تفاصيل اللحظات الأخيرة في وداع هيثم أحمد زكي ..مات وحيدا في منزلة ..وتأخر تشييع الجثمان .: "مفيش حد موجود من أهلة "
- عبد العزيز محسنمن نفس المكان الذي شيع منه والده الراحل أحمد زكي بمسجد مصطفى محمود بمنطقة المهندسين قبل ١٤ عاما في جنازة شعبية مهيبة، شيع العشرات جثمان الفنان هيثم أحمد زكي، الذي غيبه الموت عن عمر ناهز ٣٥ عاما، فجر الخميس، في مسكنه بحي الشيخ زايد إثر هبوط حاد في الدورة الدموية.
توافد المشيعون على ميدان مصطفى محمود من أصدقائه وزملائه يتقدمهم نجوم الفن والمشاهير، وكانت المذيعة بوسي شلبي والفنانة هنا شيحة والفنان باسم سمرة من أوائل الحاضرين لتوديع الفقيد قبيل أذان الظهر، كما حضر الفنان محمد هنيدي، والفنان محمد إمام، والفنان رشوان توفيق، والمخرج على بدرخان، والفنانة نهال عنبر، والفنان طارق عبدالعزيز، والمنتج أحمد السبكي، وعدد من نجوم مسرح مصر.
ومن أبناء جيله، تقدمت الفنانة ناهد السباعي المشيعين، والتي كانت في حالة انهيار تامة، نظرا لارتباطهما بعلاقة صداقة قوية، كما حضرت الفنانة بسمة، والفنان محمد فراج، والفنانة إلهام شاهين وشقيقها الفنان أمير شاهين، والفنانة دينا الشربيني.. ومن أبناء الفنانين، حضر الفنان عمر مصطفى متولي، وأحمد عبدالله محمود.
ومن مشاهير عالم الكرة، حرص على الحضور النجم أحمد شوبير، ومحمد عبدالمنصف، حارس مرمي منتخب مصر، والذي حضر برفقة زوجته الفنانة لقاء الخميسي.
واكتظ مسجد مصطفى محمود بالمودعين والمصلين في صلاة الظهر وصلاة الجنازة، حتى إن القائمين على المسجد اضطروا لمد وفرش عدد من البسط خارج المسجد، لاستيعاب المشيعين.
كواليس اللحظات الأخيرة
وفي الثانية عشرة منتصف ليل الثلاثاء الماضي، بدت الأجواء طبيعية داخل منتجع "بفرلي هيلز" في مدينة الشيخ زايد، على أطراف محافظة الجيزة. أفراد الأمن الإداري يجوبون الأحياء ضمن إجراءات أمنية اعتيادية، إلا أنهم هذه الليلة ولدى وصولهم حي "فورتي ويست" لاحظت أعينهم أحد الأشخاص يهبط درجات سلم العقار بصعوبة ممسكًا ببطنه وآهات الألم تتعالى منه. أسرع أفراد الأمن لنجدة المستغيث دون معرفة هويته.
مع وصول أفراد الأمن إلى مدخل العقار جاءت المفاجأة؛ إذ كان الشخص المستغيث هو الفنان هيثم أحمد زكي، الذي طالبهم بسرعة نقله إلى الصيدلية القريبة، حيث دار حوارًا مقتضبًا بينه وبين الصيدلي، أخبره خلاله بأنه عاد للتو من حصة تدريبية شاقة داخل صالة ألعاب رياضية انتظم فيها منذ فترة "قارص على نفسي بقالي فترة في التمرين" فمنحه حقنة مسكن.
اقترح أفراد الأمن على الممثل الشاب اصطحابه إلى المستشفى للاطمئنان عليه، لكن طلبهم قوبل بالرفض "أنا كده بقيت كويس" لكنهم رفضوا مغادرة محيط العقار، ومكثوا ليلتهم يراقبونه. "كان بيتحرك عادي في الشقة وبيتكلم في التليفون لحد الفجر"، حسب مصدر أمني رفيع المستوى.
مكالمة هاتفية جمعت نجل الإمبراطور وخطيبته إنجي سلامة خبيرة العلاج بالطاقة، كانت الأخيرة، انتهت نحو الخامسة فجرًا، لم يجب بعدها هاتفه على أي اتصال.
طوال يوم الأربعاء حاولت خطيبة "هيثم" وخالته الاطمئنان عليه لاسيما بعد سوء حالته الصحية، ومطالبة الأولى له بالخضوع لفحوصات طبية شاملة.
لم تتوقف محاولات "إنجي" للاطمئنان على "هيثم" لكن ازداد الموقف سوءًا لدى علمها بعدم استجابته لطرق أفراد الأمن الإداري باب وحدته السكنية وتأكديهم "محدش شافه طول اليوم" فأبلغت الشرطة التي أخطرت بدورها قسم شرطة ثاني الشيخ زايد.
12 مساء الأربعاء، يستعد العميد عمرو حافظ مأمور القسم لمغادرة مكتبه بعد يوم عمل شاق دون أن يدري بأنه لم ينته بعد. خرج على رأس قوة أمنية قاصدًا منزل الفنان هيثم زكي بعد استصدار إذن من النيابة العامة.
يصف مصدران أمنيان كواليس المشهد داخل تلك الشقة "لم تكن هناك أي علامات كسر في منافذ الدخول والخروج أو بعثرة في محتويات المسكن الذي بدا على أكمل صورة"، إذ تتولى خادمة أعمال النظافة مرة كل أسبوع، حسب التحريات.
تجول رجال الشرطة داخل الشقة وصولاً إلى الردهة "طرقة" الواقعة بين دورة المياه الملحقة بغرفة النوم، حيث عُثر على الفنان الشاب جثة هامدة على الأرض يرتدي ملابسه، كما لو أنه انتهى من قضاء حاجته وكان في طريقه إلى الغرفة، حيث فاضت روحه إلى بارئها.
انتشر ضباط المباحث بقيادة العقيد عمرو حجازي مفتش مباحث قطاع أكتوبر، والرائد أحمد صبري رئيس وحدة المباحث، في أرجاء الشقة، للوقوف على تفاصيل ما جرى، بينما انشغل بعضهم في استجواب أفراد الأمن وتفريغ كاميرات المراقبة وسماع أقوال الصيدلي.
3 ساعات كاملة قضاها رجال الشرطة (مباحث - نظام) داخل الشقة حتى استقر في وجدانهم أن الوفاة طبيعية ولا توجد شبهة جنائية اتساقًا مع تقرير مفتش الصحة المبدئي بأنها نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية.
عقارب الساعة كانت تشير إلى الثالثة فجرًا -آنذاك- يقطع صمت الحضور صوت سارينة سيارة إسعاف وقفت أمام مدخل العقار، حيث جرى نقل الجثمان إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة ومصلحة الطب الشرعي لأخذ عينة منها والوقوف على أسباب الوفاة كاملة.
عاد الهدوء مرة أخرى إلى الحي الراقي، ووجه أحد قيادات الشرطة بتعيين الحراسة الأمنية اللازمة لحين صدور قرار النيابة، لينتهي يوم عمل شاق لضباط مباحث ثاني الشيخ زايد