الجمعة 22 نوفمبر 2024 02:36 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

الدكتور محمد الحبال: الإعجاز العلمي في القرآن سلاح لمواجهة الإلحاد والإعلام عائق أمام استخدامه «حوار»

الدكتور محمد جميل الحبال
الدكتور محمد جميل الحبال

لا خوف من انتشار أبحاث الإعجاز العلمي فالقرآن ثابت والعلم متغير كشف أهمية الإعجاز العلمي في القرآن ومعوقات نشره ونصائح للباحثين

حقائق علمية في فرضية الصيام تحقق معنى التقوى الروحية والفائدة الصحية لو كانت بعض الحقائق العلمية التي في القرآن عند أصحاب الديانات الأخرى والغرب لأقاموا الأرض ولم يقعدوها فرحين بصدق دينهم

يحمل في تاريخه أكثر من 50 بحثًا طبيًا وإسلاميًا باللغتين العربية والإنجليزية نشر عددد كبير منها في المجلات المحلية والعربية والعالمية، ويمتلك موسعة كتب علمية إسلامية راقية تتمثل في كتاب "الطب في القرآن"، وكتاب "العلوم في القرآن"، وكتاب "العلوم المعاصرة في خدمة الداعية الإسلامي"، ومؤخرًا صدر له كتاب "التفسير الطبي للقرآن الكريم"، يحمل إنجازات علمية تتمثل في تشخيص أول حالات طبية لمرض المتلازمة الكلائية الناتج عن التسمم بمركبات الزئبق العضوي وذلك في عام 1971م و الذي وثق علميا في المؤتمرات والمراجع الطبية لأمراض الكلى ونشر كبحث أصيل في المجلة الطبية العراقية عام 1973م، واكتشاف دواء جديد لعلاج تقرحات الجهاز الهضمي العلوي نباتي المنشأ مشتق من مادة المستكى، وقد تم تسجيل الاكتشاف في وزاره الصحة العراقية عام 1982 و تم نشر الأبحاث المتعلقة به في الدوريات الطبية القطرية و العالمية و تم تصنيعه كدواء، استعمال الرضاعة المحرمة كعلاج لبعض الأمراض "الرضاعة العلاجية"، كما شارك في تأسيس ورئاسة الهيئة العراقية للإعجاز العلمي للقرآن والسنة، إنه الدكتور الاستشاري الكبير محمد جميل الحبال الباحث في الإعجاز الطبي و العلمي في القران و السنة، وعضو كليات الأطباء الملكية البريطانية والذي كان لنا معه هذا الحوار:

بدايةً كيف ترى أهمية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة؟

نحن أسرى العلوم الآن، فالعالم لا يؤمن بالأمور الغيبية، ولكن عندما نأتي بالحقائق العلمية المثبتة في القرآن قبل 1400 عام سنقيم عليه الحجة، فإذا كان الشخص الغربي المخاطب عقلاني وموضوعي فإنه سيؤمن بهذا القرآن قال الله "يا أيها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورًا مبينًا " القرآن هو الرسول صلى الله عليه وسلم والنور المبين هو القرآن الكريم، هذه الكنوز التي يحويها القرآن الكريم من شريعة وقوانين وعلوم إنسانية والآن لابد من إظهار الحقائق العلمية وننتقل من الإعجاز إلى الإنجاز ومن التوصيف إلى التوضيح والاستنباط لمنفعة البشرية أولًا ثم الدعوة للإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة، فالرسول محمد ﷺ، يقول،:" بلغوا عني ولو آية "، وكما نعلم فإن زكاة المال 2.5 %، ولكن زكاة العلم 100% لقوله تعالى "لتبيننه للناس ولا تكتمونه".

ما هي الرسالة التي يؤديها الإعجاز العلمي ونشر هذا العلم للإنسانية؟

القرآن فيه من الإشارات الطبية والعلمية الكثير فبه 6236 آية منها 1300 آية تحمل الإشارات العلمية، وموزعة على كافة موضوعات العلم والطب، بينما الأحكام الشرعية المتعلقة بالعقيدة الإسلامية لا تتجاوز 400 آية، وهذا ما يؤكد عالمية رسالة الإسلام للناس كافة، فالقرآن الكريم كنز لنفع البشرية، ولتثبيت الإيمان في قلوب المسلمين وإقامة الحجة على البشرية، قال الله،:"وبالحق أنزلناه وبالحق نزل ".

