الجمعة 22 نوفمبر 2024 04:21 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

أزمة إلغاء تعيين منتقبة مديرة لقصر ثقافة تشتعل.. ردود أفعال غاضبة ترفض «عنصرية وزيرة الثقافة» وأخرى مؤيدة لـ«حماية الهوية»

منى القامح ووزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم
منى القامح ووزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم

 

مسابقة بين العاملين في قصر ثقافة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، نجحت فيها الفنانة التشكيلية منى القماح، والتي تخرجت في كلية فنون جميلة بتقدير امتياز، ووقع الاختيار عليها مديرة لقصر الثقافة، وفقًا للشروط المعلن عنها للمسابقة؛ حيث تقوم بنشاط كبير من خلال عملها في قصر الثقافة من خلال تعليم الرسم والفنون التشكيلية إلى جانب مؤهلاتها، وصدر قرارًا بتعيينها مديرة لقصر الثقافة قبل أن يهاجمها البعض؛ لا لمنطق أو لعدم أهليتها لشغول المنصب، ولكن لمجرد كونها منتقبة؛ فتصدر الوزيرة إيناس عبد الدايم قرارًا حمل رقم 358 لسنة 2019م بإلغاء تعيينها، وتعيين أسماء عبد القادر بديلًا لها، الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا في الساحة الثقافية ومواقع التواصل الاجتماعي بين غالبية رافضة للتمييز والعنصرية لحرمانها من حقها في التعيين وفقًا لمؤهلاتها وتفوقها، وبين أقلية تراها تحمل واجهة لأفكار لا تروق لهم؛ ويتضيع الحق بسبب عنصرية بغيضة تهدر مبادئ الدستور التي كفلت حرية الفكر والاعتقاد ومنعت التمييز والعنصرية.

 

الدكتور محمود عسران الأستاذ بكلية الأداب جامعة دمنهور ورئيس نادى الأدب المركزي السابق بالبحيرة والمقيم بمدينة كفر الدوار، أفاد في تصريح له، بأن الفنانة التشكيلية منى القماح تقدمت مع زملائها لمسابقة تم الإعلان عنها من وزارة الثقافة، للتعيين كمديرة لقصر ثقافة كفر الدوار خلفًا للمدير السابق أشرف المشرحاني، الذي تمت ترقيته كوكيل لوزارة الثقافة بشمال سيناء، ونظم المسابقة إقليم وسط وغرب الدلتا برئاسة الدكتور أحمد درويش، وشارك في المسابقة عدد من العاملين، ووقع الاختيار عليها وفقًا للشروط المعلن عنها للمسابقة من خلال الموافقات الأمنية ومؤهللاتها ومجهوداتها داخل قصر الثقافة، ولم تحدث منها أية تجاوزات أو يقدم ضدها أية شكاوى خلال فترة عملها ، فهي تجيد التعامل مع جميع الفئات والأعمار ولم يكن النقاب حائلًا على الإطلاق في تعاملها، ولم تفرض فكرها إذا كانت تحمل فكرًا من خلال مظهرها كمنتقبة على مسار العمل، وهل لو كان شخص ملتحي، ومجتهد نستبعده؟ أو سيدة متبرجة وشغلت ذات المنصب لماذا لم يتكلم أحد؟!

 

رد رسمي

 

ومن جهته قال أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، إن قرار تسيير الأعمال لا يترتب عليه أي حقوق تعيين، لافتًا إلى أن منى القماح كلفت بقرار مديرة لقصر ثقافة كفر الدوار لتسيير الأعمال فقط بعد خلو المنصب.

 

وأشار عواض، خلال مداخلته الهاتفية ببرنامج "الحكاية" الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب عبر فضائية "إم بي سي مصر"، إلى أن القانون لا يمنع تولية منتقبة لأي منصب، وأنه سيتم تشكيل لجنة لاختيار رئيس هيئة قصور الثقافة بكفر الدوار، وستبدأ أعمالها خلال 48 ساعة لتعيين رئيس فرع الهيئة، قائلًا،:" لا مانع لوجود منتقبة في منصب مدير قصر الثقافة، ولكن عندما تحدث أزمة لابد أن نتدخل لتصحيح الوضع، القانون لا يمنع والأمر متروك للجان التعيين، ونختار الأنسب في التعامل مع الناس، وتتوافر فيه شروط التواصل مع الناس".

 

وأفاد رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، بأنه هناك معايير كثيرة للاختيار تقررها اللجنة المشكلة لهذا الغرض، وهذه المعايير تشمل الكفاءة والأفضلية في التعامل مع المواطنين.

 

افتعال الأزمة

 

أزمة تعيين وإلغاء تعيين منى القماح، أثيرت بعد انتقاد محمود دوير أمين تنظيم حزب التجمع بالبحيرة، لقرار تعيينها، قائلًا،:"احنا صوتنا اتنبح صراخ عن استعادة مكانة مصر الثقافية من خلال عودة الثقافة الجماهيرية بالمعنى والدلالة، ولقينا العباقرة قيادات الثقافة في إقليم غرب الدلتا يقررون تعيين سيدة منتقبة مديرا لقصر ثقافة كفر الدوار".

