الجمعة 22 نوفمبر 2024 09:36 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

بدأت بـ"القلب ولا العين".. وانتهت إلى طلاق يشعل السوشيال ميديا

"نظرة فابتسامة ، ثم موعد فلقاء "..تلك المفاتيح المهمة التي يبحث عنها أي أثنين مقبلين على التعارف أو الارتباط ، ولكنهما سريعا ما يقعان في فخ الإعجاب السريع ثم الزواج الأسرع ، وبالتالي الطلاق نتيجة لا تنتظر خاصة إن كان الزواج في سن مبكر.

فأصبح الطلاق ظاهرة تستدعي التوقف والدراسة والعديد من الأسئلة عن أسبابها ، خاصة أن الطلاق يعتبر من أكثر المشاكل انتشارًا في وقتنا الحالي، فيشكّل خطرًا كبيرًا حيث إنه يؤدي إلي انهيار الأسرة وتشتت الأطفال بين الأم والأب، وقد أسفرت ظاهرة الطلاق عن زيادة العنوسة بين الشباب بسبب الخوفِ من الانفصال فيما بعد خاصة في السنوات الأولي من الزواج ، فلا يوجدُ الكثير من الأشخاص الذين يستطيعون تحمل المسؤولية، وخاصةً عند الزواجِ بعمر مبكّر.

"الميدان" حملت العديد من الأسئلة والمخاوف التي انتشرت بين الشباب على السوشال ميديا وبين الناس في الشارع إلى المتخصصين ، حيث أبدت د.أحلام حنفي "عضو المجلس القومي للمرأة" انزعاجها من مشكلة "الطلاق" قائلة: أصبحت أزمة الطلاق أمرًا مزعجًا للغاية وأكثر ما يحزنني في هذا الأمر هو الأطفال هؤلاء الملائكة حيث إنهم أول المضطربين نفسيًا وسلوكيًا وأخلاقيًا من طلاق الوالدين .

وقالت إن الزوجين هما المتسببان في حدوث شرارة الطلاق وليس كلاهما فإذا لم يجد كل منهما الراحة والسعادة مع الأخر فلماذا أقدما علي الزواج وإنجاب الأطفال فهل الطلاق أمرًا سهل إلي هذا الحد ؟! متسائلة :"ألم ينظر الزوجين إلي أبنائهم الأبرياء؟" وهم يتدمرون نفسيًا وسلوكيًا وأخلاقيًا بسبب خلافات أبيهم وأمهم أمام أعينهم ؟! ألم يفكر الزوجين ولو مرة واحدة بأن هذه الخلافات تنعكس علي نفسية الطفل وتجعله كارهًا للحياة ولديه رغبة في الانتقام من المجتمع الذي هوي به إلي هذا المصير الأليم فعندما يتزوج هذا الطفل سيفعل بزوجته مثل ما كان يفعل أباه في امه والطفلة أيضًا عندما تتزوج ستقف أمام زوجها وتتحداه كما كانت تفعل أمها مع أبيها وكأن السيناريو يتكرر من جديد وفي الحالتين سيكون الضحايا الجدد هم أطفال أبرياء وليس لهم ذنب سوي عدم وجود توافق بين أبيهم وأمهم.

وتابعت : من ثم فلابد أن يكون هناك فترة تعارف كافية قبل الزواج حتي يتعرف كل منهما علي طباع الآخر وعيوبه والوعي الكامل بالمسئولية المشتركة بينهما بعد الزواج من أجل تحقيق أسرة ناجحة.

وطالبت بضرورة أن يكون للأهل دور في امتصاص غضب الزوجين والوقوف علي الأسباب التي أدت إلي هذا الكم الهائل من المشاكل فإذا تحقق ذلك ستنتهي المشاكل وينشأ الطفل نشأة سوية دون عنف ومنازعات أما إذا تحيز كل طرف من الأهل لزويه علي حساب الطرف الأخر فهنا تزداد الأمور تعقيدًا وتتفاقم المشاكل لأقصي حد ومن هنا تحدث شرارة الطلاق.

ومن ثم فأنا أناشد بضرورة الوعي الكامل بالمسئولية قبل الزواج حرصًا علي استقرار حياة الأطفال براعم المستقبل فهم أمل الغد.

من جانبها أضافت د.سامية خضر"خبير علم الاجتماع": قديمًا كنا نقول (مين السبب في الحب القلب ولا العين) ولكننا الآن أصبحنا نقول مين السبب في الطلاق الزوج أم الزوجة؟!، فنحن الآن أصبح لدينا تمرد علي كل شيء وتمرد علي المجتمع وعدم وجود طاقة للصبر والتحمل ومواجهة الصعاب لكن الآن نحن في عصر التحدي أصبحت المرأة تري نفسها قوية بحكم أنها تعمل وعلي قدر من الثقافة فتولد لديها قلة تحمل وصبر والتضحية من أجل إسعاد أسرتها فأصبحت تتحدي زوجها والرجل يرفض التحدي ويحدث احتكاك بين الزوجين ومن هنا تحدث شرارة الطلاق ويرجع ذلك إلى عدم وجود ثقافة قبل الزواج كما في الدول الآخري فنحن مليئين بالقشور ولاننظر للأمور الأكثر أهمية كما أن الخلافات الزوجية لها آثار سلبية وخيمة علي نفسية الطفل حيث إنه عندما يري أبويه يتشاجران معا يتألم ويتولد لديه مشاعر العنف والكراهية مما يجعله انسان غير سويًّا

وأضافت د.سامية خضر، لـ"الميدان"، إن الحل من وجهة نظرها هو ضرورة حصول الازواج علي دورة تدريبية قبل الزواج لمعرفة لمعرفة أسس الزواج وفنيات التعامل وتحمل المسئولية الكاملة تجنبا لحدوث الاحتكاك الذي يؤدي إلي وقوع شرارة الطلاق في بعض الأحيان كما أن الإتجاه الشائع الآن هو الاتجاه العالمي نحو الاكتساب الخارجي للسمات الغربية غير المألوفة لدينا وتطبيقها في المجتمع البشري.