في رأيك ما هي أهمية الإعجاز العلمي في العصر الحالي؟

قال تعالى،: "وجاهدهم به جهادًا كبيرًا"، فجهاد الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة المطهرة، ونشره وتبيينه للناس هو جهاد كبير، وجمعية الإعجاز العلمي المتجدد في القرآن الكريم والسنة النبوية بمصر، جزى الله القائمين عليها خيرًا وضعوا الأسس لبناء عمارة الدعوة العلمية للقرآن الكريم، وانتقلوا للطابق الأول في التوصيف ويجب أن ننتقل للتطبيق؛ لأن بعض الناس يقولون لديكم إعجاز ولكن لم نستفد منكم شيئًا على مستوى التطبيق فهم انتفعوا وآمنوا بصدق الرسالة الإسلامية ولكن يريدون أن يرونا ونحن نطبق هذا على أرض الواقع للنفع البشري وخدمة العلوم، فالرسول محمد ﷺ أرسل للناس لمصلحة البشرية أولًا ثم الدعوة الإسلامية ثانيًا، والله أنزل القرآن للهداية قال تعالى "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم " فكما أنه يهدي إلى العقيدة الصحيحة والعبادات الخالصة والشرائع القويمة والأخلاق الفاضلة فهو يهدي إلى العلوم النافعة بشقيها الإنساني والتجريبي الكوني.

البعض يسأل كيف يكون إظهار الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ؟

لنوضح الإعجاز في القرآن لنا مثل في قول الله تعالى،: " فنبذناه بالعراء وهو سقيم وأنبتنا عليه شجرة من يقطين "، بالنسبة لسيدنا يونس، فسقيم يعني مريض منهك لما كان في بطن الحوتن فخرج مصابًا بالجفاف والجوع، والعراء يعني ساحل البحر الذي قذفه الحوت فيه، فكان معرضًا للشمس والحشرات والذباب، وحتى يحمي الله نبيه قال "وأنبتنا عليه شجرة من يقطين"، ولم يقل شجرة من تين، ولكن اليقطين من النباتات الزاحفة ذات الأوراق النباتية الكبيرة فحمته من الشمس والحرارة وأيضًا الحشرات؛ لأن شجرة اليقطين - وهي القرع- معروفة بأنها طاردة للحشرات، فأفرزت عليه المواد التي حافظت على جلده فشفي وتغذي عليها لأنها غنية بالسوائل والبروتينات والمعادن فشفي وتعافى، ثم قال تعالى "وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون".

ما هي أهم المعوقات التي تواجه نشر الإعجاز العلمي ؟

الإعلام هو المعوق الأول، ويجب أن ينشر هذه الثقافة، فلو كانت بعض الحقائق العلمية التي في القرآن والسنة عند أصحاب الديانات الأخرى والغرب؛ لأقاموا الأرض ولم يقعدوها فرحين بصدق دينهم، ولكن للأسف الإعلام لا ينشر هذه الحقائق العلمية، ولذا يجب عقد المؤتمرات والندوات والاستفادة من السوشيال ميديا والمجلات وغيرها ويجب أن تكون الحقائق المنشورة موثقة ومثبتة علميًا وقرآنيًا.

الإعجاز العلمي كيف يكون سلاحًا لمواجهة لظاهرة الإلحاد؟

قال تعالى،:" واللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا"، فيريد الله أن يتوب علينا لأننا خلقنا بيديه ونفخ فينا من روحه وطرد الشيطان من أجلنا وأرسل لنا الرسل والكتب ليدخلنا الجنة، قال تعالى "يريد الله أن يتوب عليكم" وقال " يريد الله ليطهركم " "يريد الله أن يطهركم" فهو يريد أن نحبه ونطيعه قال تعالى "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون".