 

وأردف دوير، خلال منشور له عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"،:" منى القماح، صارت مسئولة عن حزء من وعي وثقافة المواطنين في مدينة بأهمية كفر الدوار، وأنها ستدير الثقافة، أي مسرح وفن تشكيلي وموسيقى وأدب، وستكون مسئولة عن وعى الأطفال، وعي البلد دي مش مستحمل، والثقافة هي خط الدفاع الأول عن هويتنا اللي أكيد النقاب مش جزء منها ولا هيكون، أكيد من حقها ترتدي ما تشاء ومن واجبنا يكون عندنا حد أدنى من الفرز والتمييز".

 

وبعد صدور قرار وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم، بإلغاء قرار تعيين منى القماح مديرة لقصر ثقافة كفر الدوار وتعيين أسماء عبد القادر بديلًا لها، وجه أمين تنظيم حزب التجمع بالبحيرة، الشكر للوزيرة ورئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، قائلًا،: أتمنى أن تتم مراعاة تلك المعايير في اختيار القيادات الثقافية مستقبلا، فأنا لا أعرف السيدة المحترمة على الإطلاق، ولكننى أدافع فقط عن مبدأ مقتنع به تمامًا ورغم ما تحملته من تعليقات غير لائقة فإننى أقدر مشاعرهم وهم يدافعون عن صديقة أو قريبة لهم.

 

آراء معارضة ومؤيدة

 

الإعلامي عمرو أديب أجرى استطلاعًا للرأي عبر صفحة برنامجه "الحكاية" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، حمل سؤال "هل توافق على تعيين منتقبة لقصر ثقافة؟"، وشارك فيه 16 ألف مواطن وجاء رأي 66 % من المشاركين في الاستطلاع بالموافقة بينما أجاب بلا  34% من المشاركين.

 

فريدة الشوباشي، قالت،: "إن تعيين المنتقبة هو تعسف في استعمال الحق فحقها أن تخبئ وجهها ولكن أين حقي أنا في أن أراها؛ لأنها ترانا ولا نراها ولنا حق أن نراها كما ترانا وهذا ضد الشريعة الإسلامية، والنقاب ليس له أي مبرر، وفي الحرم المكي لا توجد سيدة منتقبة، وجامعة السربون أشادت بالشريعة الإسلامية وأنها التي استحدثت مبدأ عدم التعسف في استعمال الحق، وأطالب بمنع النقاب مطلقًا".

 

المحامي محمد حمودة، قال،: " إن القانون لا يمنع تعيين منتقبة مديرة لقصر ثقافة، وإذا نقلت من منصبها إلى مكان آخر فالنقل ليس عقوبة وإنما هو قرار إداري سليم قانونًا، كان الأولى الانتظار لمعرفة تصرفاتها فإذا استخدمت توجهاتها وأفكارها الشخصية لنشرها داخل قصر الثقافة عندها يكون هناك رد فعل".

 

وأردف المحامي،: "في العموم المنتقبة تصلح كمديرة لقصر الثقافة فقانونًا تصلح وفكريًا تصلح؛ شريطة ألا تغير منهج وزارة الثقافة، ومن الظلم إهانتها بإلغاء قرار تعيينها بهذا الشكل".

 

وقالت ندى أحمد، في تعليق لها على قناة برنامج "الحكاية" بموقع "يوتيوب"،: "الوزيرة عنصرية لما تلغى قرار اختيار منتقبة للمنصب ده وهيا أصلا وصلت له عن طريق مسابقة فازت بها على جميع من تقدم للمنصب يبقى هيا الأفضل لتطوير المكان مالكم بقى ومال ملابسها ؟ دي عنصرية وفكر طائفي بغيض".

 

وقال أحد رواد موقع "فيس بوك"، معلقًا على منشور محمود دوير:"بوست عنصري، سؤال هل لو هي متبرجة كنا حنفكر كدة برضه وحنقول الأطفال حيروحوا يسألوا أمهاتهم هما ليه مش محجبين، وبعدين أستاذة مني مثل يحتذي به في الثقافة ورقي الفكر والأدب والذوق".

 

أما فادي ا، فعلق على قناة برنامج "الحكاية" على "يوتيوب" قائلًا،: "أنا مسيحى وأصلا ضد النقاب على الأقل من الناحية الأمنية أو تكون مدرسة أو موظفة مع جمهور ومنتقبة؛ لكن طالما النقاب قانوني، إذن كل الهيصة دى تدخل فى اطار العنصرية و لو دي دولة قانون فاللى حصل ده جريمة كراهية !! ده اللى أنا أعرفه لأن مش عايش فى مصر الحمد لله، فالبلد دى ماشية بالعنصرية الشعبية، الشعب عايز ايه؟؟؟ المثقفين عايزين ايه ؟؟؟ دى جريمة يا خوانا !!! جريمة كراهية لو حد بيفهم حقوق إنسان".

 

وعبر آخر عن غضبه قائلًا،: "أنا كأحد افراد كفر الدوار أتمني استمرارها في المنصب ليستفيد أولادنا ويكفي أن أقول أن أبنائي أحبوا قصر الثقافة بسبب الاستاذه منى، الخلاصه هي حرب على النقاب ولا يسمح لأى أحد يرتدي النقاب باعتلاء مناصب في الدولة بس مش راضيين يقولوها صريحة".

 

وما بين معارض لقرار إلغاء تعيين الفنانة منى القماح ومؤيد له، نحتاج إلى أن نعلي مبادئ القانون والدستور بأن يكون الجميع أمام القانون سواسية والأفضلية تكون لصاحب الكفاءة والموهبة والقدرة على التطوير وخدمة الدولة في توجهاتها التنموية.

 

وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم منى القماح تعيين منتقبة مديرة مديرة قصر ثقافة عنصرية كراهية