السبت 23 نوفمبر 2024 12:04 صـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

تقارير وقضايا

صناعة الجلود خطر يهدد البيئة.. وخبراء يطالبون بنقل المدابغ خارج المناطق السكنية

يرجع استخدام الجلود من زمن بعيد منذ العصر الحجري ؛حيث استخدمه الانسان البدائي كغطاء لستر جسده وبمرور العصور اختلف استخدام الانسان للجلد فأصبح يستخدمه في صناعة القربة "قربة الماء" لحفظ الماء بها ،واستخدمه في صناعه الأحذية والحقائب.

وقد كان القدماء ينتزعون الوبر والفروة من الحيوانات ويضيفون إليها مادة تمسي (النطرون) المستخدمة في دبغ الجلود لديهم قديمًا كما أنهم أدخلوا تلك الجلود أيضَا في صناعة الملابس والخيام، وقد تظل صناعة الجلود رائدة في كثير من البلاد التي تتمتع بالثروة الحيوانية ؛حيث إنها تساهم في ازدهار الاقتصاد..

أما الآن، فمن المؤسف ظهور مصنوعات جلدية تشكل خطرًا علي صحة الإنسان وتهدد نقاء البيئة حيث إن المواد الضارة الداخلة في صناعة الجلود تشكل نسبة كبيرة تتمثل في الجير وأن نسبة كبيرة منها تذهب لمياة المجاري أما المرحلة الثانية من صناعة الجلود هي عملية الدباغة فهي تتم عن طريقة مادة مسرطنة وهي(الكروم) ثم ننتقل إلي مرحلة إزالة الشعر من الجلود وهي المرحلة الثالثة حيث يتم حرق الشعر حتي يتحول إلي رماد ثم يتم تصريفه إلي مياة الأنهار بحيث يكون المستهلكين هم ضحايا هذا التلوث .

ولكن الأمر لم يقف عند ذلك بل تحول الأمر إلي الإتجار بشكل غير مشروع بهذه المصنوعات الجلدية المضرة والتسويق لها من خلال شركات غير معترف بها وغير مرخصة وبيتم بيع هذه المصنوعات بنصف ثمنها مستغلين ظروف الفقراء من المستهلكين تحت شعار "دعم المستهلك " ولكن الحقيقة عكس ذلك ؛ حيث إن هذه الشركات تحقق نسب عالية من الأرباح كما أنها لديها تهرب ضريبي ولابد من تطبيق القانون عليهم وإغلاق مثل هذه الشركات ومصادرة كافة المصنوعات الملوثة التي تساعد في تدمير المستهلك والإضرار بسلامة البيئة .

وقد حاولت مافيا "الصناعات الجلدية" تصدير تلك المنتجات للدول الأوروبية ولكن تم رفضها تمامًا ومنع دخولها للبلاد الأوروبية حرصًا علي نقاء بيئتهم وسلامة مستهلكيهم.

وفي هذا الإطار أكد خبراء الصحة أن مخلفات المدابغ ومخلفات هذه الصناعات المسرطنة تؤدي إلي تدمير صحة المستهلك وتعكير صفو البيئة وكأنهم نسوا أن الله خلق الانسان في هذه الأرض لتعميرها لا لتدميرها.

وقد طالب خبراء صناعة الجلود بمنع التخلص من مياة المدابغ الملوثة ذات الروائح الكريهة في نهر النيل وإبعادها عن إطار المناطق السكنية وقاموا بتأكيد وجود المواد المسرطنة المستخدمة في عملية الدباغة وأقروا بإن هذه الصناعات الجلدية كارثة بيئية.

. وقد تقدم المواطنين وبالكثير من الشكاوي من الروائح الكريهة الناتجة عن المدابع ومخلفات وأدخنة المصانع التي أصابتهم بالأمراض وحرمتهم من نقاء الطبيعة التي أنعم الله عليهم بها.

ومن ثم فإن صناعة الجلود في خطر حيث إن التلوث البيئي أصبح يهدد صحة المواطن وسلامة البيئة فلابد من تذليل العقابات من أجل حماية البيئة وذلك من خلال ضرورة إبعاد المدابغ عن إطار المناطق السكنية واستخدام مواد حديثة لصناعة الجلود دون الإضرار بصحة المواطن ونقاء البيئة وضرورة معالجة تصريف مياة المدابغ الملوثة إلي النيل من أجل الحفاط علي شريان الحياة.

وسن القوانين وإيقاف أي مدبغة ثبت إنبعاث غازات مسممة منها تشكل خطر علي صحة المواطن وتضر بالبيئة .

صناعة الجلود قديما وحديثا التلوث البيئي الإضرار بصحة المواطن حوادث الميدان