الجمعة 22 نوفمبر 2024 08:42 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

قائد القوات الجوية: جاهزون للوصول لأبعد مدى لمجابهة ما يهدد أمن مصر القومى (حوار)

- مهامنا تمتد للاشتراك مع باقى ‏رجال القوات المسلحة من كافة الأسلحة والتخصصات فى محاربة ومجابهة الإِرهاب واقتلاع ‏جذوره من أرض مصر الطيبة

- معركة المنصورة شاركت فيها أكثر من 150 طائرة من الجانبين وقد أظهر ‏فيها طيارونا جراءة وإقدام ومهارات فائقة فى القتال الجوى

- المعركة استمرت أكثر من 53 دقيقة تكبد العدو خلالها أكبر خسائر فى طائراته خلال ‏معركة واحدة.. وتم إسقاط 18 ‏طائرة للعدو رغم تفوقه النوعى والعددى

 

فى ذكرى أيام المجد، وبين أروقة أحد أذرع قواتنا المسلحة، من قيادة القوات الجوية، التقت «الميدان» بقائد القوات الجوية الفريق محمد عباس حلمي، لكى نستعيد ‏معه أعظم الذكريات، وأغلى البطولات وأروع الملاحم التى سطرها رجال القوات المسلحة ‏ومنهم رجال القوات الجوية خلال حرب أكتوبر المجيدة التى أعادت للأمة شرفها وللعسكرية ‏المصرية كبرياءها وشموخها، وأثبتت بالدليل الدامغ والبرهان القاطع، أن النجاح لا يأتى صدفة، وأن إرادة المصريين لا تعلوها إراداة بشرية أخرى، إن دروس التاريخ خير شاهد على ذلك، فالمصريون إذا توفرت لديهم عوامل النجاح وتجمعوا خلف هدف واحد، لا يمكن أن يصدهم عائق أو يعترض طريقهم حاجز، وإلى نص الحوار.

 

 

فى البداية نود أن نتعرف علي سبب اختيار 14 أكتوبر للاحتفال بعيد القوات الجوية؟

 

اليوم هو ذكرى أحد بطولات نسور مصر، من رجال القوات الجوية وهى معركة المنصورة الجوية، يوم الرابِع عشر من أكتوبر عام 1973، تلك الملحمة التى يتم تدريس تفاصيلها فى المعاهد العسكرية، فقد أبهر الطيارون المصريون العالم كله باحترافهم وشجاعتهم وإصرارهم على تحقيق النصر، فقد ظن العدو حينها أن تفوقه النوعى فى الطائرات التى يملكها، سيتيح له توجيه ‏ضربة جوية لبعض المطارات وقواتنا فى العمق المصرىِ وبعدها تصبح سماء مصر مرتعاً لطائراته يحلق فيها كيفما شاء، لكن الحلم الذى راوده فى خياله قد تحول إلى كابوس ‏مرعب فقد لقنه الطيارون البواسل درساً سيظل يتذكره، حيث تدمير العديد من طائراته وعادت ‏الأخرى دون أن تحقق أهدافها، حيث قام نسور الجو، بالاشتباك فى معارك جوية مع ‏طائراته لأكثر من 50 دقيقة وبمشاركة أكثر من 150 طائرة من الجانبين فى معركة جوية هى الأطول فى تاريخ الحروب الحديثة.

 

 

حدثنا عن دور ‏العناصر الفنية من المهندسين والفنيين ضباطاً وضباط صف؟

 

قد كان للعناصر الفنية من المهندسين والفنيين ضباطاً وضباط صف الدور المميز، حين حققوا أزمنة قياسية فى استعادة الصلاحية وإعادة تسليح الطائرات لتتمكن قواتنا الجوية من الاستمرار فى القتال لفترة طويلة، ورغم النجاح المبهر الذى حققه أبطالنا ‏فى حرب أكتوبر المجيدة، إلا أننا لم نركن إلى ذلك، بل خرجنا من هذه المعركة المجيدة ‏بدروس وعبر، وهى ضرورة أن نمتلك قوات جوية عصرية حديثة ومتطورة، تواكب ‏وتنافس أحدث المنظومات القتالية فى العالم، وألا يكون إِعتمادنا على مصدر واحد للسلاح ‏بل نتنوع فى مصادر التسليح وأنواع الطائرات.

