًا تتطور الإصابة إلى التهاب رئوي حاد. وقد يتسبب في مضاعفات حادة لدى الأشخاص ذوي الجهاز المناعي الضعيف، والمسنين والأشخاص المصابين بأمراض مزمنة مثل: السرطان، والسكري، وأمراض الرئة المزمنة.
وعلي مر التاريخ الشعب المصري معروف عنه الود والتكافل وخاصة في وقت الأزمات والمحن ولكن للاسف فيروس أظهر أخلاق ومعادن قله من الناس وظهر مصطلح غريب علي مجتمعنا الا وهو التنمر واكتب هذه السطور بخصوص ظهور حالات اشتباه كورونا بأحدي القري المجاولره لقريتنا وكان هناك أشخاص مخالطين للحاله وعلي الفور واستجاب المخالطين لنصائح العقلاء والاطباء بعمل حجر منزلي ولكن ظهر عده حملات تنمر تجاهه هؤلاء المخالطين وبدء التناوش بين ابناء القريه وظهرت الفرقه والانقسام ما بين مؤيد ومعارض وسادت حاله من الحزن الشديد علي المخالطين وساءت حالتهم النفسيه هم وأهل بيتهم من اطفال ونساء وكأنهم بايديهم فكلنا معرضون لأصابه من أي مصدر مصاب وكادت واقعه رفض دفن طبيبة في محافظة الدقهلية توفيت بسبب فيروس كورونا بقرية شبراالبهوالشهيره الشهر قبل الماضي والتي تعد وصمه عار في جبين اهالي القرية ان تتكرر بقريتنا.
فالمصاب اوالمشتبه في إصابته في امس الحاجه للدعم المعنوي خصوصا ان علاج كورونا الوحيد هو رفع مناعه الشخص المصاب والجانب المعنوي هوأساس مناعه الجسم وهناك العديد من الدراسات العلمية أثبتت ان الحالة النفسية الإيجابية التي تعد نصف العلاج إذا لم تكن غالبيته والروح المعنوية المنخفضة تزيد من نقص المناعة، الروح المعنوية المرتفعة هي نتاج الصحة النفسية السليمة التي تعرف بحالة من اكتمال السلامة الجسدية والعقلية ، خلافا للفكرة الشائعة بغياب المرض أو العجز، مما يعني التوافق الاجتماعي والشعور بالسعادة ولنا في رسول الله أسوه حسنه فقال ﷺ في شأن الجُذام أيضًا -وهو مرض معدٍ-: «لا تُدِيمُوا النَّظرَ إلى المَجْذُومينَ» أي لا تُطيلوا إليهم النَّظر، ولا تُّكرِّروا النَّظر لمَوَاطن المَرضِ؛ كي لا تتسببوا في إيذاء المَريضِ بنظراتكم، ووعنه صلى الله عليه وسلم ان قال يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تتبعوا عوراتهم، فمن يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته فلا تؤذوا أهل البلاء ولا تعيروهم يكفيهم ما هم فيه من بلاء. ولا شَكَّ أنَّ الانتباه لمُعاملة المريض، وعدم انتقاصه بكلمة أو تصرُّف خُلقٌ رفيعٌ مأمورٌ به من باب أولى.
والإصابة بفيروس كُورونا ليست ذنبًا أو خطيئة ينبغي على المُصاب بها إخفاءها كي لا يُعيَّر؛ بل هو مرض كأي مرضٍ، ولامنقصَة فيه، وكل النَّاس مُعرَّضون للإصابة به، ونتائج إخفاء الإصابة من قِبَلِ المُصَاب كارثيَّة ولكن بالتوازي مع دعم المصابين هناك العديد من الاجراءات الاحترازيه والتي تبنتها الدولة جاهدة للسيطره علي الوباء اللعين وللحد من الاصابه بالمرض لابد للشخص للسليم من المواظبه على تنظيف اليدين. استخدم الماء والصابون أو محلول كحولي لتعقيم اليديين- ابتعد مسافةً آمنة عن أي شخص يسعل أو يعطس - لا تلمس عينيك أو أنفك أو فمك- احرص على تغطية فمك وأنفك بثني المرفق أو بمنديل ورقي عند السعال أو العطس- إلزم المنزل إذا شعرت بالمرض- إذا كنت مصاباً بالحمى والسعال وصعوبة التنفس، التمس الرعاية الطبية- تجنب الزيارات غير الضرورية إلى المرافق الطبية يسمح لنُظم الرعاية الصحية بالعمل على نحو أكثر فعّالية، وبالتالي حمايتك أنت والآخرين. وهناك ايضا اجراءات مطلوبه من الشخص المخالط وهي :
عدم خروج الشخص المخالط من المنزل طوال فترة العزل المنزلى (14 يوم) ، وتخصيص مكان بالمنزل نظيف وجيد التهوية، وتجنب جميع الزيارات والأنشطة الاجتماعية، بالإضافة إلى عدم التنقل كثيرا من المكان المخصص للعزل إلى مكان آخر. ويجب على المخالطين ارتداء كمامة تناسب الوجه، خاصة عند التعامل مع أحد أفراد الأسرة، والتخلص منها بعد الاستخدام بوضعها داخل كيس مغلق وإلقائه في سلة مهملات خاصة بالمصاب ولابد من تغطية الأنف والفم أثناء العطس أو الكحة بمنديل ورقي، والتخلص منه بوضعه داخل كيس مغلق، وإلقائه بسلة المهملات، بالإضافة إلى غسل اليدين باستمرار بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، أو تدليك اليدين بمطهر كحولي وتناول وجبات الطعام بشكل منفصل عن أفراد الأسرة، واتباع نظام غذائي متوازن. أهمية شرب الماء الدافئ بدلًا من المشروبات الباردة، وعدم مشاركة الأدوات المنزلية الشخصية مثل الأطباق أو الأكواب أو المناشف مع أفراد الأسرة، بالإضافة إلى غسل الأدوات المستخدمة جيدًا بالماء والصابون، مع ضرورة ارتداء قفازات مطاطية أثناء الغسل ويجب تنظيف جميع الأسطح التي يتم لمسها كثيرًا مثل (أجهزة الكمبيوتر المشتركة، مقابض الأبواب، الهواتف المنزلية، تجهيزات الحمام، الطاولات بجانب السرير.
و يجب عدم الإفراط في تناول المضادات الحيوية مع ضرورة قياس الحرارة كل 8 ساعات للشخص المعزول، وإذا ظهرت عليه أعراض صعوبة في التنفس أو إسهال أو ارتفاع في درجة حرارة الجسم وفي حالة ظهور أعراض يجب التوجه إلى المستشفى فورًا لإجراء التحاليل اللازمة، وتجنب المواصلات العامة والأماكن المزدحمة.
أخيرًا أهمس في أذن المتنمر ماذا لو فعل معك نفس الفعل حال إصابتك لا قدر الله او تعامل معك الطاقم الطبي والمسعفين بنفس معاملتك عذرا اوقفو التنمر وليكن تعاملنا مع المصاب او المخالط بنوع من الرحمه والرقه وأخيرا هذه السطور ليست دعوه للاستهتار والاختلاط فكلنا بمركب واحد أما ان ننجو جميعا او لا قدر الله نهلك واختم بحديث
النبي صلى الله عليه وسلم قال أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) متفق عليه.
حمانا الله وإياكم من كل مكروه وسوء