السبت 23 نوفمبر 2024 04:08 صـ 21 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

محافظات

جولة "الميدان " بميت الحارون وسرد "الحكاية" فى صناعة الذهب الأسود ( صور)

تشتهر قرى الغربية بالعديد من الصناعات الناجحة والتى تسمى البلده باسمها وعلى سبيل المثال لا الحصر بلد العسل حصة شبشير تشتهر بعسل النحل وجودته العالية, ونجد بلد الملابس المحلة الكبرى و تشتهر بصناعة الملابس وسوقها التجارى الضخم الذى يأتيه الناس من كل حدب وصوب  , وبلد الكاوتش ميت حارون بزفتى وتشتهر بصناعة الذهب الاسود او اطارات السيارات والتى تعتبر هى الكنز الذى يدير اعلى الارباح لابناء تلك القرية فلم ينتظر شبابها الوظيفة الحكومية اوالتنطع على القهاوى املا فى أن تمطر السماء ذهبا او فضة . ولكن اتقنوا مهنة اجدادهم حتى طوروا وبرعوا فى اتقانها ووصلو لتصدير منتجاتهم للخارج .

 

فما أن تطأ قدمك ''ميت حارون'' حتى تجد قرية بعيدة كل البعد عن ملامح الريف المصري، فالمبانى تنظر اليها وكأنه كمباوند سكنى ، ويكسوها الرخام والجرانيت، وخصصت الأدوار السفلية لمحلات قطع غيار السيارات بمختلف أنواعها، أما المساحات الخضراء والأراضي الزراعية فهى نادرة وتتخلل المنازل، وتحولت أغلبها لورش تدوير المخلفات المتعلقة بكاوتش السيارات ومخازن له.

 

وتتبع قرية ''ميت حاورن''مركز ''زفتى ''بمحافظة الغربية، وعدد سكانها حوالي 4000 نسمة، ويعمل بالمهنه مايقرب من نصف السكان او اكثر حيث تبعد عن العاصمة حوالي 70 كم تقريبا، وفي الطريق إليها تجد كافة أنواع الإطارات وقد إحتلت جوانب الطريق حتى مدخل القرية معبرة عن عنوان القرية وكأنها خريطة رسمها اهل المهنة لتدلك على اصحاب الورش .

 

وأهالى القرية أطلقوا على تجارة الإطارات وتدويرها ''الذهب الأسود'' فهي مورد رزقهم الوحيد، ولا يوجد عاطل داخل القرية، فكل أسرة لديها محل تجاري أو ورشة للتدوير أو مخزن لبيع الاطارات، وبالنسبة لهم المهنة وراثة يعلموها لابنائهم ولاحفادهم . ويحكي الحاج محمد موسي، صاحب ورشة لتدوير الكاوتش، أن بداية تلك المهنة كانت منذ قرابة أربعين عاما حين قام بعض الأهالي بمركز ''زفتي'' بجلب إطارات قديمة وهالكة، وتم تقطيعها وتفكيكها لصناعة مقاطف لإستخدامها في موسم جني الثمار والخضروات. ''وكانت المهنة في البداية تحتاج لمجهود عضلي ضحم وبالتالي عدد كبير من العمالة داخل الورشة يتجاوز العشرون عاملا، حيث يتم استخراج الشرائح المطاطية من إطار الكاوتش باليد وتفكيها بالسكين، ثم تدبيسها لصناعتها مقاطف أو مطبات بدائية، وهو ما جعل هذه الصنعة تقتصر على فئة قليلة من الناس ممن يستطيعون بذل مجهود عضلي'' هكذا شرح الحاج ''موسي'' تاريخ تدوير الكاوتش ومدى صعوبة الصنعة قديما ً. ''بالقرية ما يزيد على 300 ورش ويعمل بكل ورشة حوالي عشرة عمال، بالإضافة لمئات من المحلات الخاصة بتجارة قطع غيار السيارات والإطارات بمختلف أنواعهأ، ولهذا يقبل على القري الزبائن من مختلف محافظات القاهرة، كما يأتي أصحاب ورش الالمونيوم والنحاس للحصول على بواقي التدوير، لإستخدامها في التسخين،

 

ويحكى مدير إدارة البيئة بمحافظة الغربية، أن قرية ميت حاورن هى النموذج الامثل للاستفادة من الاطارات التالفة، وإن الادارة تتولى الاشراف ومتابعة المخالفات بها، وبالاخص التى تتعلق بعمليات الحرق، ويتم المرور والمتابعة وإجراء محاضر البيئة للمخالفين وإغلاق الورش المخالفة. ويكمل ''طالبنا أصحاب الورش بضرورة إنشاء افران صديقة للبيئة لحرق المخلفات الناجمة عن التدوير، ولكنهم تقدموا بدراسة لإحدى الافران ولم تكن صديقة للبيئة، وبها إنبعاثات تفوق المدي المسموح به بيئا''. ويصف ' الصناعة في تلك القرية بأنها بدائية ولكنها مفيدة لكى يتم التخلص من الاطارات التالفة، ولكن برغم التجاوزات لا يمكن غلق الورش، فهي مصدر الدخل الوحيد لأهالي القرية.

 

ويقول “ البطش” احد شيوخ المهنة انه بدا منذ سن مبكرة فى تعلم تلك المهنة ويستخدم الاطارات فى تصنيع النعل والكعب للاحذية بتقطيعها الى اجزاء صغيرة والاستفادة منها فكل جزء من الاطار له فائدة حتى السلك يستخدم فى ربط الحديد بعضه ببعض . ونرى ان القرية هى الاشهر بين قرى الدلتا اجمع وذلك لنبوغ اهلها فى تطوير تلك الصناعة والتى جعلتهم اسياد تلك الصناعة على مستوى مصر .

ميت الحارون صناعة الذهب الاسود الاطارات التالفة، محافظه الغربيه الميدان