احتفالية المولد النبوي.. السيسي يطالب بنشر الدين الصحيح.. ووزير الأوقاف: سنجدد الخطاب الديني.. وشيخ الأزهر: الإسلام دين عصمة الدماء والأعراض
أحمد واضح
نظمت وزارة الأوقاف ظهر اليوم احتفالية المولد النبوي الشريف بمركز المنارة، حيث شهدت الاحتفالية العديد من الرسائل والتوجيهات من جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي، وشيخ الأزهر ووزير الأوقاف.
الرئيس عبدالفتاح السيسي، طالب بتنظيم وزارة الأوقاف، ومشيخة الأزهر مؤتمرًا عامًا حول الفكر الديني ونشر المفاهيم الصحيحة للدين، قائلًا،:" كان ممكن أكلف أجهزة الدولة بإعداده، ولكن رأيت أن المؤسسات الدينية أولى به".
وأضاف الرئيس خلال كلمته في احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف، أتحدث ليس فقط مع أهل الدين، ولكن أوجه كلامي إلي جميع المهتمين بالشأن العام، مع ضرورة أن يتم تغطية هذا المؤتمر إعلاميًا بحيث يتابع الجمهور ما تتم مناقشته؛ لتوعية المواطنين والرد على الموضوعات التي يتم تداولها بشكل خاطئ، فلابد من الاقتداء بالرسول الكريم ﷺ، وبذل أقصى الجهد؛ لتحقيق نقلة نوعية، وتوفير أسباب التقدم على جميع المستويات.
وأشار السسي، إلى أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، يمثل مناسبة طيبة للتأمل في جوهر مقاصد الرسالة النبوية التي تلقاها النبي الكريم، والتي بلغها لنا وتحمل لأجلها الكثير من الأذى، ولم يمنعه ذلك عن أداء الأمانة التي كلفه الله بها، لافتًا إلى أن المشاق الجسيمة التي تحملها الرسول ﷺ تعطي لنا دروسًا، في مقدمتها تحمل الأذى بثبات، والأمل في نصر الله، بالعمل الدؤوب الذي لا ينقطع، والله سبحانه يكافئ المجتهدين الذين يعملون على تخفيف آلام الناس.
شيخ الأزهر
وخلال كلمته قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إنه بالرغم من مرور 1449 عامًا على مولد خاتم الأنبياء والمرسلين، لا تزال الإنسانية حتى هذه اللحظة ترنو نحو هذا الإشراق النبوي الذي انبعث شعاعه حول البيت الحرام في مكة المكرمة، كلما تعثرت خطاها وتاه دليلها في ظلمات المادة ودنس الشهوات وسعار التسلط وغطرسة القوى.
وأردف الإمام الأكبر،:" ما كان لرسالة النبي أن تكون ملهمة للحضارات على اختلاف توجهاتها رغم البعد الفوقي الذي تميزت به، وأعني به بعد الآداب الإنسانية العالمية العابرة لحدود الزمان والمكان والأفراد والجامعات، وبعد اعترف الكثير حتى مؤرخي الغرب المنصفين ممن رزقوا حظًا من استقامة الشعور ويقظة الضمير في فهم معاني القرآن الكريم وبلاغة السنة المشرفة، ووضعوا أيديهم على مبدأ الأخوة الإنسانسة الجامعة المتغلل في أطواء هذه الرسالة الخالدة عقيدة وشريعة وأخلاقًا".
ومضى شيخ الأزهر،:" حتى قال قائلهم إن محمد نبي العرب لهو من أكبر محب للخير في الإنسانية وإن ظهوره للعالم أجمع لهو أثر إرادة عليا، ولقارة آسيا أن تفتخر بهذا الرجل العظيم"، وقالت الموسوعة البريطانية: "إن محمدًا اجتهد في سبيل الإنسانية الجمعاء وما أجمل ما قاله هذا المعلم العظيم الخلق كلهم عيال الله وتحت كنفه وأحب الخلق إلى الله من أحسن إلى عياله، ولا يحتاج المتابع لسيرة صاحب الذكري العطرة لبذل العناء حتى يكتشف أن الإسلام إذا كان هو دين التوحيد الخالص فهو بالقدر نفسه دين المساواة بين الناس وهو دين عصمة الدماء والأموال والأعراض ودين مقاصد أخري أوجزها الرسول صلوات الله عليه في خطبة الوداع التي خاطب بها العالم أجمع".
