تجديد الخطاب الديني.. حلم الرئيس على عتبة «الأزهر»
أحمد واضحالخرباوي: "الأزهر" يرفض فكر التجديد ويرى نفسه في معركة لصالح الإسلام.
- أدعو لضم الدكتور أسامة الأزهري لكبار العلماء ويرشح لتولي مشيخة الأزهر.
- هشام النجار: 3 قواعد تحل الأزمة والمجتمع مسئول مع المؤسسات الدينية.
خالد منتصر: شيخ الأزهر ليس مقدسًا والكهنوت آخر مسمار في نعش الدولة المدنية
إسلام بحيري: الأزهر ومناهجه سبب في خراب مصر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شيخ الأزهر: التجديد قانون قرآني خالص.. وإنشاء مركز الأزهر للتراث والتجديد.
عباس شومان: تم تطوير كتب التراث والطيب أعاد ريادة الأزهر للعالمية.
متحدث جامعة الأزهر: لا صحة لوجود خلاف بين الأزهر والرئاسة ونتلقى كامل الدعم من السيسي.
- نحتاج إلى تجديد الخطاب الإعلامي والثقافي والفني لإنجاح تجديد الخطاب الديني.
- هناك آلاف المخطوطات البكر تحتاج من يحققها وتكشف العديد من القضايا والمسائل التي يتم تفسيرها خطأً الآن
- الجماعات المتطرفة ليست حجة على الدين والمشكلة تكمن في فهم كتب التراث وليست في نصوصها.
- والداخلية تبرئ الأزهر ومناهجه من تنشئة الإرهاب
"الإرهاب" شبح لاح في أفق العالم والدولة المصرية بين الفينة والأخرى، فيما اكتفت الحكومات المتعاقبة بالاعتماد على الملف الأمني للمواجهة، فتغلغلت أفكار التطرف بين الأجيال، واستمرت في النمو حتى خُلقت أجيال جديدة من المتطرفين حملت أسلحة العلم، والتطور، وجمعت بين سطوة المال، ودعم الدول الحاقدة على مصر فباتت تشكل الخطر الأكبر الذي يهدد سلامة المجتمع المصري بالأساس.
ملف الإرهاب، وخاصة فيما ظهر بعد ثورة الثلاثين من يونيو عام 2013، دفع العديد من أصحاب الفكر، والمثقفين؛ للمطالبة بالتصدي الفكري للتطرف، وهو منبع الإرهاب الذي إذا ما تم القضاء عليه وتجفيفه؛ لم نجد أية أعمال إرهابية أو أعمال عنف وتخريب بالمجتمع، هذه الدعوات تبنتها أكبر رأس بالدولة، فدعا الرئيس عبد الفتاح السيسي الأزهر، والمؤسسات الدينية إلى تجديد الخطاب الديني وتنقيح كتب التراث التي يستنتج من ظاهرها بذور فكر التطرف، والإرهاب، وهو الأمر الذي يظلم المجتمع بتبني أشخاص من محدودي الفكر لهذه النصوص الظاهرية في القتل، والتخريب، ويعد أيضًا ظلم لكتب التراث فالفهم الخاطئ للنص لا يحمل وزره التراث وإنما من فهمه خطأً ولم يبحث عن الفهم الصحيح.
الدستور حمل رأس الدولة مسئولية دعوة المؤسسة الدينية الأم في مصر، وهي الأزهر الشريف؛ لتجديد الخطاب الديني لمواجهة الفكر المتطرف، والإرهاب، وعلاج الأفكار الشاذة لدى المتشددين في الدين؛ فتمت الدعوة إلا أنه لم تطف على السطح أية بوادر تشير باتجاه المؤسسات الدينية إلى تفعيل هذه الدعوة وفق ما يرى دعاة التجديد والثقافة والفكر الداعمين لدعوة الرئيس، وهو ما يعتبره البعض خلافًا بين الأزهر ومؤسسات الدولة وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية.
