الجمعة 22 نوفمبر 2024 07:08 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

فن

«رسائل العشاق».. روشتة مولانا للعلاج بالحب

ومن لم تجد في قلبه روح المحبة، فصل عليه صلاة الميت قبل وفاته!

 

بهذه الطريقة.. يعالج مولانا جلال الدين الرومي، كل ما يلاقيه من أزمات، فالبحب يتغير كل ما هو سئ للعكس تمامًا، وتذوب المشكلات كالملح في البحر، عندما ترد الإساءة بالصفح والعفو والغفران.

 

في ظل السرعة المخيفة التي نعيشها هذه الأيام، لا سيما ونحن في القرن الـ21، حيث لم يعد هناك وقتًا للمشاعر المرهفة والحب الصادق، أطلق المسرح الكوميدي مسرحية جديدة بعنوان «رسائل العشاق»، والتي يقوم ببطولتها الفنان القدير مفيد عاشور، ونخبة مميزة من المواهب الشابة التي يدخرها المستقبل للمسرح المصري على وجه الخصوص، وفن التمثيل بشكل عام، لتكون مسكنًا لألم غياب العاطفة في عصرنا الراهن.

 

يبدأ العرض المسرحي ببعض التعبيرات الحركية الراقصة، ثم يطل مفيد عاشور، والذي يجسد دور مولانا جلال الدين الرومي، الذي بعث من جديد لعلاج أزمات العشاق بالوقت الحالي، حيث شدد على أن الرسائل السماوية جميعها تحض على الحب، وأن الرومانسية ليست عيبًا أو عارًا يجب إخفاؤه.

 

بعض من مشاهد المسرحية…

 

«المشهد الأول»..

 

مشهد لفتاة تقابل زميل لها في الجامعة، وتعجب به لدرجة أنها عشقته، ولكنها تخشى أن تصارحه، ويتحول الأمر بالنسبة لها إلى رحلة عذاب، حتى يظهر مولانا، ويطلب منها أن تخبره بما في قلبها، لأن الكتمان والحب لا يلتقيان.. وعندما تنفذ ما طلبه منها، تجد هذا الشاب يبادلها نفس الشعور، وتنتهي أزمتها فورًا، والتي كان من الممكن أن تستمر، لو ظلت على موقفها.

 

«المشهد الثاني»..

 

فتاة تتعرف على شاب، عن طريق الإنترنت، وعندما يطلب مقابلتها توافق بعد إصرار شديد منه، وعند اللقاء تكتشف نفوره منها، بسبب وزنها الزائد وأنها ليست كما تخيلها، الأمر الذي تسبب في جرح أنوثتها، ليظهر لها جلال الدين الرومي، ويخبرها بأن هذا الشخص لا يستحق دموعها، لأنه مزيف لا يهتم إلا بظواهر الأمور.

 

«المشهد الثالث»..

 

مجموعة من المراهقين، يتحدثون عن إهمال أحبائهم لهم، والذين يتحدثون معهم عبر الوسائل التكنولوجية الحديثة مثل تطبيق «واتساب»، وجاء هذا المشهد كوميديًا عبثيًا، حيث لم يفهم مولانا أغلب المصطلحات الشبابية التي يتكلم بها هؤلاء، إلا بعد شرح مستفيض منهم.. ليؤكد لهم أن الحب هو الحب سيظل كما هو، مهما تغير الزمن.. مطالبًا إياهم بتغيير نظراتهم للأمور، وأن القلوب ليست لعبة، ويجب أن يحسن إليها.

 

«المشهد الرابع»..

 

زوجة توقظ زوجها النائم، وتطلب منه أن يطلقها، ولكنه يطلب منها بحث الأمر في وقت لاحق، نظرًا لأنه مرهق، وعندما تلح عليه كثيرًا، يوافق بشرط أن تتركه يخلد إلى النوم مرة أخرى، وحينها تحزن المرأة، لأنها لم تكن تتوقع أن يوافق بهذه السهولة على طلبها، ثم يظهر سلطان العاشقين فيخبرهما أن كل البيوت تعاني من المشاكل والضغوطات، والحب هو ما يجعل تجاوز هذه الصعاب أسهل.

 

«المشهد الخامس»..

 

فتاة تسير مع حبيبها، الذي يرفض أن يستقل لها أي وسيلة مواصلات، بحجة عدم امتلاكه للمال، ليس هذا فحسب.. ولكنها أظهرت له عطشها الشديد، نظرًا لطول فترة السير، وطلبت منه أن تشرب أي شئ وترتاح قليلاً، غير أنه لم يقبل أيضًا، ليتحدث جلال الدين إلى هذا الشاب البخيل، ويخبره بأن الشح هو قاتل الحب، ولا يلتقي معه أبدًا، مستعرضًا سير بعض السابقين، الذين كانوا يضعون ثراوتهم كاملة تحت أقدام من يحبون.

 

«رسائل العشاق» هي كلمة جريئة نحتاجها الآن أكثر من أي وقت آخر، لتصحيح مسار الحياة بين الرجل والمرأة، وإعادة الحب للحياة مرة أخرى بعد أن تبخر بشكل محزن.

 

«رسائل العشاق» استعرض فيه الفنان مفيد عاشور، كل خبراته في فن المسرح، ليخرج من مستودع موهبته ما يليق بمسيرته الحافلة، كما أن المطرب علي الهلباوي، قد رسم بصوته لوحات فنية خلابة، تشعر جميع من يستمع له بسعادة استثنائية، غير أن هذا الفنان الشاب لم يحصل على حقه وسط أنصاف الموهوبين من مطربي اللاقيمة.

 

«رسائل العشاق» به كوكبة من النجوم الشباب، الذين يقدمون كل شئ، تمثيل واستعراضات، ومنهم زينب العبد، التي لفتت الأنظار إليها بشكل كبير، وريم المصري، ويارا المليجي، وكذلك آسر علي، وعبد الله صابر، وجورج أشرف.

رسائل العشاق مولانا جلال الدين الرومي مفيد عاشور مسرح ميامي