برصاص الغدر.. "بودا".. حكاية شاب ارتدى كفنه قبل فرحه بأيام.. ووالدته: "نحتسبه شهيدًا"
كتب مصطفى حربى ومحمد علاء
حالة من الحزن الشديد خيمت على أهالى سكان شارع أحمد عصمت بمنطقة عين شمس فتحولت إلى سرادق عزاء كبير عقب مقتل الشاب سيد محمد الشهير بـ"بودا" في حادثة إطلاق النيران على قوة أمنية بمنطقة النزهة، والتي استشهد على إثرها أيضًا النقيب ماجد عبدالرازق، معاون مباحث النزهة.
انتقلت "الميدان" والتقت بأسرة سيد محمد أحمد الشهير بـ(بودا)، في البداية التقينا والدته، يبدوا أنها متماسكة إلى حد ما راضية بقضاء الله، لكن الحزن ما زال يكسوا عينيها ويتملك من قلبها، بعد فقدنها أعز ما تملك "فلزة بكدها" فبعد أن كان يجهز بدلة فرحة لزفافه على خطيبته، لتتبدل الأحوال وتنقلب الأمور ليحل الكفن محل البدلة وتزفه شهيدًا إلى مثواه الأخير.
وعيناها تزرف بالدموع تقول والدة بودا: "إبنى كان سواق على عربية شقيقه الأكبر عشان يساعد نفسه ويجهز شقته، وآخر مرة شوفته فيها إبنى سيد قبل وقوع الحادثه بيوم وقال ليّ مازحا "الله يباركلك".
ويلتقطت طرف الحديث أحد أشقائة: "ده عيل صغير ذنبه إيه يموت على إيد شوية خونة مايعرفوش ربنا ولا ليهم ملة ولا دين، ولا بيفرقوا في القتل كل الشعب مستهدف منهم".
تابع: "كان بيطلع على العربية يشتغل يومين أو تلاتة في الأسبوع عشان يصرف على نفسه وجوازه ده عريس الجنة كان بيجهز عشان كان هيتجوز قريب إحنا أصلًا ماكناش بنخليه يطلع يشتغل بس هو كان مصمم على الشغل يقول لازم أصرف على نفسى، ونحتسبه عند الله شهيدًا للوطن، وهو مش أغلى من الضباط اللي بيستشهدوا".
وذكرت والدة الشهيد، أن" أحد أصدقائه اتصل بينا وقالنا (بودا) عامل حادثه، روحنا المستشفى ولقيت رتب كتير واقفة، قولتلهم أنا عاوزه أشوف إبنى، قالولى أصبرى هتشوفيه، وماشوفتش إبنى غير بعد ما أتغسل، وقمت بالزغاريد عند رؤيته لأنه عريس عنده 16 سنة وفرحه كان فى عيد الأضحى القادم".
وتطالب والدة بودا، رئيس الجمهورية، أن يعامل نجلها معاملة الشهداء لأنه كان بيدافع عن البلد، وإطلاق اسمه على أحد الشوارع تخليدا لذكراه، وصرف معاش شهيد لأسرته، كما تناشد المسئولين الإفراج عن السيارة اللى حدثت بها الحادثة لأنها ملك شقيقه الأكبر ويعول أسرة مكونة 6 أشخاص وهى مصدر رزقهم.
ويحكى كريم شقيق بودا، أنه فى فجر الأحد الموافق 7/4/ 2019، اتصل شقيقه الأكبر تامر وأخبرني بأن بودا أصيب في حادثة نقل على إثرها مستشفى الشرطة، وعند وصولى علمت بوفاته فكان الأمر كالصاعقة فترك حزنا شديدا فى نفوس الأسرة خاصة وأهل المنطقة عامة.
وتساءل كريم، "حق أخويا دا ضايع ليه؟ ولمصلحة مين؟، أخويا كان بيطلع يشتغل عشان يصرف على نفسه، ولكن استشهد وقبل ما يلبس بدلة فرحه لبس كفنه، دا يرضى أنهى مسئول في الدولة، مطالبا وزارة الداخلية بالعثور على باقى المتهمين والقصاص منهم وتحقيق العدالة حتى تنطفأ نار أسرته.
ويضيف كريم محمد، شقيق بودا الأكبر: أمى المسنة تذهب كل صباح إلى الجهات الحكومية لاستخراج شهادة الشهيد مع العلم أنهت مريضة ولا تستطيع البقاء على هذا الحال لفترة طويلة، مناشد المسئولين.. ليه أخويا ميتكرمش مثل شهداء الشرطة والجيش".