وفي ظل اتجاه الأزهر للإعلان عن خطته لتجديد كتب التراث، والخطاب الديني، ظهرت موجات من الهجوم الإعلامي بوسائله المختلفة على المؤسسة الدينية الأم في مصر، فيما بدا رجالات الأزهر يلتزمون الصمت ويدينون هذا الهجوم بشكل متواري حيث أكد محللون أن الأزهر ألقى باللوم على مؤسسة الرئاسة لكونها السبب في اعتماد الإعلام لهذه الحملة الهجومية والنقدية لعلماء الوسطية.
وتحت وطأة موجة الهجوم على الأزهر، ظهر على السطح كتاب وباحثين وصفوا بالتنويريين حاولوا إبداء آرائهم النقدية في كتب التراث، مثل إسلام بحيري، وسيد القمني، وخالد الجندي، وسعد الهلالي، بيد أن الأزهر انتفض مكشرًا عن أنيابه وشن هجومًا قويًا على القناة الفضائية التي فتحت المجال للباحث إسلام بحيري لإبداء آراءه النقدية، والهجومية في ذات الوقت حول كتب التراث، وطالب الأزهر يوقف برنامج إسلام بحيري، وأقام دعوى قضائية ضد الباحث نتج عنها حبسه لمدة عام في اتهامه بازدراء الأديان قبل أن يخرج في عفو رئاسي قبيل انتهاء عقوبته.
مع بطء إجراءات الأزهر في الكشف عن خطته لتجديد الخطاب الديني حاول وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أن يجد لنفسه موقعًا من الإعراب فتبني عدة دعوات لتجديد الخطاب الديني، وعقد مؤتمرات بهذا الصدد فيما كان موقف الأزهر جامدًا من هذه الدعوات بل شن كبار مشايخ الأزهر هجومًا عنيفًا على الوزير الذي كان يعمل مستشارًا فنيًا للدكتور أحمد الطيب نفسه بالمشيخة قبل أن يكلف بحمل الحقيبة الوزارية المسئولة عن الدعوة في مصر، فقامت ثورة كبار العلماء بعد اعتماد الوزير للخطبة المكتوبة أدت في النهاية إلى تراجعه عنها والتزام الصمت بعد هذه المعركة التي بدا فيها الأزهر قويًا في التأثير على المؤسسات الحكومية وإن كانت تسعى إلى ضبط الخطاب الديني بالمساجد.
خلاف آخر لاح في أفق الصدام بين الأزهر والرئاسة عندما طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي رأس الأزهر بضرورة التصدي لقضية الطلاق الشفوي، وأطلق مقولته الشهيرة التي كشفت أن هناك نارًا تحت الرماد قائلًا: "تعبتني يا فضيلة الإمام ؟!!"، وخرج كبار العلماء بالأزهر معلنين بالإجماع عن وقوع الطلاق الشفوي حتى دون توثيق، وهو ما دفع وسائل إعلامية مختلفة للهجوم على المشيخة من جديد.
"الميدان" طرحت قضية تجديد كتب التراث والخطاب الديني، على مسئولين بالأزهر، وباحثين إسلاميين للوصول إلى سر تأخر تحقيق هذا الحلم وخارطة طريق لتنفيذه على أرض الواقع في هذا التحقيق..
الطيب ومنهجية الافتراء
فضيلة الدكتور الإمام أحمد الطيب شيخ الأزهرالشريف، دائمًا ما ينتقد ما وصفه بالحملة الممنهجة ضد الأزهر، قائلًا:"هناك فريقين يقفان وراء هذه الحملة الممنهجة التي تشنها وسائل الإعلام ضد الأزهر، بهدف ترسيخ الكذب في عقول الناس ليصدقوهم، فالطائفتان اللتان تقفان خلف هذه الحملة الممنهجة من بعض الإعلام على الأزهر الشريف، طائفةٌ تعلم أن هذا الكلام الذي يروِّجونه في برامجهم ليس حقيقيًّا ولا أصل له، وإنما هو فرصة في هذه الظروف لجذب المشاهد ولكثرة الإعلانات، وهذا يعني أن المعيار الذي يحكمهم هو المصلحة المادية التي تهدف إلى الكسب ولا تنظر بحال إلى مصلحة الناس، فهي مصلحة غير معتبرة".
