"المليجي": التفريط في "العربية" يضعف فهم الدين و"الشعراوي" لم يطلق على خواطره تفسيرا لغزارة علمه وتواضعه
- عبد اللطيف أحمد"الأستاذ الدكتور محمد المليجي، وكيل كلية اللغة العربية بالقاهرة، يبين منهج الشيخ الشعراوي، ومدى إفادته البشرية جمعاء، والسبب وراء التراجع العلمي للطالب الأزهري".
كان لنا معه هذا الحوار:
ما أهمية اللغة العربية بالنسبة لنا؟
- من المعلوم أن لكل أمة لغة، وأن العربية هي لغة هذه الأمة وهي لغة القرآن الكريم والدين الحنيف، وهي سجل ماضينا وديوان حاضرنا ووعاء مستقبلنا، وأي تفريط في هذه اللغة لايعد تفريطا في قواعد اللغة فقط ولكن يعد تفريطا في الغاية المرجوة من تعلم هذه اللغة والحفاظ عليها ألا وهو تفهم النصوص والآيات الكريمة و الأحاديث النبوية الشريفة.
ما الرابط بين كلية اللغة العربية والشيخ الشعراوي؟
-من الأعلام الذين تخرجوا في هذه الكلية العريقة كلية اللغة العربية بالقاهرة الشيخ محمد متولي الشعراوي- رحمه الله- وهو من الجيل الأول الذي تخرج في هذه الكلية ونشأ فيها، ويشهد بغزارة علمه القاصي والداني، والدليل على ذلك خواطره حول القران الكريم، والتي لم يطلق عليها تفسيرا نظرا لتواضعه الجم، وعلمه الفياض وسمو منزلته.
وكلية اللغة العربية كانت تسمى قديمًا بطب الأزهر، لما يدرس فيها من العلوم العربية الأصيلة من النحو والصرف والأدب العربي والعروض إضافة إلى ما استحدث بعد ذلك من أقسام التاريخ والحضارة، وقسم الصحافة والنشر الذي أصبح كلية مستقلة وهي كلية الإعلام.
وماذا قدم الشيخ الشعراوي للأمة العربية والإسلامية؟
الشيخ الشعراوي له باع طويل في علوم العربية وكذلك في العلوم الشرعية، وله من الفتاوى الشرعية الكثير، وأما في علم الحديث فقد شرح بعض الأحاديث التي لم تبلغ مبلغ تفسيره لكتاب الله لأنه كان انشغاله الكبير بتفسير القران الكريم.
فالشيخ الشعراوي أفاد البشرية جمعاء بعلمه وتراثه، وليس هناك أفضل من هذه الخواطر التي قام بها عليه رحمة الله، وإن أفضل ما يتنافس فيه المتنافسون ما هو دائر حول آيات القران الكريم والسنة النبوية المطهرة.
كيف تلقيت خبر وفاة الشيخ الشعراوي؟
وأذكر وأنا مُعار في المملكة العربية السعودية وكنت أعمل في كلية التربية للبنات في القصيم، واتصل بي وأنا في الكلية صاحب الدار التي أسكن فيها وقال لي "يا أبا أحمد البقاء لله في فضيلة الشيخ الشعراوي، وقال لي أنا سمعت الخبر في الإذاعة منذ قليل وحينها بكيت بكاء شديدا لأنني كنت أحب أن اسمع هذا الرجل الذي لم أسمع أو أقرأ لأحد يفسر القران الكريم تفسيرا سهلا بسيطا يفهمه المثقف والعامي مثل هذا الرجل.
لماذا لم نرى شعراويا جديدا؟
تراجع الطالب الأزهري في الوقت الحاضر يرجع إلى عدة أمور مهمة وهي عدم الاهتمام بهذا الطالب في المراحل الأولى قبل الجامعية بدء من الابتدائية وحتى الثانوية، ولكن هناك معاهد إداراتها جيدة ورقابتها شديدة وهناك معاهد أخرى لا رقابة فيها على الإطلاق.
ونحن نتحدث من ناحية اللغة العربية، ذلك أن النحو هو مفتاح العلوم وبدونه لا يفهم الكلام ولا يستقيم اللسان، ولا تستطيع أن تفهم نصا أو آية قرآنية أوحديثا شريفًا بدون اتقان تعلم اللغة العربية، والسبب الثاني وهو عدم توظيف قواعد اللغة وعدم تدريب الطلاب على النطق الصحيح، فالتعليم أصبح حفظا وتلقينا وليس هناك تدريبات عملية على القواعد وأمثلتها، مما يجعل الطلاب في حالة عزوف تام عن حبهم لقواعد النحو والصرف، مما ينتج عنه مجاميع الطلاب في المرحلة الثانوية ضئيلة في اللغة العربية، ويلتحق بكليات اللغة العربية الطلاب الضعفاء، ولكن القاعدة ليست على إطلاقها فهناك طلاب في اللغة العربية متفوقون في المرحلة الجامعية وما قبلها.
والذي بنى علم الشيخ الشعراوي وجعله ينبغ في العلوم الشرعية وتفسير القرآن الكريم تعمقه في اللغة العربية والشرعية وحفظه للقران الكريم في سن مبكرة, وهكذا لابد أن يكون كل طالب أزهري، حتى نرى من أمثال الشعراوي الكثير والكثير وإن لم يضاهوه يسيروا على نهجه.
ما رأيك في دمج المواد العربية في كتاب واحد في المرحلة الإعدادية؟
دمج المواد العربية في كتاب واحد في المرحلة الإعدادية بعد أن كان كل فرع منها في كتاب مستقل الهدف منه التخفيف على الطلاب، ولكنه لم يحصل الكم المطلوب من العلوم سواء العربية أو الشرعية، وما كان يدرس في السابق من كم العلوم العربية والشرعية هو أفضل بكثير مما يدرس الآن، فالطالب الأزهري يختلف عن أي طالب آخر فلابد أن يدرس اللغة العربية جيدا وكذلك المواد الشرعية.