الجمعة 22 نوفمبر 2024 07:29 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

جحود الأبناء في كبر الآباء.. أم تروي مأساتها مع أولادها

عانيت كثيرًا كي أجعل أبنائي أفضل الأشخاص في المجتمع، بعدما أصبحت أم لثلاثة أبناء وتوفي زوجي منذ خمس سنوات وتحملت مسئولية أبنائي كاملة حتى أصبحوا من ذوات المناصب العليا، وحصل ابني الكبير علي لقب طبيب بشري من جهدي وتعبي وسهري عليهم، والثاني أصبح مهندس اتصالات داخل شركة مشهورة، والثالث نال لقب وكيل نيابة ثم تزوج كل منهم واستقل بحياته.

بتلك الكلمات بدأت السيدة سهير حديثها لجريدة «الميدان» لتروى مأساته مع أبنائها وابتعادهم عنها بعد ان سهرت الليالي لتربيتهم.

 وتابعت السيدة "سهير" حديثها قائلة: "عندما نظرت بالمرآة لم أجد نفسي بل وجدت أمرآه سُلبت منها حياتها مطفأة الملامح بلغت من العمر أرذله تجاعيد ووجها واضحة للغاية عينيها حزينة من حرقة قلبها لجحود وقسوة أبنائها وكأنهم نسوا ما فعلته من أجلهم وأنني المرأة التي أفنت شبابها بعد وفاة زوجها من أجل أبنائها ولم أكن تجاوزت الثلاثين من عمري وكانت مكافأتي عندهم هي مكالمة تليفونية كل عدة شهور أما زيارتي كانت في المناسبات فقط".

وأضافت سهير: "لا أجد منهم سوي القسوة وفتور المشاعر والقلوب المتحجرة ووصل الأمر إلى أن يئست من حياتي ووحدتي القاسية التي لا يشاركني فيها سوي جدران منزلي وكأنها أعين تنظر لي بحسرة باكية في صمت على حالي الذي مزق قلبي ألمًا وحسرة وأصيبت باكتئاب شديد وامتنعت عن الطعام والدواء لكي أتخلص من حياتي التي لم أطيق تحملها أكثر من ذلك وذات يومًا قامت لتتوضأ فسقطت بأرضها دون أن يشعر بها أحد حيث إنها تعيش بمفردها دون أن تجد من يرعاها ويحنوا علي".

وظلت الأم ملقاة دون وعي بعض الوقت حتي جاءت جارتها لزيارتها والاطمئنان عليها فأخذت تطرق الباب دون جدوي فأشتد القلق بالجارة وأسرعت إلي الجيران لمساعدتها في كسر باب المرأة العجوز وبالفعل تمكن الجيران من كسر الباب وكانت المفاجأة أنهم وجدوا الأم ملقاة علي الأرض فاقدة للوعي تمامًا فأسرعوا بنقلها إلي المستشفى لإنقاذ حياة تلك المرأة المسكينة ثم قام أحد الجيران بإخبار أبناء تلك المرأة فأسرعوا إلي المستشفى ليروا ما حدث لأمهم فقال لهم الطبيب إنها أصيبت بهبوط حاد في الدورة الدموية نتيجة الامتناع عن الطعام والدواء وحينما استردت الأم وعيها وجدت جارتها التي أنقذتها بجوارها وأخذت الأم تبكي من حرقة قلبها لقسوة أبنائها ولم يمر وقتًا طويلًا حتي جاء الأبناء ليلقنوا أمهم درسًا لتأديبها علي الامتناع عن الطعام والدواء بدلًا من احتوائها وإحاطتها بكل حب وحنان.

وقرر الابن الأوسط بعد أن يأخذ الأم ؛لتعيش معه وتقوم زوجته برعايتها ففرحت الأم وظنت أن الحياة ستبتسم لها ولكنها لم تتوقع المصير اللعين الذي ينتظرها علي يد زوجة ابنها تلك الزوجة الملعونة الشيطانية التي جعلت من حماتها خادمة بدلًا من أم ثانية لها ؛حيث إنها كانت تنتظر زوجها يخرج في السابعة صباحًا لعمله وتقوم بإحضار ماء شديد البرودة لسكبه علي تلك الأم المسكينة لإيقاظها ثم تقوم بسبها وضربها وتقطيع ملابسها وتجعلها تقوم بتنظيف المنزل وإعداد الطعام دون أن تسقيها شربة ماء ودون أن يرق قلبها لتلك الأم المسكينة التي لا تجف دموعها لكن هذه الزوجة الشيطانية قمة في الذكاء حيث إنها كانت عندما يقترب موعد عودة زوجها من عمله تسرع الزوجة إلي تبديل ملابس الأم وتجلسها في غرفتها وتظهرها في أبهي صورة وتهددها إنها إذا أخبرت ابنها بشيء مما يحدث ستقتلها فتصمت الأم المسكينة خائفة منكسرة القلب ثم تجلس الزوجة بجوارها لتطعمها كي يأتي زوجها ويري ذيفًا وكذبًا اهتمام زوجته بأمه العجوز ورعايتها لها وكأنها أمًا ثانية لها .

واستمر هذا الحال المحُزن عدة شهور وكل يوم تبتكر تلك الشيطانة سُبُلًا أكثر قسوة لتعذيب حماتها تلك المرأة العجوز مسلوبة الإرادة وذات يومًا طلبت الزوجة من حماتها أن تذهب إلى السوق لشراء احتياجات المنزل فذهبت الأم على الفور ودموعها على خديها فرأتها فتاة شابة في العشرين من عمرها قد توفي والداها وتعيش بمفردها مع شقيقتها الصغيرة صاحبة الخمس سنوات فقد رق قلب الفتاة إلى المرأة العجوز التي ذكرتها بأمها فاقتربت منها ماسحة دموعها وقالت لها: لماذا تبكي يا أمي؟ فاشتد بكاء الأم المسكينة وأخبرتها بجحود أبناءها عليها ومعاملة زوجة ابنها لها فبدأت الفتاة تهدأ من الأم وقالت لها :أبنائك يا أمي يتبترون علي نعمة الله عليهم بوجودك في حياتهم تلك النعمة التي شعرت بها عندما فقدت أمي التي أنشق قلبي بفقدانها إلي نصفين وعرضت الفتاة علي المرأة العجوز أن تأتي لتعيش معها هي وأختها الصغيرة لترعاها وتعوضها عن قسوة أبنائها عليها ولينعما هي وأختها بحنان الأم اللتان حُرما منه بوفاة أمهما فشكرتها المرأة العجوز قائلة لها: "أاااااه يا ابنتي ،لقد وجدت الغرباء أحن علي من الأبناء ،حقًا إنه زمن عجيب يتلهف فيه الأبناء لحنان الأبناء لكنهم لا يعلمون أنه كما تدين تدان".

حجود الآبناء قهر الآباء في الكبر زوجة الابن اللعينة حوادث الميدان