"أما الطائفة الثانية من المهاجمين للأزهر في بعض وسائل الإعلام؛ فهي طائفة ممولة ممنهجة تتصيد وتفتعل الصراعات بين الثوابت الفكرية والعقائدية للمجتمعات مع الحضارة المادية الجديدة؛ لتنفذ مخططات مدروسة لهدم كل ما هو أصيل في هذه الأمة، وفي المقدمة مؤسسة الأزهر الشريف؛ لأن دعاة هذه الفتن يؤمنون بمفاهيم حضارية متسلطة لا تطيق أن يكون بجوارها في العالم حضارة أخرى مختلفة عنها، على الرغم من أن هناك حضارات كانت تتعايش ويستفيد أهلها بعضهم من بعض".
وقال الأمام الأكبر، إن قانون التجـدُّد أو التجديد، هو قانون قرآني خالص، توقَّف عنده طويلًا كبارُ أئمةِ التراث الإسلامي وبخاصة في تراثنا المعقول، واكتشفوا ضرورته لتطور السياسة والاجتماع، لافتًا إلى أن الأزهر الشريف قرر إنشاء مركز دائم باسم "مركز الأزهر للتراث والتجديد"، يضم علماء المسلمين من داخل مصر وخارجها، للإسهام فى عملية التجديد الدينى، من خلال أطر مفاهيم التجديد، وآلياته، وتفكيك المفاهيم المغلوطة، وقضايا المرأة والأسرة، ودور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي، وشروط التجديد ودواعيه وضوابطه، والأحكام الشرعية بين الثابت والمتغير، والمؤسسات المعنية ودورها في التجديد، وتفكيك المفاهيم المغلوطة المتعلقة بالجهاد والقتال في الخطاب الدعوي عبر الفضاء الإلكتروني، وتفنيد الأفكار الداعشية الإرهابية المتطرفة، وواجب الدولة نحو حماية أخلاقيات المجتمع من مخاطر وسائل التواصل والمواقع الضارة، والحديث عن السياحة والآثار (كملكية الدولة للآثار- وحماية السائحين والآثار).
ولفت شيخ الأزهر، في حديث أسبوعي عبر الفضائية المصرية، إلى أن هناك تزييفًا للوعي يحدث كل ليلة، ذلك لأن المشاهد حين يسمع دائمًا وفي أكثر من برنامج أن الأزهر مناهجه إرهابية، وأنه هو الذي يخرج الإرهابيين، فهذا الأمر يشد الناس، وربما كان طُعمًا يبتلعه البسطاء ضحايا هذا التزييف، ولكن هكذا صناعة الإعلانات تبحث كلها عن المال، ولو بالمواد والإعلانات التي تضر بتربية بالفرد والمجتمع، مجموعة قليلة تفهم جيدًا أن هذا الكلام ليس حقيقيًّا، لكن هو مصيدة للثراء على حساب المشاهد البسيط الفقير، وهذا إن جاز في الحضارة الغربية التي تحكمها الجوانب المادية البحتة، لا يجوز في الشرق؛ لأن الحضارة الشرقية يحكمها الخلق والدين - بحد قوله - .
صراع تحت الرماد
الدكتور ثروت الخرباوي، المفكر الإسلامي، أكد في تصريح خاص لـ"الميدان"، أن الأزهر لا يؤمن بفكر التجديد الديني، قائلًا:" الذين يناط بهم تنقيح كتب التراث لا يؤمنون بفكرة التنقيح حيث تعلموا وعاشوا عليها، ولا يستطيعون تعديلها أو إعداد دراسات نقدية لها، وتحديد الكتب التي يتم تدريسها وبيان المتشدد والمعتدل منها".
