دفع حياته دفاع عن جيرانه ودموع الأب لان تجف لا بعداعدام الجناه
شهيد للشهامة بعزبة النخل والجيران يتوشحون بالاسود حزن عليه
- عماد حسانين
أختار طريق الصعاب تخلى عن أحلامه كباقى أصدقائه فى تكلمة الدراسة واللتحاق بكلية الهندسة التى كان يحلم بها من الصغر، ارتدى ثوب الرجال منذ طفولته، تخلى عن دراسته وتحمل مساعدة أسرته محدودة الدخل على صعوبات الحياة القاسية، حيث توقف قطار تعليمه عند محطة الإعدادية، سنوات عديدة قضاها في كنف والده يكد ويعمل لمساعدة أسرته، وهو ما جعله يحظى باحترام وحب جميع الأهالى في المنطقة، الكل يشهد باخلاقه وشهامته له الكثير من مواقف الرجولة و«الجدعنة» في نصرة الضعفاء والمظلومين ومساعدة الآخرين .
ولم يتوقع أحد ستكون نهاية الشاب الخلوق على يدى بلطجى وكل ذنبه أنه تدخل للدفاع عن جاره بعد مقتله على أيدى مجموعة من البلطجية، بعد ما تلقى طعنة نافذة من أحدهم أودت بحياته في الحال، ليخيم الحزن على منطقة عزبة النخل حزنًا على الشاب القتيل.
أخذ أحد الجيران" م . ا" يروى لمحرر "الميدان" تفاصيل جريمة قتل الشاب سمير على يد مجموعة من البلطجية"كان سندى لوالده ووالدته في الدنيا ومات شهيدًا دفاعًا عن الحق، مضيفا كان شاب ملتزم ومش بتاع مشاكل ، كله خير بيحب مساعدة الآخرين منذ الصغر، ترك الدراسة ونزل مع والده إلى سوق العمل فأصبح من أشطر أسطوات تركيب الستائر
من جانب أخر قال والد الضحية، فى الثامنة مساء يوم الأحد الماضى، كانت الأمور تسير طبيعة في المنطقة، وكنت حينها أجلس في الشارع كعادتى يوم الإجازة، حتى قطع ذلك الصمت الذى يخيم على الأرجاء صوت مشادة كلامية بين «حمو»، جارنا والذى يفترش الأرض ليبيع عليها بعض الأشياء، وشاب آخر يقود دراجة نارية، وذلك بسبب طلب الأول من الثانى أن يفسح المجال للمارة، لمنع إغلاق الطريق، وهو ما أغضب الثاني».
ويواصل الأب المكلوم: «ظل الشاب يردد كلمات عنف وبلطجة قائلا: إنت مش عارف أنا مين، أنا هرجع تانى وأعرفك»، كلمات كنا نظن أنها على سبيل التهديد فقط، لا أكثر من ذلك، ولم يمر سوى وقت قصير وسمعنا صوت دوى إطلاق نار بشكل كثيف في الشارع».
وتابع والد الضحية: «فور سماع الطلقات ظننت أنا وزوجتى أن هناك بعض الشباب يطلق «ألعابا نارية» في الشارع، ولم أتخيل أنها صوت طلقات حية بالفعل، حتى سمعت صوت صراخ أسفل العقار، فنزلت مسرعًا نحو الشارع، وفور نزولى أخبرنى أحد الشباب، أن الشاب الذى توعد «حمو» بالعودة للانتقام قد رجع ومعه عدد من البلطجية بحوزتهم أسلحة نارية وبيضاء، وكأنهم في حرب، وأن «سمير»، أصيب في رأسه أثناء تدخله لفض مشاجرة والدفاع عن «حمو»، ونجلى كان يريد أن يمنع مجزرة، فأمسك بأحدهم قائلًا: «كده غلط ومش هينفع، وحينها قاموا بالهجوم عليه ليسدد له أحد الجناة طعنة نافذة في الصدر».
وأضاف: «سمير راح ضحية الشهامة ومكنش يستاهل يموت كده، وهو ما جعل شباب المنطقة يطلقون هاشتاج «شهيد الشهامة»، عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، تضامنًا مع المجنى عليه، لن يريح قلبى سوى إعدام الجناة، مشيرًا إلى أن الجناة من منطقة الخصوص، ولا توجد مع القتيل أى خصومة، وبعد السؤال عنهم اتضح أنهم عائلة مشهورة بالبلطجة والعنف .
وعلى الفور حضر المقدم كريم البحيرى، رئيس مباحث قسم شرطة المطرية، إلى مسرح الجريمة، وبصحبته كل من الرائد محمود الحسينى، والرائد معتز الصاوى، معاونى مباحث القسم والقوة المرافقة لهم، والذى وعد فور وصوله بسرعة القبض على الجناة، وبالفعل تمكن خلال ٤٨ ساعة من القبض على مرتكبى الواقعة، وبحوزتهم بندقية خرطوش، والسلاح المستخدم في الجريمة».