الجمعة 22 نوفمبر 2024 01:41 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

كيف تساعد الجمعيات الخيرية على انتشار الفقر فى المجتمع الريفى ؟!

كرم أصلان

كنت ومازلت وسأظل منحازاً لمفهوم كلمة التنمية الحقيقي في اللغة، فكلمة التنمية معناها الزيادة، والنماء، والكثرة، والوفرة، والمضاعفة، ومنها النمو وهو ارتفاع الشيء من مكانه إلى مكان آخر، والتنمية إصطلاحا هي ارتقاء المجتمع والانتقال به من الوضع المتدنى أو الثابت إلى وضع أعلى وأفضل.

 ووفقا لهذا التعريف فإن هناك فارق كبير بين عمل المؤسسات والجمعيات التنموية وعمل المؤسسات والجمعيات الخيرية، فالجمعيات الخيرية تعمل بمبدأ "كٌل وأشكر" وهو مبدأ رغم ظاهره الخير، إلا أنه يترتب عليه أثار سلبية علي المجتمع على المدى الطويل.

فالشخص الذي يتلقى مساعدات شهرية مالية كانت أم عينية من الجمعيات الخيرية، يجد نفسه وقد توفر لديه أكله وشربه وملبسه، إذا فلماذا يبحث عن عمل أو يبحث عن تعلم مهنة أو حرفة يتكسب منها رزقه؟

لذى فأن الاستمرار في إعطاء التبرعات والإعانات للشخص الذى لديه القدرة على العمل، خسارة فعلية للمجتمع, حيث أنه لا يقدم للمجتمع شيئا مع قدرته على ذلك، وفي الوقت نفسه يأخذ جزءا من مكتسبات هذا المجتمع، وهو ما يجعله  مستمرا في الاعتماد على التبرعات والصدقات بحجة أنه فقير، الامر الذى يترتب عليه إستمرار هذا الفقر في هذه الأسرة على مدى أجيال بسبب أن العائل لها لا يعمل لانتشال أسرته من الفقر, وبالتالي تلبية احتياجاتها.

على العكس من ذلك نجد أن الجمعيات التنموية، تعمل على توفير فرص عمل للأشخاص، وذلك بتشجيعهم على تعلم حرفة أومهنة يستطيعون من خلالها تكسب رزقهم بشكل يحافظ على كرامتهم.

وهو ما يجعلنا نشدد على ضرورة تغير المؤسسات والجمعيات الخيرية منهجها القائم على مبدأ "كٌل وأشكر"، ليتوافق مع المؤسسات والجمعيات التنموية، التى تعمل على توفير التدريب والتشغيل للأسر الفقيرة، ونشر روح حب العمل في المجتمع، والمشاركة في التنمية العامة للاقتصاد، إذ إن توفير فرص التدريب للعمل يساعد على توفير كوادر مؤهلة، ويدعم المشاريع الصغيرة التي لها دور كبير في علاج مشكلة البطالة.

ولا أرى سبيلاً لتحقيق ذلك إلا من خلال تغير فكر المتبرعين أنفسهم، وحثهم على ضرورة التبرع للمؤسسات والجمعيات التنموية التى تستهدف توفير التدريب والتشغيل للفقراء وغير القادرين، وقصر تبرعاتهم المالية المباشرة على أولئك الذين تمنعهم ظروفهم السنية أو الصحية عن العمل.

الجمعيات الخيرية المجتمع الريفى الشئون الاجماعية