وأضاف الخرباوي،: "للأسف الكتب المنتشرة والتي يتم تدريسها هي المتشددة، وهناك مقاومة من الأزهر لفكرة تجديد الخطاب الديني لأنهم غير مستوعبين لها ويظنون أنهم في معركة لمصلحة الإسلام، ورغم أن شيخ الأزهر رجل مستنير وله كتابات جيدة وحاصل على الدكتوراه في الفلسفة الاسلامية ولديه قدرة على إعمال العقل إلا أن المشكلة في مجموعة علماء داخل الأزهر لهم موقف من النظام الحالي ولذلك يرفضون أي رؤية متعلقة بالتجديد ".
وأردف المفكر الإسلامي،:" هناك علماء بالأزهر ومفكرين تنويريين، يرون المعركة سياسية، وليست دينية وبدا الصراع وكأنه خناقة وليس نقد علمي حيث لا يمتلكون أدوات النقد الفكري، والمواجهة، والباحث إسلام بحيري لديه أدوات النقد ولكنه عصبي ويستخدم أساليب غليظة لا تسمح لأحد باستقبال ما يقوله، وعلى الجانب الآخر لو تغيرت خريطة العلماء المحيطين بشيخ الأزهر فستنجح جهود تجديد الخطاب الديني".
وأردف الخرباوي،:" شخصية الدكتور أحمد الطيب الإدارية ضعيفة رغم كونه قوي دينيًا، وإذا ما تم تعديل قانون 24 لسنة 2012 والذي ينص على أن تختار هيئة كبار العلماء شيخ الأزهر وتختار من يكون عضوًا بها ، بأن يصبح هناك سيولة في ضم علماء من الشباب إلى الهيئة مثل الدكتور أسامة الأزهري المستشار الديني للرئيس السيسي على أن يتم ترشيحه لتولي مشيخة الأزهر فإنه سيحدث حالة من الثراء الديني وتجديد كتب التراث والخطاب الديني لما يمتلكه من مقومات لذلك".
الأزهر والتنقيح
الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف السابق، أكد في تصريح خاص لـ"الميدان" أن الأزهر يقوم بعملية تنقيح لكتب التراث من واقع قناعته، وليست نتيجة لأي هجوم عليه من أي جهة، وأنه يمتلك القدرة على النقد الذاتي ووضع حلول للمشكلات التي نعاني منها في كافة الملفات التي يتصدى لها الأزهر الشريف.
وأضاف شومان،: " تم تطوير وتنقيح المناهج الأزهرية لكتب التراث، وتم تقليص عدد المواد بالإعدادية من 19 إلى 10 فقط حيث تم ضم فروع التخصص الواحد في مادة واحدة وتم حذف المتون لما تحويه من صعوبة وتم تبسيطها بشروح سهلة، وحذف القضايا التي لا تناسب العصر وإضافة مادة الثقافة الإسلامية لترسيخ فكرة المواطنة لدى طلاب الأزهر حيث تعالج هذه المادة أفكار التطرف والإرهاب وقضية الحاكمية وعلاقة المسلم بغيره، كما سيتم إعادة النظر في هذه المناهج بشكل مستمر كل 3 سنوات من قبل هيئة كبار العلماء".
ولفت وكيل الأزهر الشريف السابق، إلى أن الأزهر لا يمنع أحد من النقد البناء والقائم على أسس سليمة، بينما يهاجم الأزهر من الداخل فقط، وهذا الهجوم لن يؤثر عليه ونتمسك بكتب التراث وتم تنقيح المواد التي لا تناسب العصر وتبسيط المعلومات المغلوطة والتي قد تفهم خطئُا من البعض الذي يأخذ بالنص الظاهري دون التدبر الكامل في معاني القضية وأبعادها، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب لديه إصرار على أن يعيد للأزهر مكانته الرائدة عالميًا وقطع شوطًا في هذا الصدد.