ومن ثم فنحن بحاجة لإعادة التوازن الأسري مرة أخري وضرورة توعية المرأة بأن نظرية ربط الرجل بكثرة الإنجاب نظرية خاطئة والحرص علي أهمية توافر التفاهم بين الزوجين تجنبا لحدوث شرارة الطلاق لحماية الأطفال واستقرار الأسرة.

 

كما أنه لابد من تدخل التضامن الاجتماعي لحل مشكلة الطلاق ومن ثم فأنا أناشد سيادة الرئيس بضرورة وجود أفلام ودراما تحيي الانسانية من جديد حتي نستمد منها القيم الانسانية العظيمة كما كان الحال في (ليالي الحلمية) من أجل إعادة بناء الانسان بالشكل الأمثل.

*شرارة الطلاق تدمر الحائط الأسري:

قالت"هدي" 41 سنة مطلقة: جوزي كان شغال في البورصة ولم فلوس من الجيران عشان يشغلها في البورصة معاه ولما أختلف مع واحد منهم قاله مالاكش عندي حاجة رغم أن في وصولات مكتوبة بالمبالغ اللي جوزي خدها من الراجل ده ومن هنا بدأت المشاكل بينا.

كنت بشوف كراهيته لأهلي في عينيه وكل تصرفاته مع أن أمي باعت دهبها عشان تساعده في سد ديونه اللي كانت حوالي (45ألف جنيه) وكان دايما بيمنعني من زيارة أهلي أو البيات عندهم ولما أدخلت عشان يرجع للناس فلوسهم بدأ يضربني ويشتمني ويمنع العلاج عني وانا مريضة سكر .

واستمر الحال ده لحد ما فاض بيا وقررت أرفع دعوي طلاق عليه وكسبتها وبعدها رفعت دعوي نفقه عشان اعرف اصرف علي العيال أنا عندي ولدين واحد رابعة ابتدائي وواحد سنة ابتدائي وكسبت الدعوي وبعدها بدأ جوزي "صبري" يكره العيال فيا لحد ما قالولي مش عايزين نعبش معاكي عايزين نعيش مع بابا قولتلهم روحوا ومن ساعتها وأنا عايشة في بيت أهلي.

*الحماة حمة :

وأضافت"مني" 35 سنة ،مطلقة: حماتي السبب في طلاقي طليقي كان دكتور أطفال وكنا بنحب بعض من أيام الجامعة ومن ساعة ما خطبني وحماتي مطلعه عينيه كان كل ما يجيبلي هدية أو يخرجني زي اي اتنين مخطوبين كانت تقولي ديه فلوس ابني وتعبه لحد ما أقنعت طلقيي"وائل" أنه ما يجيبليش هدايا ولا يخرجني وبعد مرور سنة كتبنا الكتاب وكان فاضل علي الفرح اسبوع واحد وكنا بنفر الشقة بتاعتنا وهي معانا لاقيتها بدأت تكسر التحف من الغيظ قدام عينيه وتقول مش قصدي ، اتعاملت معاها بحسن نية وقولت ديه زي أمي لحد ما في يوم سمعتها بتقوله دول طمعانين فيك عشان أنت دكتور وعايزين يخلصوا علي فلوسك وبس ساعتها من الصدمة اغمي عليا وفقدت الوعي ولما فوقت لاقيت نفسي في المستشفي جالي انهيار عصبي وقولتله طلقني مش هقدر أعيش معاك والحمد لله أننا لسه علي البر وما خلفناش أطفال وبالفعل حدد ميعاد مع والدي وأطلقنا وربنا انقذني من الست ديه فعلًا (الحماة حمة).

* الشك يدمرالحياة الأسرية:

وقالت "زينب" 28سنة ،مطلقة: جوزي الشك عاميه بيشك في كل حاجة ومن ساعة ما أتجوزنا وحياتنا دمار بسبب شكه فيا لو كلمت حد يبقي في بيني وبينه حاجة لو خرجت يبقي راحة أقابل حد من وراه لو طلبت منه فلوس للبيت بيبقي انا محوشة من الفلوس اللي ادهالي قبل كده وعايزة استنذفه وخلاص لدرجة أن ابني "أحمد " جاتلة حالة نفسية من كثرة مشكالي مع أبوه وأنا صابرة وساكتة عشان ابني يتربي بين أبوة وأمه لحد ما وصل الأمر إلي أنه شك أني بخونه مع أخوه من وراه ساعتها ماقدرتش أهين كرامتي أكتر من كده ورفعت عليه دعوي طلاق وقضت لي المحكمة بقبول الدعوة ودلوقتي عايشة حياتي لابني وبس.

 

 

 

ظاهرة الطلاق سلبيات الزواج في سن مبكر الحياة الأسرية حوادث الميدان