 

 

كيف تم تحديث الأسطول الجوى؟

 

‏بالفعل فقد تم تحديث أسطولنا الجوى، من خلال أحدث الطائرات المجهزة بالتقنيات الحديثة، والتى يمكنها الوصول لأبعد مدى لمجابهة ما يهدد أمن مصر القومى، ولكى يتم استخدام هذه الطائرات بِكفاءة عاليه، كان من المحتم أن يتم تأهيل الطيارين ‏والمهندسين والفنيين وتدريبهم وإعدادهم إعداداً ملائماً، حتى يكونوا قادريِن على ‏استيعاب كل ما هو حديث وليصبحوا قادرين على استخدام هذه الطائرات وتحقيق ‏المهام الموكلة لهم بأعلى قدر من الكفاءة والاحتراف.

 

 

هل مهمة القوات الجوية تقتصر على ذلك فقط؟

 

إن مهامنا لا تقتصر فقط على ما تم ذكره سلفاً، وإنما تمتد أيضاً للاشتراك مع باقى ‏رجال القوات المسلحة من كافة الأسلحة والتخصصات فى محاربة ومجابهة الإِرهاب واقتلاع ‏جذوره من أرض مصر الطيبة، وقد حقق رجال القوات الجوية نجاحات عظيمة خلال تلك المجابهة، ولعلكم تتابعون نتائجها خلال بيانات العملية الشاملة، فضلاً عن ‏قيام القوات الجوية بمراقبة الحدود على مدار الساعة لاكتشاف أى عناصر متسللة واستهدافها.

 

 

هل من الممكن أن تطلعنا على مراحل تطور القوات الجوية؟ ‏

 

نشأت القوات الجوية عام 1932 تحت مسمى السلاح الجوى الملكى ‏المصرى وكانت المهمة الأساسية للقوات الجوية في ذلك الوقت هى مكافحة ‏التهريب عبر الصحراء ومراقبة الحدود، ومن وقتها شاركت القوات الجوية في جميع الحروب التى خاضتها مصر، بداية من الحرب العالمية الثانية وحرب 1948، وبعد قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 تغير إسمها إلى القوات الجوية المصرية، وفي عام 1955 تم البدء في البناء الحقيقي للقوات الجوية المصرية وهي ‏تعتبر المرحلة الأولى وفيها تم التنوع في مصادر السلاح وتعاقدنا على ‏الطائرات الشرقية مثل الميج واليوشن والسوخوي، وأصبح للقوات الجوية ‏مهمة جديدة وهي الدفاع عن قناة السويس (العدوان الثلاثي 1956)، ومن المعروف أن المقاتل المصري لا يستسلم ولا ينحني إلا لله ففي ‏نهاية حرب 1967 قام نسور القوات الجوية ببطولات تكتب بأحرف من نور ‏وقاوموا طائرات العدو وتم منع الطيران الإسرائيلى من اختراق المجال الجوى.‏

 

المرحلة الثانية: أثناء فترة حرب الاستنزاف في المدة من 1967 إلى 1970 تم ‏إعادة بناء القوات الجوية على اسس سليمة ببناء مطارات وقواعد جوية بدشم ‏حصينة للطائرات وتم الحصول على طائرات جديدة من طرازات ميج 21 وميج ‏‏19 وسوخوى7، وفي حرب السادس من أكتوبر عام 1973 قامت القوات الجوية المصرية بتنفيذ ‏العديد من مهام منها:‏

‏1-‏ توجيه ضربات جوية قوية وسريعة ومركزة في قلب سيناء ضد (جميع ‏مطارات العدو،وقواعد الدفاع الجوى، ومراكزالقيادة والتحكم، ومواقع المدفعية ‏بعيدة المدى، ومناطق تجمع قواته) فى بداية الحرب.‏

‏2‏ ‏– توفير الغطاء الجوي لحماية قواتنا بشرق قناة السويس أثناء العبور.‏

‏3‏ ‏– توفير الحماية الجوية للقوات و الاهداف الحيوية بالدلتا و سيناء.‏

‏4‏ ‏– تنفيذ إبرار جوي لقوات الصاعقة والمظلات المصرية خلف خطوط العدو.‏

 

المرحلة الثالثة : بعد انتهاء حرب السادس من اكتوبر 1973 بدأت تطوير القوات الجوية والتى أبرزت دروس مستفادة منها تنويع مصادر التسليح ففى ‏الفترة من عام 1975 حتى عام 1993 قامت مصر بتطوير مصادر التسليح ‏وذلك بحصولها على طائرات الميج 23 من روسيا وقامت بشراء طائرات من ‏الصين كما حصلت مصر على الطائرة الفانتوم وF16‎‏ الأمريكية الصنع ‏وطائرات النقل الجوي وطائرات الاستطلاع والحرب الإلكترونية والطائرات ‏المروحية الهليكوبتر وبعد إتمام معاهده السلام كان لابد للسلام من قوة تحميه.

