قذاف الدم ينعى حسني مبارك: كان رجلا نبيلا وجنديا شجاعا
- وائل عبد العزيزقال أحمد قذاف الدم، المسئول السياسي لجبهة النضال الوطني، أتقدم بخالص العزاء لأسرة الرئيس مبارك ولمصر، في وفاة هذا الرجل النبيل، والجندي الشجاع، الذي إلتقيته أول مرة في مطلع السبعينيات، وكنت مرافقًا للقذافي في "قاعدة عقبه بن نافع”، وكان مبارك قائدًا للقوات الجوية، ومعه مجموعه من الطيارين الذين يستعدون للسفر لفرنسا للتدريب على طائرات الميراج بجوازات سفر ليبية، ومعهم إخوتهم الطيارين الليبيين، وتحدث إليهم "القذافي" يومها، ورد اللواء حسني مبارك، قائلاً: "أخ معمر سوف لن نخذلكم ولن نخذل الأمه العربية، وهذا عهد مني ومن زملائي".
وتابع “قذاف الدم”، في بيانه، ثم إلتقينا بعدها عندما كان يزور مبارك "قاعدة جمال عبدالناصر" بطبرق .. والتي تحولت تحت تصرف مصر هي وبعض القواعد البحرية، وقد كان مبارك جاداً ومنضبطاً، ومحل إحترام من الجميع، وجاءت الحر، وكان مبارك عند عهده، وفي الموعد .. هو وإخوتنا الطيارين السوريين .. الذين أطلقوا صواريخهم في لحظةً واحدة .. أعادت الإعتبار للجندي العربي، وعززت ثقة جماهير الأمة بأننا إذا ما تجمعنا نستطيع أن نعبر عنها.
وأضاف، تطورت الأحداث وأصبح مبارك نائباً للسادات .. فعمل بثقه وإخلاص وثبات وتواضع ،، ولقد سمعت هذا الإطراء من السادات نفسه ،، وجاء به القدر إلى كرسي الرئاسة ،، ووجد نفسه في دولة مقاطعة من العرب ،، وتبتز من إسرائيل وأمريكا ،، وخزينة خاوية على عروشها.
وأوفدني القذافي، بعد أسبوع في زيارة سرية للإلتقاء به ،، وبدأنا مرحلة جديدة مع الرئيس مبارك .. سيأتي يوماً أتحدث عنها بما فيها من عثرات وإيجابيات .. وهذا حقه وحقنا ، لقد أعاد مبارك مصر إلى حضن العرب ،، وخلق توازن في الإندفاع للعلاقه مع العدو الصهيوني ،، وإسقبل القاده الفلسطينيين ،، ولم يزر إسرائيل ،، ولم يسمح لأمريكا أن تستخدم مصر ضد إرادتها ،، وأهمها عندما طلبوا منه العدوان على ليبيا .. أو السماح بضرب ليبيا من الأراضي المصرية ،، ولن ينسى شعبنا له ذلك .
وفي عهده وقعنا الإتفاقيات العشر ،، وأهمها حرية العمل ،، والتنقل ،، والإقامة دون قيود ، وقد واصلت في عهده تحمل مسئولية العلاقات بيننا ،، ومن طرف مصر اللواء عمر سليمان .. فكان هناك تعاون عسكري ،، وإقتصادي ،، وأمني ،، وفي كل المجالات، وعندما جاءت 25 يناير ،، وإنسحب الرئيس مبارك تاركاً للشعب ما يريد .
وأريد أن أشير إلى أن مبارك كان إنساناً بسيطاً ،، ولم يكن فاسداً أو سارقاً أو مخادعاً كما روج له أعدائه .. لقد زاد عدد المصريين في عهده 30 مليون .. ولولا ما قام به من جهد إقتصادي وإداري وفي ظروف صعبه ما وجد لهم رغيف العيش الشريف ،، ومشروعات إقتصادية ،، والمدارس ،، والمستشفيات ،، ومليارات من الإسثمارات ،، والمشروعات الزراعية ،، والمدن الجديدة ،، والإستقرار ،، ولولا سياسته المتوازنه لما وجدوا سوقاً لهم من بغداد إلي طرابلس، وأكيد جل من لا يخطىء ،، وهو كما قال لم يكن ناصر ،، ولم يكن السادات .
واختتم قذاف الدم، زرته منذُ بضعة أشهر .. فوجدته هو ذلك الجندي النبيل .. الذي إلتقيته منذ عقود لم ينكسر ،، وبنفس الروح،، وندعوا له بالرحمة ،، والمغفرة ،، والبقاء لله .