تجديد الدين
الباحث في شئون الحركات الإسلامية، هشام النجار، انتقد بطء الأزهر في الاتجاه بملف تجديد الخطاب الديني وإنجازه، قائلًا:" الأزهر يحتاج إلى وقت لاستيعاب هذه القضية بينما حالة الفراغ لمن يتصدى لهذا الملف جعلت هناك من يحاولون التجديد بطريقتهم مثل الباحث إسلام بحيري وسيد القمني والذين طعنوا في ثوابت الدين بطرق لا ترضينا".
وأضاف النجار، في تصريح خاص لـ"الميدان"،: "نريد أن نعلم أين باب الاجتهاد ولماذا تم غلقه رغم كونه من ثوابت الشريعة فنحن نحتاج لتجديد الدين وتحرير القضايا الدنيوية من القضايا الدينية، من خلال اعتماد منهج السلف الصالح في التصدي لهذه المشكلة بالنظر في مصلحة الدعوة ومصلحة الأمة ومصلحة الشريعة، فعمر اجتهد وألغى حد السرقة في عام المجاعة وهو ما يجعل الاجتهاد مفتوح حتى في المسائل التي بها نص".
ومضى المتخصص في الحركات الإسلامية،: "نحتاج إلى تجديد الدين بثورة دينية فمثلًا قضية الزيادة السكانية بها نص للزيادة من الرسول الكريم صلى اله عليه وسلم بقوله " تكاثروا فإني مباهٍ بكم الأمم" ، بينما المجتهد يرى قوله صلى الله عليه وسلم في موضع آخر " ولكنم يومئذ كغثاء السيل" يرى أن العبرة ليست بالكثرة وإنما بالعلم والقدرة والتنمية وليست بالعدد ومن هنا يمكن اعتماد مبدأ تحديد النسل".
واردف النجار،: "نحتاج متخصصين يعملون على محورين لتجديد الخطاب الديني الأول الحفاظ على الثوابت الدينية والثاني إزالة القشور الغير مناسبة للعصر الحالى ، وحسم قضايا العصر حول الخلافة والتحكيم بما أنزل الله والجهاد في سبيل الله والهوية هل نحن أمة دعوة وهداية أم أمة حاكمة مسيطرة وموضوعات فرعية مثل حكم الغناء والموسيقي والحجاب، وبعد ذلك توصيل هذا الجهد للعوام في وسائل الاتصال المختلفة بالتليفزيون والسينما والمسرح والمدارس ، وعدم الاكتفاء بالخطب المنبرية بالمساجد، وهكذا يتم تجديد الخطاب الديني مع الحفاظ على التراث كما هوـ وأرى أنه طالما طقحت على السطح عبارات مثل قول الرئيس لشيخ الأزهر "تعبتني معاك يا فضيلة الإمام" فإنها تظهر خلاف محتدم بالغرف المغلقة حول إشكالية التجديد الديني".
الباحث في الشأن الإسلامي، إسلام بحيري، قال في إطار هجومه على الأزهر بدعوى مطالب تجديد الخطاب الديني،: "تصوير أعداء الأزهر على أنهم أعداء الإسلام، أمر يلخص كل أذى حل على مصر والإسلام والإنسانية بسبب أشخاص الأزهر الحاليين، ترك الأزهر على حاله كما هو الآن بأشخاصه ومناهجه هيكون سبب مباشر وحقيقي في خراب مصر".
الكاتب خالد منتصر، قال في منشور له عبر صفحته على موقع "فيسبوك"،: "إن اعتبار أعداء الأزهر هم أعداء الاسلام، وأن أي انتقاد للأزهر هو انتقاد للاسلام، أمر خطير فتساوي الدين بالمؤسسة، حيث اختزلنا الدين الإسلامي كله في مؤسسة ومذهب واحد، والأزهر أنشئ ٣٥٩هـ كمؤسسة شيعية ثم أصبح سنيًا في ٥٦٧ هـ تقريبًا مع الأيوبيين ،هل معني ذلك أن الإسلام هذا الدين بكل تاريخه ظل حائرًا خمسمائة سنة ونصف قرن حتى اكتشفه الأزهر،معقول، معلوماتي الدينية المتواضعة أن الوحي قد انقطع بوفاة الرسول عليه الصلاة والسلام ، الرسول الذي كانت الصحابة تسأله الرأي أم الوحي قبل اتخاذ القرار".