ثورة في الفكر الديني
وأشار وزير الأوقاف، إلى الأمة الإسلامية في حاجة إلى ثورة في الفكر الديني تستهدف الأفكار المتطرفة، وتكون ثورة على المتاجرة بالدين والتفسيرات الخاطئة، والمنحرفة لجماعات التطرف والإرهاب، لافتًا إلى أن الوزارة استطاعت في إطار الخطة الدعوية أن تبني نسقًا معرفيًا مستنيرًا يقوم على إعمال العقل في فهم صحيح النص وإحلال مناهج الفهم والتفكير محل مناهج الحفظ والتأميل والانتقال من فقه الجماعة النفعي إلى فقه بناء الدول، ومن فقه دولة الأغلبية القديمة إلى دولة المواطنة المتكافئة الحديثة.
ولفت الوزير، إلى أنه لتحقيق هذه الخطة تم العمل على ترجمة خطبة الجمعة إلي 18 لغة، ونشرها مسموعة، ومرئية، ومقروءة، وإطلاق الحملة العالمية طول شهر ربيع الأول تحت عنوان هذا هو الإسلام بعشرين لغة وبشراكة دولية واسعة، وبالتعاون مع الإذاعات والبرامج الموجهة بالهيئة الوطنية للإعلام وهو ما يلقى صدى وإعجابًا وتفاعلًا عالميًا واسعًا.
تجديد الخطاب الديني
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أكد أنه تم توسيع عمل الوزارة التثقيفي المشترك مع وزارات التربية والتعليم، والتعليم العالي والثقافة والشباب والرياضة، والهيئة الوطنية للإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة؛ فضلًا عن العمل المشترك مع الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية، مشيرًا إلى أن خطة الوزارة لتجديد الخطاب الديني في المرحلة المقبلة تقوم على أساسين، الأول استكمال مسيرة التجديد والتي سيكون أول أعمالها إصدار كتاب خلال أيام تحت عنوان "مفاهيم يجب أن تصحح في فقه السيرة والسنة" والأساس الثاني والأهم هو التحول بهذا النسق المعرفي المستنير من ثقافة النخبة إلى ثقافة المجتمع والشعب والأمة والعمل على نشر هذا الأنموذج عالميًا لتحصيح صورة الإسلام وإزالة ما ران على صفحته النقية من شوائب.
بناء جيل مستنير
وفي سياق جهود وزارة الأوقاف لبناء جيل مستنير، قال الدكتور محمد مختار جمعة، إنه يتعين على من يتصدى للحديث في الشأن العام عالمًا كان أو مفتيًا أو سياسيًا أن يكون واسع الأفق ثقافيًا ومعرفيًا.
ولفت الوزير، إلى أن أي إجراء فقهي أو إفتائي أو دعوي، لا بد أن يضع في اعتباره كل الملابسات المجتمعية والوطنية والدولية المتصلة بالأمر المفتى فيه، حتى لا تصدر بعض الآراء والفتاوى الفردية المتسرعة في الشأن العام، بما يصادم الواقع أو يتصادم مع القوانين والمعاهدات والاتفاقيات الدولية ولا ينافي قواعد وتعاليم ديننا الحنيف.
وأضاف، أن الوزارة وضعت برامج تدريبية وتثقيفية جادة لبناء جيل مستنير من الأمة العلماء، يشرف خمسة منهم بتكريم الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الحفل.
مفاجأة للأئمة
أعلن الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، بزيادة بدل صعود المنبر 600 جنيه لجميع الأئمة، و800 جنيه للأئمة الحاصلين علي درجة الماجستير وألف جنيه للحاصلين علي درجة الدكتوراه، على أن يطبق هذا بداية من أول ديسمبر المقبل.
ووجه جمعة، الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته في احتفال ذكرى المولد النبوي الشريف، الذي تنظمه وزارة الأوقاف؛ لاهتمامه بتحسين المستوى المعيشي للأئمة، لافتًا إلى أنه تقرر صرف 100 جنيه شهريًا بواقع 1200 جنيه سنويًا لكل إمام بدل زي.
وأشار وزير الأوقاف، إلى أن هذه الزيادات تعد مرحلية، قائلًا،:"كلما استطعنا تحسين مواردنا الذاتية سيتم تحسين أحوال الائمة والعاملين بالأوقاف".
هدية للرئيس
وأهدى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الرئيس عبدالفتاح السيسي، هدية تذكارية "مصحف شريف"، وذلك خلال الاحتفال بالمولد النبوي الكريم، صباح اليوم.
وشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، والدكتور مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، وعدد كبير من قادة القوات المسلحة السابقين والأئمة والوعاظ.