الإثنين 25 نوفمبر 2024 01:30 مـ 23 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

بيت الطاعة .. مقبرة الزوجات الفقيرات في مصر

تحت ضغط الظروف وقلة الحيلة نساء أهدرت كرامتهن، علي الرغم من صدور قانون يجيز الخلع للمرأة في مصر منذ عدة سنوات إلا أن الإنذار بالطاعة، مازال يمثل سيفا مسلطا على رقاب بعض النساء في مصر، الذين يصعب عليهن اللجوء إلى الخلع في ظل ظروف اقتصادية صعبة أو خوفا من الفضائح التي تأتي من وراء هذا الأمر.. ليبقي "الإنذار بالطاعة" قانون يستغله الرجال وسيلة للهروب من سداد النفقة، خاصة إذا كانت الظروف المادية للمرأة لا تسمح لها بإقامة دعوى "طلاق للضرر" أو "خلع"، أو يتخلي عنها الجميع وتعود فريسة للقهر من جديد.


"الميدان" .. تستعرض قصص ووقائع لزوجات كانت ضحية لقوانين تنصف الرجال.

"هددني بالقتل"
بصوت مرتفع حد الصراخ منه لله ينتقم منه المولي وعز وجل ويذله ويهينه زي ما أهاني، عشت معاه في وجع قلب ووحشية ومعاملة أسوأ من معاملة الحيوانات، هكذا وصفت "نجلاء" ذات ال43 عاما عيشتها مع زوجها، كنت حريصة علي إرضاؤه وبالرغم من إنني مريضة بالقلب إلا إنني سعيت بشتي الطرق إرضاؤه، كان عارف إني ممكن أموت لو أنجبت تاني وكان مصمم علشان يتخلص مني قضاء وقدر .


تستكمل: ربنا رزقنا بالبنين والبنات فقد أنجبت إليه بنتين وولد ولكنه أصر علي الإنجاب مرة أخري ولكن كان لم يكتمل الحمل ويحدث إجهاض وبالرغم من تحذيرات الطبيب وأن حالتي الصحية لن تتحمل، كان يرفض إقترحات الأطباء بتحديد النسل وعدم الإنجاب مرة أخري.


وعن أخر مرة فشلت الزوجة في إقناعه بعدم الإنجاب كان الضرب والسب والوحشية ما قابلتهم منه، مؤكدة، حاولت إرضاءه بشتي الطرق ولكنه صرخ في وجهي وهو يقول "فاكرة نفسك ست، أنا هتجوز ست ستك وأجيبك خدامة عندها"، رفضي له وتركي للمنزل جعله يشعر بالهزيمة، وهدد والدتي وأختي الكبري إذا فكرت في خلعه سيقوم بقتلي أمامهم ، وقتها الخوف أصابني وقررت أعيش عند أهلي كالبيت الوقف، ولكنه فاجئني بإنذار الطاعة، وكان هذا جزائي بعدما تحملت قذاراته و خيانته المستمرة لي مع ساقطات.


 وجدت نفسي محاصرة أمام القانون وعاودت له خوفا من تشويهي أو قتلي وعشت معه في رعب وتحملت عذابه، ولا أعرف كيف أتخلص منه وانا من أسرة معدمة وظروفهم لا تسمح بإقامة قضية خلع تنقذ كرامتها، ولا تستطيع أيضا إقامة قضية "طلاق للضرر"، ولكن تدخل أهل الخير وساعدوني علي التخلص منه وقمت بعمل محضر بعدم التعرض تقاء شره.

"عايز وحدة ست"
"بعد كل العمر دا بقيت ناشز وزوجة ملعونة".. ببكاء وحزن شديد تحكي "هالة" ذات ال 40 عاما، عن مأساتها ومصيبتها الكبري في زواجها الذي إنتهي بكارثة، بعدما رفض زوجها التفاوض معها للوصول إلي حل بعيدا عن إجراءات المحاكم والقضايا سواء كان الحكم بالطلاق أم الخلع، قائلة، استحالت العشرة بيننا وطلبت منه الإنفصال بهدوء دون مشاكل ولكنه رفض وفشلت جميع المحاولات الودية في إنهاء الأمر، فقررت رفع دعوى خلع، ولكنه فاجئنى بإقامة دعوى طاعة، وزور فى محل السكن، فلم يأتينى إخطار بالدعوى على المنزل، ولم أنفذ الحكم ، وهو ما جعلنى فى نظر القانون ناشز بسبب مرور 30 يوما دون رجوعى لزوجى .


لم أستطيع فعل شئ سوي تنفيذ أمر الطاعة الذي عاملني فيه أسوأ معاملة إفتقد فيها إنسانيته وإستمر في تعذيبه لي بل وإذلالي وفي نهاية المطاف كان شرطه الوحيد لإطلاق سراحي هو أن يصورني بهاتفه المحمول وأنا أركع أقبل حذائه وقام بركلي وألقي يمين الطلاق وهو يخبرني " أنتي طالق ومتلزمنيش، أنا محتاج  وحدة ست تدلعني مش خدامة".