فلدينا إعجاز علمي يرد على الملاحدة، ويتحداهم بالعلم والمنطق والعقل، ففي طريقة نوم أصحاب الكهف 309 سنين، أثبتها العلم مؤخرًا ويمكن العودة إلى البحث الذي أعددته تحت عنوان "نوم أصحاب الكهف طريقة مبتكرة للترقيد" فرقودهم 309 سنين بدون أن يصابوا بأي ضرر في بدنهم هو إعجاز حيث كان الله يقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكذا حفظ أعينهم من التلف فقال "وتحسبهم أيقاظًا وهم رقود"، كما هناك إعجاز علمي في "عجـب الذنـب" وأنه مركز تخليق الإنسان وإعادة تركيبه، فقال رسول الله محمد ﷺ،:"كل ابن آدم يأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب" رواه مسلم، وأثبت العلم مؤخرًا أن عجب الذنب (رأس العصعص وهو مكان رأس الذنب من ذوات الأربع)، وجميع المخلوقات بضمنها الإنسان لا يبقى منه بعد موته وبلاء جسده، إلا الرمز الجيني محفوظاً في خلايا "عجب الذنب" وهو ما يسمى بالخارطة الوراثية Genetic Map التي يختص بها كل إنسان وتبقى محفوظة داخل بقايا "عظم العصعص" وهو (عجب الذنب) ومن أقوى عظام الجسد فتشكل النواة فيه البذور التي ينبت منها الإنسان يوم البعث كما ينبت البقل وذلك مصداق قوله صلى الله عليه وسلم (ثم ينزل الله من السماء ماءاً وينبتون كما ينبت البقل (ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظماً واحداً وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة) صحيح البخاري .

الإنسان بعقله كرمه الله فكيف يستخدم هذا العقل للاطمئنان بوجود الله الذي خلقه؟

هناك وسائل هداية الناس إلى الإيمان بالله وأن هذا الكون له خالق ومدبر ويكون الرد العقلاني والعلمي للقرآن ردًا عليهم فالقرآن معجزة عقلية علمية متجددة، فأين معجزة موسى العصا؟ انقضت، وأين معجزة صالح ؟ مضت، فجميعها انتهت ولكن القرآن معجزة عقلية علمية متجددة ويجب إظهار هذه الثقافة للناس لمواجهة المشككين والملحدين والعلمانيين أن هناك إله خالق للكون والإنسان، وأن الله هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو يحب الإنسان وكرمه قال تعالى "ولقد كرمنا بني آدم " وخلق الإنسان وأسجد له الملائكة وطرد الشيطان ولعنه لأنه لم يسجد للإنسان وأرسل الله الرسل والأنبياء والكتب لهداية الإنسان فالله يحبنا ويريد أن يدخلنا الجنة قال تعالى " يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ "، وللإعجاز العلمي دور في معالجة قضايا الإرهاب، ونشر ثقافة الاختلاف قال الله "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين".

من كلامك بماذا تنصح الباحثين في مجال الإعجاز العلمي في القرآن والسنة؟

أنصحهم بأن تكون كافة الأبحاث محققة ومدققة وتقوم على الأسس الصحيحة والجمع بين الحقيقة العلمية والحقيقة القرآنية، وعدم فتح المجال أمام كل من هب ودب حتى تكون واضحة للأذهان، كما يجب تكوين جيل يجمع بين العلم الكوني والعلم الشرعي وأن يكون متخصصًا في علمه فقط ولديه شهادة علمية في القرآن الكريم والحديث والتفسير واللغة العربية لدي كل باحث في الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.

ما هي ضوابط العمل في مجال الإعجاز العلمي ؟

يمكن أن نؤكد على ما نصحنا به، بأن يكون الباحث متخصصاً في مجاله العلمي الدقيق كالطب أو الفلك، اتباع ضوابط العلوم في اللغة العربية وقواعد التفسير، واتباع الحقائق العلمية وليس النظريات ما لم يكن ما يؤيدها من الشواهد المحكمة في الكتاب والسنة، وإنني اعتقد أنه في حالة الإحاطة بالأمور الآنفة الذكر فان الباحث يستطيع أن يستنبط منهما ما ينفع البشرية ويسبق العلم الحديث وأن ينتقل من الإعجاز إلى الإنجاز، ومن التوصيف إلى التوضيب، ومن النظريات إلى التطبيقات، وبالطبع فإن هذا يتطلب عملاً جماعياً مؤسسيًا، وليس فرديًا وأن يكون مدعوماً من مراكز بحثية متطورة تهتم بهذا الجانب.

