السعودية تدعو المجتمع الدولي إلى التحرك لإجبار الحوثيين على وقف زراعة الألغام
- هناء شلتوتدعت المملكة العربية السعودية المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التحرك لإجبار الميليشيات الحوثية على وقف زراعة الألغام التي تتسبب في سقوط عشرات الضحايا من المدنيين بين قتيل وجريح، واتخاذ تدابير عاجلة للتصدي لمخزونات الأسلحة الحوثية ونزع سلاح هذه الميليشيا الإرهابية.
جاء ذلك خلال كلمة المملكة أمام لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار في الجلسة المنعقدة حول البند 47 (الأعمال المتعلقة بالألغام) التي ألقاها عضو وفد المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السكرتير ثاني فيصل بن سعيد البيشي.
وأعرب البيشي عن تقدير وفد المملكة لجهود الأمم المتحدة، وعلى وجه الخصوص "دائرة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام " UNMAS، في مجال إزالة الألغام، والجهود الأممية التي بذلت في تحقيق استراتيجية الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام للفترة 2013 – 2018م، والجهود التي ستبذل في تحقيق الاستراتيجية للفترة من 2019-2023م، وذلك في سبيل تحقيق سلامة الشعوب من الألغام والمخلفات الحربية وبما ينسجم مع تحقيق أهداف خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030م.
وقال: إن الألغام تشكل خطراً في شتى أنحاء العالم، وإن المملكة من تلك الدول التي تواجه خطراً على سكانها وسلامة أراضيها، حيث قامت مليشيات الحوثي بزرع عشرات الآلف من الألغام على الحدود السعودية اليمنية وبشكل عشوائي.
وأضاف أن المليشيات الحوثية قامت بتطوير الألغام وصناعتها بشكل يسهل إخفاءها في البيئة المحلية مما يضاعف من خطرها على المدنيين، وزرعتها بشكل عشوائي في المدن والقرى اليمنية، لافتا إلى أن الآلاف من المدنيين بما فيهم الأطفال والنساء راحوا ضحية هذه الألغام بين قتيل وجريح.
وكشف البيشي أن انتهاكات المليشيات الحوثية لم تكتف بزراعة الألغام البرية فحسب، بل قامت بزرع الألغام في جنوب البحر الأحمر، مهددة بذلك أمن وسلامة الخطوط البحرية الدولية والسلم والأمن الإقليمي والدولي، مما يشكل انتهاكاً صارخاً لقرارات مجلس الأمن ذات العلاقة.
وأكد أن المملكة سعت إلى إبعاد اليمن عن حافة الانهيار وتجنيب مواطنيه شبح الموت، وذلك عن طريق مشروع مسام لإزالة الألغام والذي يكتسب أهمية بالغة نظراً لدوره الفعال في إنقاذ أرواح الآلاف من الأبرياء، وتطهير الأراضي والسواحل اليمنية من الألغام الحوثية .
وأفاد البيشي أن مشروع مسام تمكن منذ يونيو 2018م من إزالة أكثر من مئة ألف لغم وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة، وبالرغم من فداحة هذا الرقم إلا أن فرق مسام تطمح لتحقيق معدلات أفضل أثناء المرحلة المقبلة.
وأوضح أن مسام واحداً من جملة المشاريع والمبادرات التي تقدمها المملكة لليمن لرفع المعاناة عن هذا الشعب الذي عانى الأمرين، ولعل مراكز الأطراف الاصطناعية المنشأة في مأرب وعدن بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تشكل هي الأخرى بصيص الأمل للذين فقدوا أطرافهم خاصة النساء والأطفال الذين يمثلون أغلب الضحايا، فقد قامت هذه المراكز بتوفير العلاج والتأهيل اللازم لحوالي 1840 من المصابين، علاوة على تكفل مركز الملك سلمان للإغاثة بتسديد تكاليف علاج عدد من الحالات بالمراكز الطبية العامة والخاصة باليمن وداخل المملكة، ويجري العمل حالياً على افتتاح مركز ثالث في تعز قريباً.