اليوم الوطني السعودي.. ورؤية 2030
محمد يوسف
تنطلق هذه الأيام احتفالات المملكة العربية السعودية باليوم الوطني التاسع والثمانين التي توافق 23 سبتمبر من كل عام ، حيث تعم الاحتفالات الشعبية والرسمية في كافة مناطق المملكة فرحا وابتهاجا كما تتزين جميع مدن المملكة بالأعلام واللافتات في فعاليات كبيرة تشارك فيها جميع مؤسسات الدولة الخاصة والعامة.
وتروي ذاكرة التاريخ أن إعلان قيام المملكة العربية السعودية جاء عقب انهيار الدولة العثمانية التي شهد عهدها اضطرابات عديدة في الجزيرة العربية ضد حكمها ولفترات طويلة، مخلّفة البلاد في حالة من التفرّق، إلى أن تم توحيد أجزاء الدولة السعودية الحديثة بأكملها تحت اسم المملكة العربية السعودية، على يد الملك عبد العزيز بعد طول صبر وعناء وكفاح مسلح استمر أكثر من 30 عامًا، وتنصيبه ملكًا على المملكة العربية السعودية، لتنتهي الحروب بذلك، حيث صدر مرسوم ملكي يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من العام 1351 هـ، الموافق 23 سبتمبر 1932م، بتحديد يوم 23 سبتمبر من كل عام يومًا وطنيًا للمملكة، وبذلك تم تسجيل ميلاد المملكة العربية السعودية في التاريخ.
كما تم اختيار شعار الدولة وهو عبارة عن سيفين متقاطعين بينهما نخلة، أما العلم فتم اختيار اللون الأخضر له مع عبارة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" باللون الأبيض مع سيف أبيض تحتها.
ومنذ ذلك الحين من كلّ عام والمملكة العربية السعودية -حكومةً وشعبًا- تحتفل بهذا اليوم، وتشهد جميع مناطقها بكل قطاعات الدولة المختلفة مظاهرَ احتفال متنوعة.
ويستعيد أبناء المملكة العربية السعودية في هذا اليوم ذكرى توحيد بلادهم على يد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – الذي وضع أسس الدولة السعودية الحديثة المحافظة على قيمها الدينية وتقاليدها المحافظة كما يستلهمون من هذه الذكرى العزيمة لمواصلة العمل والعطاء للرقي بالمملكة.
ويأتي احتفال السعوديين بيومهم الوطني وهم يعيشون واقعا جديدا خطط له خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حافلاً بالمشروعات الإصلاحية بدءا بالتركيز على إصلاح التعليم والقضاء مرورا بالإصلاح الاقتصادي ورؤية المملكة 2030 وصولا إلى بناء مجتمع قوي متماسك عماده الوحدة الوطنية.
وتشتمل الاحتفالات بالذكرى الـ 89 لتوحيد المملكة العربية السعودية على مجموعة من الفعاليات المميزة والتي تتناسب مع جميع أفراد العائلة وذلك من خلال مجموعة من البرامج التي تم تنظيمها وإعدادها من قبل الهيئات الحكومية والخاصة كما ستتضمن الاحتفالات مجموعة من عروض الفلكلور الشعبي وعددا من الأنشطة والفعاليات الترفيهية والرياضية وأمسيات شعرية كما ستشتمل الاحتفالات على عروضاً شعبية وفقرات خاصة بالأطفال بالإضافة إلى الألعاب النارية التي ستتزين بها سماء المملكة.
وتأتي احتفالات هذا العام وقد أصبحت المملكة لاعبا إقليميا ودوليا مهما في العقود الأخيرة على تنمية الإنسان وتوسيع دائرة اقتصادها لكي لا يبقى مرتبطا بالبترول حيث قامت على مستوى الاهتمام بالإنسان السعودي بأكبر حملة ابتعاث للسعوديين في الأعوام الأخيرة في كل القارات وشهدت الكثير من المنجزات التنموية في مختلف القطاعات.
وركزت السعودية كعادتها في السنوات الماضية على المشاريع التنموية لقطاعات التعليم والصحة والخدمات الأمنية والاجتماعية والبلدية والمياه والصرف الصحي والطرق والتعاملات الإلكترونية ودعم البحث العلمي وأسست الحكومة السعودية لمنظومة اقتصادية متكاملة تتوزع على قطاعات الغاز والبتروكيمياويات والصناعات الخفيفة والزراعية علاوة على ثروة حيوانية متنامية وهي قبل ذلك أصبحت العضو رقم 149 في منظمة التجارة العالمية وعضوا في مجموعة العشرين الاقتصادية التي تضم أكبر 20 دولة في العالم اقتصاديا كما أطلقت السعودية رؤية 2030 وأجرت العديد من الإصلاحات وافتتحت عددا من الجامعات التي غطت مناطقها كلها.
وتحل ذكرى اليوم الوطني السعودي تحت القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسط واقع مليء بالتحديات التي تواجهها المملكة بقوة وثبات وتتخطى الصعاب حيث استمرت على انتهاج سياسة الاعتدال والحكمة والرؤية الوطنية الثاقبة على كل الأصعدة سواء داخليا أو خارجيا واضعة خدمة الإسلام والمسلمين في مقدمة أولوياتها خصوصا أنها تحتضين الحرمين الشريفين مهوى أفئدة المسلمين في كل بقاع الأرض حيث واصلت العناية بالحرمين الشريفين وقاصديهما من الحجاج والمعتمرين والزوار وأنفقت عشرات المليارات من الريالات في السنوات الأخيرة في مشاريع توسعة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.
كما تدخلت المملكة لنصرة اليمن الشقيق من ميليشات الحوثي و المخلوع على عبدالله صالح.. وشكلت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز التحالف العربي لحماية اليمن وشعبها من عدوان الحوثيين ونفذت عملية الحزم وتلتها عملية إعادة الأمل لليمن الشقيق.
وتعتبر المملكة لاعبا رئيسيا في قضايا المنطقة ونصيرا للاجئين حيث أسس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مركز للأعمال الإنسانية والإغاثية في الرياض تحت اسم "مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية" يقوم برسالة مقدسة في دعم المنكوبين والمحتاجين وفي مقدمتهم اللاجئين السوريين في المخيمات ومد يد العون إلى أشقائها في أوقات الكوارث.