وأردف،: "هل شيوخ الأزهر صار يهبط عليهم الوحي حاشا لله وصاروا لا يسئلون عما يفعلون!، هل صار كلامهم وحيًا لا رأيًا، هل صار انتقادهم من الكبائر ؟!، هل صارت هيئة كبار العلماء من بقية الصحابة؟!، إن شيخ الأزهر له الاحترام لكن ليست له القداسة، وكل شيوخ الأزهر بشر، نحن نردد كل لحظة مقولة الاسلام ليس به كهنوت ولا واسطة بين العبد وربه ولكن للأسف البعض يؤسس الكهنوت، والواسطة، وصكوك الغفران، ومحاكم التفتيش، ومنتهى الخطورة قبولها وسريانها في جسد المجتمع والتآلف معها هو آخر مسمار في نعش الدولة المدنية".
الهجوم خطير
حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أكد في تصريح خاص لـ"الميدان" أن مشهد الهجوم على الأزهر خطير، قائلًا: "هذه الحملات تسعى لإلصاق الإرهاب بالأزهر وهو أمر شديد الخطورة وتقليل من قيمة الأزهر وشيخه بشكل غير مقبول، لافتًا إلى أن الأزهر يمثل الاسلام الوسطي، ويعامل بشكل به خصوصية بمعاملة تقترب من بابا الفاتيكان ولا يجوز النيل منه بأي قانون خاصة وأن القانون المقدم لتعديل قانون الأزهر يتعارض مع الدستور، ويمس حصانة شيخ الأزهر ويتحدث عن محاسبته وإحالته لعدم الصلاحية وهو نص مخالف للدستور".
وأردف رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان،: "لابد أن نحارب محاولات إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام، وليس دعهما في الداخل بانتقاد ومهاجمة الأزهر الشريف ومناهجه الدراسية، في حين يستخدم الغرب عبارة مواجهة الإرهاب الإسلامي وهو أمر يحض على الكراهية ضد الإسلام ولابد من الوقوف ضده".
واختتم أبو سعدة، بقوله،: "أخشي أن أي محاولات زعزعة استقرار الأزهر تدمر المؤسسة الوسطية وتغذي التيارات المتشددة لصراع مع الدولة والمجتمع".
الجامعة والتطرف
الدكتور أحمد زارع المتحدث الرسمي باسم جامعة الأزهر الشريف، أكد في تصريح خاص لـ"الميدان" أن التراث يظل كما هو ونأخذ ما ينفعنا منه في زماننا ويبقى كما هو لأنه ولد في ظرف وظروف معينة ولدينا علماء قادرون على تنقيح التراث للأخذ بما ينقعنا في زماننا هذا.
وأضاف زارع،:" الزعم بأن التطرف والإرهاب نشأ من كتب التراث زعم كاذب وباطل فمن يتبنون أفكار الإرهاب لا يأخذون بعموم الآراء وكتب التراث وبإداراك لكافة جوانب القضايا المتعلقة بالحاكمية ونطبيق الحدود وكتب التراث برئية فهي تحتاج من يجلو غوامضها ويستنتج منها ما يتناسب مع الظرف التاريخي الذي نعيشه الآن".
ومضى متحدث جامعة الأزهر،: "من يتبنون الأفكار المتطرفة لا يرجعون لكتب التراث وإنما يرجعون إلى فقهائهم المتطرفين ويتلقون كلمات من هنا وهناك وينسبونها ظلمًا لكتب التراث فهم يحرفون الكلم عن مواضعه ولهم أفكار ايدلوجية وسياسية، وإذا ما نظرنا إليهم بتجرد فإننا نجد أن العيب في فهمهم لكتب التراث حيث يفسرون ويؤولون بأنفسهم في حين أن التأويل والتفسير يحتاج إلى شيوخ وعلماء لديهم إداراك بلغة العرب والظروف التاريخية للمسائل ومفاهيم السياسة الشرعية والفقه، ونجد أن الجماعات المتطرفة لست حجة على الدين بفهمها الخاطئ للتراث وفتاوى الأسبقين من العلماء".