ويجب تشكل فريق من الباحثين في العلوم التجريبية والعلوم الشرعية، خاصة في اللغة العربية وعلوم التفسير، حيث إن إتقان اللغة العربية هو مفتاح لفهم الآيات الكريمة، وحتى لا نخرج عن النص والذهاب شططاً دون ضوابط وكذلك معرفة ما قاله المفسرون السابقون واللاحقون بخصوص الإشارات العلمية فقد نفيد منهم ونتوصل إلى فهم عصري وعلمي لمقاصد الآيات والأحاديث على ضوء المعارف والحقائق العلمية التي لم تكن معروفة سابقاً، ويبقى موضوع التفسير العلمي للقرآن جهداً بشرياً يحتمل الخطأ والصواب كغيره من التفاسير ففي حالة حصول الخطأ فإن ذلك سينعكس على الباحث وليس على القرآن الذي هو حق مطلق قال تعالى : ( وبالحق أنزلناه وبالحق نزل ).

البعض يراوده قلق من التوسع في إظهار الإعجاز العلمي في القرآن الكريم كيف ترد على هؤلاء؟

علينا أن لا نتخوف من موضوع الإعجاز العلمي أو التفسير العلمي للقرآن كما يخشى البعض من أن ينعكس ذلك سلباً على القرآن، لكون القرآن ثابت وحق مطلق والعلم قد يتغير فإننا نقيس بالحقائق وليس بالنظريات كما ذكرنا آنفاً، وننطلق من الوحي وليس من العلم !.

وما السبيل إلى نشر ثقافة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة مجتمعيًا بخلاف دور الإعلام التوعوي؟

يمكن نشر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، بلغة عصرية تناسب جميع الفئات على مواقع التواصل الاجتماعي، فيجب نشر هذه الثقافة في عصر التقدم التقني، كما يجب أن تكون مادة دراسية في المدارس لطلابنا حتى ينشا جيل واع ومثقف علميًا مؤمنًا بعقيدته قادرًا على الدفاع والذب عنها.

ماذا عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة حول الصيام؟

القرآن الكريم عندما ذكر طريقة الصوم ذكر المغزى الأساسي من هذه العبادة لقوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"، والتقوى هي كما عرفها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب،:" الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل، فذكر الصيام الحقيقة الأساسية تحقيق مبدأ التقوى، وهي الأقوى للعبادة الداخلية ورأس الحكمة مخافة الله وجميع العبادات للإنسان هي عبادة ظاهرية الصلاة يراك الناس، والصدقة والزكاة هناك من بعلم بها، والحج تراك الناس، أما الصوم هي العبادة التي تحقق التقوى لأنها تكون بين العبد وربه فلا يعرف أحد هل أنت صائم أم مفطر فهو مدرسة روحية تربوية وتباعًا لهذه التربية التي تغذي التقوى لدى الإنسان، وهناك فوائد للصيام على جسم الإنسان تتمثل في صيانة للجسم ووقاية وعلاج للحفاظ عليه كمثل المهندس الذي يضع كتالوج لحفظ الجهاز ولله المثل الأعلى.

أحد الفوائد الصحية هو تدريب أعضاء الجسم على الجوع والعطش وتحفيز القدرة القدرة الاحتياطية الموجودة في الجسم حيث إن أكل الإنسان 3 وجبات يوميًا فإن الدهون والشحوم تتراكم في الكبد والأحشاء وإذا لم تحترق وتزول تسبب للإنسان الأمراض وعندما يأتي شهر الصيام فإن الهرمونات المناعية والعصبية تتجه لأخذ الطاقة من مخزون الشحوم بالكبد والأحشاء ويتم تحليلها وإذابتها للحصول على الطاقة وهو أمر غاية في الأهمية وهو تدريب أيضًا على استخدام الاحتياطي والمخزون بالجسم حال الطوارئ كمثل التدريب للجيش في حالة السلم حتى لا يصيبه الترهل ويكون مستعدًا للدخول في الحرب في أي وقت، ولذلك يقول الله تعالى "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"، فيجب أن نلتزم بعدم الإسراف في الأكل والشرب وإلا فقد الصوم فائدته الصحية عند الإكثار من الأكل والشرب ولذلك يقول النبي ﷺ،:" مَا مَلَأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لَا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ"، وهو ما أثبتته الدراسات العلمية الطبية الحديثة بأن نسبة الطعام الثلث هي أقصى معدل طبيعي لجسم صحي.

