الجمعة 22 نوفمبر 2024 08:10 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

أنت وحدك تعلم هل كان يستحق الأمر أن تكسر الإشارة

 

دعنا نقوم بلعبة معا ولكن يجب ألا يتخطى الأمر خمس ثوان

سأطرح السؤال وأنتظر الإجابة بلا تفكير:

ماذا ستفعل عندما تكون إشارة المرور حمراء؟ هل ستعبر أم ستقف؟

أنا لا أستطيع الإجابة عن هذا السؤال وأعتقد الكثيرين مثلي كذلك.هذه التداخلات التي تحدث في عقولنا عندما تتغير ألوان الإشارة وكأنها متاهات لاتنتهي؛ وقد بدأت المتاهة معي منذ الصغرعندما بدأت دراستها في الصف الأول الابتدائي على هيئة أعمدة التوصيل؛ كنت دائما أحتاج أن أتأكد هل اللون الأحمر وقوف أم عبور؟ للمشاة أم للركوب؟

ثم تطور بي الأمر في الوقت الذي أمشي في الشارع أحاول أن أتذكر الإشارات جاهدة حتى ألتزم بها

عندما تغير الأمر وتعلمت القيادة؛ كانت هذه المرة الأولى التي لا أحتاج فيها إلى كتيب إرشادات لحفظ هذه الإشارة

فقد فهمت الأمر من زاويتيه؛ المترجل على قدميه والسائق

عندما أسير أتمني أن يتلون الأخضر وفي وقت القيادة أنتظر الأحمر بفارغ الصبر

اكتشفت أنه لكي تتفهم الأمر لابد أن تقف في المنتصف مثلما يفعل رجل المرور؛ يجب أن تجرب كلا الأمرين أن تقود وتسير

تخيل أن الحياة كلها إشارة المرور...تضاء بالأنوار الثلاثة

كم مرة عبرت وكان الضوء أحمرا بينما أنت تسير؟

كم من مرة كان يجب عليك الانتظار في الضوء الأصفر ولكنك عبرت؟

وكم مرة كانت الإشارة صفراء وكان لزاما عليك أن تعبر؟

أن تتبع الإشارات..أو تكسرها...تسير وتقف....تنتظر وربما تجعل أحدهم ينتظر

فكما للمرور قواعد؛ كذلك للحياة أيضا...تختلف من شخص لآخر أو بالأدق من قلب لآخر...واستفت قلبك ولو أفتوك ولكن يجب أن تكون لك إشاراتك الخاصة فليس كل قلب كأخيه والطريق دائما بعابريه

كل ماعليك أن توجه قلبك إلى الله تدعوه أن تظهر لك الإشارات في وقتها...أن يرزقك الحكمة لتدرك العلامات لهذا الطريق الطويل وتلك الرحلة الشاقة وهي الحياة

أن تدعو الله أن يهدينا إلى طريقه ويرزقنا بمحبته ومحبة من يحبه أن يهدينا صراطه "واهدنا الصراط المستقيم"

ويهدي قلوبنا للأمان وأرواحنا إلى السكينة والاطمئنان وعقولنا للفهم؛ فهم العلامات والإشارات ومتى يجب أن نكسر التكهنات

استغرق الأمر مني سنوات كي أفهم الإشارات؛ سواء كانت مرور أو حياة...كان الدعاء دائما هو طوق النجاة

والأمر دائما لك سواء في بدايته أو نهايته لا أحد سيساعدك على فهم الإشارات؛ فهي خاصة بك وحدك... أنت فقط

الإشارة جزأ من تفاصيل حياتك تدل عليك تلمس روحك بضوأها وكأنها بصمة لايشغلها سوى نور روحك وقدرة عقلك على الفهم لايضيئها غير بصيرتك

أنت وحدك تعلم هل كان يستحق الأمر أن تكسر الإشارة وتكتب عليك غرامة؟ أنت وحدك هنا وأنت وحدك سوف تكون هناك تعلم مايستحق وماليس بأهل لذلك

والآن حان الوقت لتخبرني ماهو لون إشارتك الآن وماذا ستفعل معها؟

 

د.تقي عبد المقصود

د.تقى عبدالمقصود مقالات إشارة المرور حمراء