زارع، كشف لنا عن وجود آلاف المخطوطات البكر التي تحتاج من يحققها وهي تكشف العديد من القضايا والمسائل التي يتم تفسيرها خطأً من قبل البعض قي يومنا هذا، ويتم إعداد رسائل ماجستير ودكتوراه في هذه المخطوطات البكر التي لم تخرج للنور بعد فيما لا نجد الدعم وتسليط الضوء عليها من قبل الإعلام ووسائله المختلفة، مطالبًا بتوفير الدعم اللازم من المراكز البحثية والإمكانيات المادية لتحقيق هذه المخطوطات والتي يمكنها أن تحدث طفرة في القضايا المعاصرة والمفاهيم الخاطئة لدى البعض .
وانتقد متحدث جامعة الأزهر، من يهاجمون مؤسسة الأزهر، قائلًا،: "نحتاج إلى تكاتف الجميع خلف الأزهر الوسطي فالهجوم على هذه المؤسسة وعلماؤها يظهر سوء نية من يهاجمون ويخدم التطرف والإرهاب، فإذا كان الهجوم على المؤسسة الوسطية فكيف الحال بمن يتبنون الأفكار المتطرفة، نحن بحاجة إلى تجديد الخطاب الاعلامي، والثقافي والتربوي حتى نستطيع إنجاح تجديد الخطاب الديتي ، وفي ظل وجود خطاب ثقافي مهترئ يفرق الأمة وخطاب فني يروج للدعارة لن تنجح أية جهود لتجديد الخطاب الديني".
وحول المزاعم التي ترى وجود خلاف بين مؤسسة الأزهر، ورئاسة الجمهورية، قال متحدث الجامعة،: "نجد الدعم الكامل من الرئاسة للأزهر وحبًا للشيخ والمشيخة وتقديرًا كاملًا ولا صحة لهذه المزاعم التي تريد الفتن والتفريق بين أبناء الوطن ومؤسساته المختلفة".
براءة الأزهر
الدعاوى التي هاجمت مؤسسة الأزهر بوصفه يدرس مناهج تحض على التطرف والإرهاب ردت عليها بيانات وزارة الداخلية، والتي أعلنت أن منفذي العمليات الإرهابية أغلبهم لم يدرسوا بالأزهر الشريف وكان آخر هذه البيانات حول العملية الإرهابية التي استهدفت الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، والذي نفذه الإرهابي محمود حسن مبارك عبد الله، 31 سنة من مواليد قنا، ويقيم فى منطقة فيصل بمحافظة السويس حيث يعمل بإحدى شركات البترول.
وأضافت الوزارة، أن مرتكب تفجير كنيسة مارجرجس بطنطا، هو ممدوح أمين محمد بغدادي، وهو من مواليد 1977 بمحافظة قنا، وحاصل على ليسانس آداب، وأن الإرهابي الهارب عمرو سعد عباس إبراهيم المسئول عن الخلية التي نفذت هجومي طنطا والإسكندرية حاصل على دبلوم فني صناعي، وهو المسئول عن تجنيد 18 إرهابيًا هاربًا بنفس الخلية.
وفي ديسمبر من العام 2016 أعلن الرئيس السيسي محمود شفيق مصطفي منفذًا للعملية الإرهابية التي شربت الكنيسة البطرسية بالعباسية طالبًا بكلية العلوم جامعة الفيوم.
بهذه الرؤيا التي طرحها مسئولوا الأزهر والمفكرين المعنيين بالشأن الإسلامي قدمنا هذه التقرير إيمانًا منا بدور الإعلام في عرض المشكلات العامة ومحاولة الوصول إلى حلول لها، فهل يتحرك المسئولين في هذا الملف ليحققوا حلم الرئيس بالتجديد؟ سؤل نطرحه فهل من مجيب؟!!