"بيشبهني بالفراخ"
"قاعد في البيت وبيصرف علي كيفه من شقايا وتعبي" ، تحكي "جيهان" صاحبة ال 38 عاما عن مأساتها مع زوجها المدمن الذي تراكمت عليه الديون بعدما أذله الكيف، وهرب إلي محافظة الغربية وتركها تعمل في أحد مقاهي وسط البلد لتسدد ديونه وتنقذ صغاره من الفضيحة.


تتابع الزوجة: عندما علم زوجي أن الديون سددت ولم يطالبه أحد بشئ عاد مرة أخري ليمارس بلطجته علينا، والمفاجئة، عندما طلب مني أقوم بعمل قرض من أحد البنوك ووعدني أنه سيتغير ويبدأ صفحة جديدة، لم أتأخر في تنفيذ طلبه إلا أنه فاجئني بزواجه من أخري تتاجر في المخدرات وساعدته أن يكون زوج الست، قائلة، إتجوزها علشان يشرب مخدرات ببلاش" .


وتستكمل الزوجة: لم يتركني سليمة بل قرر تدميري وهو يعلم جيدا أنني لا أملك سوي قوت صغاري، عندما طلبت منه الطلاق، رفض وقال لي " أطلقك إزاي إنتي الفرخة اللي بتبض الدهب" ، وعندما رفضت قررت زوجته أن يطلبني في بيت الطاعة وشرطت عليه أن يطلقني بعد سداد القرض.


"إدعاءات نسائية كاذبة"
وبصوت مرتفع يقول "وحيد" من داخل محكمة الأسرة، كفاكم تزيف وإنصاف ظالم للزوجات، "يعنى أنا زوجتى تركت منزل الزوجية علشان بقولها أبويا هيزورنا 3 أيام، ولكنها رفضت وسابت المنزل، ولم أجد رجل حاكم في بيتها يهذبها ويعيد لها عقلها كما كنا نري الأهل قديما، وبعدما فشلت في إيجاد حلا قررت أطلبها في بيت الطاعة، وأثبت في محضر رسمي إنها تركت المنزل والأولاد دون علمي وموافقتي.


ولكنها ردت علي هذا المحضر ب"رد كاذب" بأنني لم أنفق عليها وعلي أبنائي منذ عام، وطلبت الخلع والنفقة للزوجية وأخري للصغار خلاف الفرش والغطاء، وجميع شكواها وحججها ملفقة وكاذبة .


وتساءل الزوج: أين حقوق الزوج هذه القوانين تهدم الأسرة وتهدم الشباب وأذكركم وأذكر نفسي سيأتي يوما سيعزف فيه الشباب عن الزواج بسبب ظلم الزوجات غير الصالحات وما أكثرهن وهذا الظلم يؤدي لانتشار الفاحشه والمشاكل الإجتماعية.

"إذلال للمرأة"
من جانبها توضح غادة مصطفي المحامية، أن بيت الطاعة في الواقع يستخدم غالبا كوسيلة ضغط لإذلال المرأة ، ويلجأ لها الزوج حتى يتهرب من التزاماته بحقوق زوجته، فالزوج يرسل لزوجته خطابا مسجلا عن طريق المحكمة يدعوها لبيت الزوجية وإذا لم تستجب خلال 30 يوما فان من حق القاضي أن يعتبرها ناشز.


ولكن المرأة البسيطة ذات الظروف الصعبة هي من تقع فريسة لهذا النوع من قوانين الأحوال الشخصية.
وتابعت هناك شروط لتنفيذ حكم الطاعة منها توفير المسكن الذي أعده الزوج لزوجته لتقيم فيه، ولابد أن يكون ملائما لسكن الزوجة، من حيث المستوى الاجتماعي والاقتصادي ويتوافر فيه الأمان لها، وتعتبر الزوجة ناشزا إيضا إذا رفضت ولم تقبل هيئة المحكمة رفضها، وترد الزوجة في هذه الحالة بقضية طلاق للضرر، وفي غضون ال30 يوما المحددة.


وأضافت مصطفي: إذا رفضت الزوجة الذهاب إلى المنزل الذي هيأه الزوج لها وكان ملائما، فإنها تعتبر ناشزا وتسقط عنها النفقة، وفي ذات الوقت ليس من حق الزوج إجبار زوجته علي أن تعيش في مستوي أدنى من مستواها أو أن تقاسم والدته في السكن، ففي هذه الحالة تعد الزوجة متضررة ومن حقها أن ترفض العودة وتطلب الطلاق أو الخلع ، وقد يعتقد البعض أن بيت الطاعة يكون مكون من غرفة واحدة وليس به سوي "حصيرة " وهو غير صحيح على الإطلاق، فمن شروط دعوى النشوز أن يكون بيت الطاعة ملائما لمنزل الزوجية إذا لم يكن هو منزل الزوجية نفسه.

بيت الطاعة غرفة واحدة مسكن زوجية طلاق الميدان