المرحلة الرابعة: مع زيادة التهديدات واختلاف حجم وطبيعة ونوعية العدائيات ‏التي تتعرض لها البلاد خاصة بعد ثورتي 25 يناير 2011 و30 يونيو ‏والتطور الهائل في تكنولوجيا الطيران كان لابد من تطوير القوات الجوية ‏وتزويدها بأسلحة ومعدات حديثة وكذا تأهيل الفرد المقاتل لتحقيق الأهداف ‏السياسية والعسكرية للدولة وهنا رأت القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة تحديث وتطوير الأسلحة والمعدات داخل القوات المسلحة وإعداد ‏الفرد المقاتل المدرب والمسلح بالإيمان والعلم، وتأتي القوات الجوية في الطليعة من هذا التحديث والتطوير.‏

 

 

ما هو دور القوات الجوية أثناء حرب أكتوبر ‏المجيدة ؟

 

خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973م سطرت قواتنا المسلحة ملحمة بطولية ‏شهد لها العالم، وجاءت أعمال قتال قواتنا الجوية فى الطليعة حيث قامت ‏بالعديد من البطولات منها الضربة الجوية الأولى التى أفقدت العدو توازنه فى بداية الحرب وأستمر طيارونا فى تنفيذ المهام خلال أيام الحرب حتى جاء ‏يوم 14 أكتوبر1973، فى هذا اليوم حاول العدو القيام بتنفيذ هجمات جوية ‏ضد قواعدنا الجوية بمنطقة الدلتا بهدف إضعاف التجمع القتالى لقواتنا الجوية ‏وإفقاد قواتنا القدرة على دعم أعمال قتال القوات البرية، فتصدت مقاتلاتنا للعدو ‏ودارت أكبر معركة جوية فى سماء مدينة المنصورة والتى سميت فيما بعد ‏بمعركة المنصورة، شاركت فيها أكثر من 150 طائرة من الجانبين وقد أظهر ‏فيها طيارونا جراءة وإقدام ومهارات فائقة فى القتال الجوى واستمرت هذه ‏الملحمة أكثر من 53 دقيقة تكبد العدو خلالها أكبر خسائر فى طائراته خلال ‏معركة واحدة فى مرحلة من مراحل الصراع العربى الإسرائيلي حيث تم إسقاط 18 ‏طائرة رغم تفوقه النوعى والعددى مما أجبر باقى الطائرات المعادية على ‏الفرار من سماء المعركة ومنذ ذلك التاريخ لم يُقدم العدو الجوى على مهاجمة ‏مصرنا الحبيبة ومن هنا تم إختيار هذا اليوم عيداً للقوات الجوية.‏

 

نظراً لتلاحق الأحداث فى الفترة الأخيرة اعتبارا من ثورة يناير وحتى ‏الآن مما أدى إلى إضافة مهام جديدة للقوات الجوية نريد إلقاء الضوء عليها؟

 

ترتب على قيام ثورتى 25 يناير، 30 يونيو وتغير موازين القوى في منطقة ‏الشرق الأوسط وبالأخص دول الجوار فرض على مصر تحديات وتهديدات ‏جديدة لتأمين الدولة داخلياً وخارجياً مما ألقى على عاتق القوات الجوية مهاماً ‏إضافية مثل تأمين حدود مصر على جميع المحاور الإستراتيجية على مدار ‏الساعة بالتعاون الوثيق مع باقي أسلحة القوات المسلحة فتم إحباط الكثير ‏من عمليات تهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود على مختلف الاتجاهات، ‏كما تجلى الدور البارز لقواتنا الجوية عبر مشاركتها الفعالة فى عملية حق الشهيد بصفة مستمرة للقضاء على العناصر الإرهابية بشمال ووسط ‏سيناء بمناطق رفح والشيخ زويد والعريش، وكذا مكافحة تسلل العناصر ‏الإرهابية عبر الشريط الحدودى لدول الجوار لتجفيف منابع الإرهاب الأسود ‏والعمل بكل حسم لتدمير البؤر الإرهابية كما تقوم القوات الجوية برصد وتتبع ‏ومكافحة محاولات الهجرة غير الشرعية التى تؤثر على الأمن القومى المصرى ‏بالتنسيق مع كافة عناصر القوات المسلحة، وعلى الرغم من الأعباء الإضافية غير النمطية التى كلفت بها القوات الجوية ‏لم يتوقف التدريب لأعداد وتجهيز أجيال قادرة على حمل الراية خفاقة لتكمل ‏مسيرة حماية سماء مصر فى جميع الأوقات و مختلف الظروف. ‏

 

 

كيف يتم الحفاظ على ‏الكفاءة الفنية والتأمين الفنى لتلك النظم لتكون قادرة على أداء مهامها ‏بدقة وكفاءة عالية؟

