في كتاب "مصر في عيون الإعلام الغربي"
كاتب أزهري يكشف التعامل الغربي مع الأحداث المصرية
- عبد اللطيف أحمدكشف الدكتور محمد سيد ورداني، عضو هيئة التدريس بكلية الإعلام جامعة الأزهر، في كتابه الذي أصدره بعنوان: "مصر في عيون الإعلام الغربي" والذي يُقدمه بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ ٥١ لعام ٢٠٢، أن ما شهده العالم العربي في الفترة الأخيرة من تطورات نوعية داخليًا وخارجيًا عقب الثورات التي اندلعت في عدد من الدول العربية، لم تكن بعيدة عن اهتمامات الإعلام الغربي، والذي يولي اهتماما خاصا بالدول العربية.
وأوضح "الورداني" أن هذه الأحداث في الوطن العربي ألقت بظلالها على الخريطة السياسية للمنطقة بأكملها سواء في تعامل الدول العربية مع بعضها، أم تعاملها مع غيرها من الدول، ولذلك فإن الأحداث المتلاحقة في المنطقة العربية ومنها مصر لم تكن محل اهتمام وسائل الإعلام المحلية فحسب، وإنما كان لها صدى كبيرًا في وسائل الإعلام الغربية التي تناولت هذه الأحداث بكل تفاصيلها.
ولفت "ورداني" إلى أن مصر دولة محورية لها قيمتها، ووزنها في المنطقة العربية، والشرق الأوسط؛ لذا كان من الطبيعي أن تولى وسائل الإعلام الغربية اهتمامًا بالغًا بشئونها، وما يدور بها من أحداث منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن، ولذلك فإن الأحداث المتوالية على الصعيد المصري خلال السنوات الماضية –خاصة تلك الفترة التي تناولها الكاتب بالبحث والتحليل-، وضعت مصر في بوصلة الاهتمام السياسي على المستوى الدولي؛ لأن الأوضاع في مصر تنعكس على غيرها من دول الجوار العربي، أو حتى الدول غير المجاورة.
وأوضح الكاتب، أن أحداث مصر المتغيرة جعلتها في بؤرة الاهتمام الإعلامي الدولي وخاصةً الغربي منه، ليتحول هذا الاهتمام إلى تغطية إخبارية شبه يومية لما يدور في مصر من جانب الكثير من الوسائل المقروءة والمذاعة والمرئية في الغرب، وفي إطار هذا الاهتمام الإعلامي وجّه الإعلام الغربي أدواته الإعلامية نحو مصر وأحداثها السياسية التي برزت خلال السنوات الأخيرة، وبالتحديد عقب ما وقع بها من ثورات.
وأشار إلى أنه بناء على هذا الطرح فإن الكاتب يستعرض في هذا الكتاب من خلال قراءة تحليلية دقيقة في التغطية الخبرية للصحف الإلكترونية الغربية للأحداث السياسية المصرية، كيف عالجت تلك الصحف التطورات السياسية في مصر، لتقديم المعلومات المرتبطة بهذه الأحداث للرأي العام العالمي والغربي بل والعربي، خاصة ما يتعلق بتغطيات الصحف الأمريكية، والبريطانية، والفرنسية، ومدى وجود علاقة بين تناولها للأحداث السياسية في مصر وبين مواقف الدول التي تصدر منها تلك الصحف بالنسبة للوضع السياسي المصري.
كما يكشف الكاتب في مباحث هذا الكتاب عن مدى اعتماد الصحف الغربية على مصادر معينة، في سبيل تبنِّيها لوجهة نظر تتفق مع توجهاتها وسياساتها التحريرية تجاه قضية من القضايا السياسية، التي يدور حول جنباتها سياق الكتاب، وبالتالي الخروج بنتائج وأرقام حاولت أن تحسم – نسبيًا- الخلاف حول درجة موضوعية وتحيز هذه الصحف في ممارساتها الإعلامية، ليضع أمام القارئ رؤية توعوية يمكن أن يستعين بها عند تكوينه لوجهة نظر، أو فكرة معينة تجاه هذه القضايا حال تعامله أو حصوله على معلوماته من هذه الصحف.