وكذا من مظاهر الإعجاز في الصيام، الإفطار على حبات من التمر أو الماء، كما هو سنة النبي محمد ﷺ، لأن الإنسان عند الصيام يتعرض لهبوط نسبة السكر وحافز الجوع المعدي والعصبي المركزي وعندما نفطر على التمر فبه مادة غذائية مركز بها 70 % من السكريات حتى أنه يتحلل بسرعة في الفم والبلعوم قبل أن يصل للمعدة وبذلك تصل نسبة كبيرة من الجلوكوز إلى الجهاز العصبي لإعادته لمعدلاته الطبيعية ويحفز الجهاز الهضمي بحدوث حالة الإشباع، ومع هذا كله فإن أي مريض قبل شهر رمضان عليه أن يراجع طبيبه ومدى ملائمة الصوم لحالته الصحية قال تعالى "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر" وقوله،:"ولا على المريض حرج"، فسبحان الله رخص لأصحاب الأمراض بالإفطار والقضاء حال القدرة أو الكفارة حال عدم القدرة، فقال النبي محمد ﷺ،:"إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما تؤتى فرائضه"، وهو من مظاهر الإعجاز أيضًا بعدم الإضرار بصحة الإنسان في أي من أمور العبادة، بخلاف بعض الديانات الأخرى التي قد تضر طقوسهم ببناء الإنسان.

وكذا فإن أصحاب أمراض السمنة يتم خفض وزنهم خلال صيام شهر رمضان، ففي الإنسان نسبة الماء نحو 60% ويقوم الماء بدور مهم في العمليات البيولوجية ويحافظ على عمل الأجهزة ونقل المواد والإنزيمات من وإلى، والماء لأهميته أنه كان أول مخلوق قال الله "وكان عرشه على الماء"، و 70 % من الكرة الأرضية عبارة عن مياه وله صفات أنه يتوفر في الحالة الغازية كالبخار والحالة السائلة كالماء الجاري والحالة الصلبة مثل الجليد ولا توجد أي مادة في الأرض تتوفر بها هذه الصفات كما أنه له صفة الخاصية الشعرية بظاهرة التوتر السطحي وبهذه الطريقة يصل الماء إلى الدماغ والشعيرات الدموية ويغذيها كما يصعد لتغذية الأشجار التي ترتفع لأكثر من 130 مترًا ، ومن الإعجاز أيضًا قوله تعالى "وجعلنا من الماء كل شيء حي"، فلم يقل وجعلنا من الهواء كل شيء حي ولهذا فإنه تم اكتشاف أن هناك بكتيريا لا هوائية تموت في الهواء ولذا فالماء أعم فائدة من الهواء.

ومن الإعجاز في القرآن الكريم وحكمة فرض الصيام وفائدته الصحية للإنسان، كان بحثًا أجريته في تجربة شملت 40 شخصًا أصحاء وأخذنا فحص تركيز الدم والبول قبل رمضان وأجرينا في رمضان ووسط رمضان وقبل العيد، فوجدنا أنه في اليوم الأول زاد التركيز في البول والدم، وسبحان الله بدأ الفارق يقل ويتلاشى حتى كان الفحص الأخير في ليلة العيد كانت نسبة التركيز متساوية مع اليوم الأول للصيام، وكأن الجسم تأقلم مع هذا النظام وأصبح هناك تحرير ذاتي للمياه من داخله، وعدنا للمراجع الطبية لمعرفة السبب اكتشفنا حقيقة مذهلة أن الإنسان عندما يصوم يخزن الكبد مادة الجليكوجين وهي "السكر المركب"، حيث يتحلل هذا السكر المركب إلى سكر حال الصيام لتحرير الطاقة ولكل جرام جليكوجين يتحرر معه 4 جرامات من الماء 4 مللى مكعب، وبذلك تصبح التروية داخلية بالمياه فلا يصبح هناك عناء شديدًا أثناء الصيام، ولضيق الوقت فهناك العديد والعديد من مظاهر الإعجاز العلمي في القرآن والسنة حول الصيام يمكن لمن يحب مطالعتها العودة إلى سلسلة حلقات تليفزيونية لي ببرنامج "لعلكم تتقون" - مرفق الرابط -

https://www.youtube.com/watch?v=a_mZEwtzjmE

ويمكن لأصحاب التخصص مطالعة الموقع الرسمي للدكتور الحبال عبر هذا الرابط:

http://www.alhabbal.info/dr.mjamil/index.htm

الدكتور محمد جميل الحبال الدكتور محمد الحبال عضو كليات الأطباء الملكية البريطانية الإعجاز العلمي في ا