نهال .. ضحية السحرة فى رحلة البحث عن الإنجاب
- سمر فتحي"أخدنى لحم ورمانى عضم، وأخرتها رمانى فى الشارع ".. بتلك الكلمات الغريبة، بدأت نهال تروى" للتحرير" قصتها مع زوجها ، بعد ما فشل فى الإنجاب ،ألقي بها فى الشارع بعد عشرة طالت 5سنوات .
بصوت مبحوح ربما من كثرة البكاء والصراخ والألم، تقول نهال تزوجت منذ 5 أعوام من رجلا ،يعمل مهندسا ميسور الحال، ويملك قطعة أرض من والده .
كان فى البداية شخصا هادئا فى طباعه ، لا يعرف سوى عمله نظرا لطموحاته واجتهاده المستمر ،وكانت حياتى معه إلي حد ما هادئة، لا تخلو من المشاكل البسيطة التى تكون داخل كل بيت .
وبعد مرور أشهر علي زواجنا بدأت نظرات أهله وأهلي تتجه إلينا بسبب قلقهم من تأخر الإنجاب ، وتعدى الأمر من مجرد سؤال وتدخل فى أمورى الزوجية إلي إتهامى بعدم الخلفة ،والتساؤلات الكثيرة المزعجة ،لماذا لا تذهبون إلي طبيب؟ !
وبالفعل ذهبت أنا وزوجى للطبيب المختص القريب من منزلنا ،كى نطمئن على حالة الإنجاب ،وبعد إجراء الفحوصات والتحاليل،أكد لنا خلونا من أى عوائق ،فى إشارة من الطبيب أنها مسألة وقت .
وتضيف نهال ..بمرور الأيام أزدادت المشاكل بيننا لضغوط عائلته المستمرة ،بسبب الإنجاب ،علي الرغم بإخبارهم أن الأمر ليس فى أيدينا، ولكنه من عند ربنا.
كما أشار الطبيب أن الأمر بعيدا عن الناحية الطبية ،مما حول حياتنا إلي جحيم ونكد مستمر،لدرجة أنه ترك المنزل 15 يوما دون أن يخبرنى أين هو ،للبعد عن ضغوط أهله ومشاكلنا معا ،التى لاذنب لي فيها .
تتابع نهال بعد مرور عامين من مشاكل وحصار النكد ،التى تسبب لي فيها عائلته ،أعتقدت والدته أن السبب وراء تأخر الإنجاب هو السحر ،وحاولت إقناعى أن هناك سحر وقع علينا.
بل نجحت فى إقناع زوجى بذلك ،ومن يومها أصبحت فأر تجارب لكل من هب ودب ،فما من ساحر فى الفيوم أو الشرقية أو الصعيد، إلا أن إغتسلت بالماء والملح عنده أكثر من عشرون مرة .
ورغم هذا لم يحدث شيء ،وهناك من قال أن عفريت يتعقبني ويعشقنى ويغير علي من زوجى لذلك يمنعنا من الإنجاب ،وأخر قال أنه عمل سفلي أسود ،وذاد عليهم من قال أنه تكليف من الجن وهكذا ..
اختتمت نهال أوجاعها بالقول ،كانت الطامة الكبرى ،حينما أشار لي زوجى المهندس المتعلم أن أذهب إلي راهب بأحد الكنائس المجاورة بمنطقتنا، ويشفى العاقر ويجعلها تنجب، عن طريق تعليق بعض التمائم أعلي رأسها وأسفل ظهرها .
ووقتها رفضت الأمر بشدة مما جعله يصر بشكل مبالغ فيه طال حد الإجبار علي هذه الفكرة الملعونة، فقام بطردى من منزل الزوجية، متوعدنى بأنه لن يطلقني ويتركنى كالبيت الوقف .
بعد ما يتزوج بأخرى ويحط من شأنى ،ولكنى فشلت بعد محاولات كبيرة ولم أصل إلي حل للحفاظ علي حياتنا الزوجية أو الإنفصال فى هدوء دون مشاكل .
قررت التوجه إلي محكمة الأسرة لأجد حل بعد ما تخلي عنى الجميع وأغلقت الأبواب أمامى .