 

يتم التطوير فى القوات الجوية ضمن منظومة أعم وأشمل وهي منظومة التطوير ‏بالقوات المسلحة بصفة عامة والقوات الجوية كأحد الأفرع الرئيسة للقوات ‏المسلحة وتشمل منظومة التطوير داخل القوات الجوية مجالات مختلفة منها :‏

 

أ-مجال التسليح :‏ تحرص القيادة العامة للقوات المسلحة على التحديث المستمر لقدرات ‏وإمكانيات القوات الجوية، من خلال إمداد القوات الجوية بمنظومات متطورة ‏من الطائرات متعددة المهام "الرافال" والتى تعد من أحدث طائرات الجيل ‏الرابع المتطور لما تملكه من نظم تسليح قدرات فنية وقتالية عالية، ‏الطائرات الموجهة المسلحة وكذا طائرات النقل الكاسا وأيضاً ‏طائرات الإنذار المبكر والاستطلاع والهليكوبتر الهجومى والمسلح والخدمة ‏العامة من مختلف دول العالم، بما يتناسب مع متطلباتنا العملياتية ‏ليصبح لدينا منظومة متكاملة من أحدث الطائرات، كما يتم تحديث طائرات التدريب بما يتناسب مع امتلاك الطائرات متعددة ‏المهام الحديثة ويتبع ذلك تحديث وزيادة أعداد المحاكيات للارتقاء بمستوى تدريب الأطقم الطائرة لتحقيق الجدوى الاقتصادية والعملياتية ‏للحفاظ على الكفاءة القتالية والفنية للطائرات لتكن جاهزة على أداء ‏مهامها على مدار الساعة وتحت مختلف الظروف.‏

 

ب- فى مجال التدريب : التدريب هو العنصر الفعال فى الحفاظ على الجاهزية العملياتية لتحقيق ‏مهام القوات الجوية والقوات المسلحة وتطوير التدريب فى القوات الجوية ‏يتم على عدة مراحل تبدأ بالكلية الجوية التى تعتبر حجر الأساس لضخ ‏دماء جديدة من الطيارين والجويين داخل صفوف القوات الجوية، يليها ‏معهد دراسات الحرب الجوية الذى يضاهي أفضل أكاديميات الحرب الجوية ‏فى العالم لتأهيل الضباط فى مختلف التخصصات، إلى جانب التأهيل ‏التخصصى الذى يتم داخل التشكيلات الجوية وخاصة للطيارين للتدريب ‏على فنون القتال الحديثة فى ظل التقدم الهائل للطائرات وأنظمة التسليح ‏المتطورة، وأيضا مراكز إعداد الكوادر الفنيةعلى أعلى مستوى من الكفاءة ‏الفنية للتعامل مع الطائرات والمعدات الحديثة.‏

 

 

نريد التعرف على أساليب التدريب فى الكلية الجوية؟

 

الكلية الجوية تستخدم أحدث الأساليب العلمية والمعامل ومحاكيات ‏الطيران بهدف تطوير العملية التعليمية وتدريس أحدث مناهج العلوم ‏الجوية فى العالم ويتم ذلك فى جناح العلوم داخل الكلية والذى يتلقى فيه ‏الطلاب المحاضرات والمناهج النظرية فضلاً عن وجود محاكيات لأحدث ‏طائرات التدريب فى العالم، ومحاكيات علوم المراقبة الجوية والتوجيه ‏لمواكبة التكنولوجيا المتسارعة فى عالم الطيران، كما يتم إعداد الطالب ‏نفسياً وبدنياً بواسطة متخصصين باستخدام أحدث الأجهزة والمعدات ‏لتحقيق أعلى معدلات الأداء التى يتطلبها الطيران فى المراحل المختلفة ‏لتأهيل الخريجين واعدادهم للعمل داخل التشكيلات الجوية.

 

في نهاية الحوار نريد منك توجيه رسالة للشعب المصري ؟

 

واجب علينا ألا ننسى رجالاً لم يبخلوا ‏بأرواحهم فى سبيل حماية وطننا، إنهم شهداء مصر الأبرار، الذين قدموا حياتهم لتبقى ‏مصر أمنة مستقرة، كما أننا نجدد العهد، بأن نَظل درعاً وسيفاً، مضحين بأرواحنا فى ‏كل وقت وحين، نحمى ونؤمن مقدرات شعب مصر العظيم أبد الدهر وفى كل مكان، حفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه وسوء.

القوات الجوية الفريق محمد عباس حلمي القوات المسلحة اكتوبر 6 اكتوبر انتصارات اكتوبر حوار