اليوم الأزرق.. 10 معلومات عن مرض التوحد.. 1.5% من أطفال العالم يصابون بالمرض والنسبة في ارتفاع
أحمد واضح"اليوم الأزرق" اسم أطلق على الثاني من إبريل من كل عام، خصصته الجمعية العامة للأمم المتحدة بنهاية عام 2007 للتوعية بمرض التوحد، وهي فعالية عالمية تتضمن إنارة المنشآت الهامة والمعالم التاريخية في دول العالم باللون الأزرق للتضامن مع مرضي التوحد بالعالم، بينما يرى البعض هذا اليوم باعتباره يومًا محزنًا للبعض ويراه البعض الآخر بأنه ثمرة علاج لهذا المرض.
وكانت منظمة "التوحد يتحدث" - Autism Speaks- ، التي تُعد أكبر منظمة متخصصة في علوم التوحد والدفاع عنه، قد اعلنت عن إطلاق حملة "الإنارة الزرقاء" في عام 2010، والتي تهدف إلى زيادة الوعي الدولي بمرض التوحد باعتباره أزمة صحية عامة متنامية لدعم اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد وشهر التوعية بمرض التوحد في الولايات المتحدة.
وفي 2 أبريل 2010، تم الاحتفال باليوم العالمي السنوي الثالث للتوعية بمرض التوحد في بورصة نيويورك "NYSE" حيث افتتح متطوعو وداعمو منظمة "التوحد يتحدث" اليوم عن طريق قرع جرس افتتاح بورصة نيويورك، وأضاءت مباني برج ويليس في شيكاغو مع برج سي إن في تورنتو وبرج المملكة في المملكة العربية السعودية والمطارات والجسور والمتاحف في دول العالم اللون الأزرق، فيما رفض الييت الأبيض إضاءة الإنارة الزرقاء للاحتفال باليوم العالمي للتوحد عام 2011.
ويرصد "الميدان" في هذا التقرير أبرز 10 معلومات عن مرض التوحد الذي فرض نفسه على الساحة المرضية خلال الفترة الأخيرة لتعاني ملايين الأسر حول العالم بسبب إصابة ابنائهم بهذا المرض.
التوحد ومتلازمة "أسبرجر"
-التوحد هو اضطراب النمو العصبي الذي يتصف بضعف التفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، وبأنماط سلوكية مقيدة ومتكررة، وتتطلب معايير التشخيص ضرورة أن تصبح الأعراض واضحة قبل أن يبلغ الطفل من العمر ثلاث سنوات، ويظهر للمرة الأولى في مرحلة الطفولة، ويتبع عامة مسارًا ثابتًا دون سكون، حيث تبدأ الأعراض الصريحة تدريجيًا بعد عمر ستة أشهر، وتثبت في عمر سنتين أو ثلاث، وتميل إلى الاستمرار خلال مرحلة البلوغ.
-ويتميز المرض بوجود ثلاثة أعراض محددة وليس أحد الأعراض فقط: وهي ضعف في التفاعل الاجتماعي، ضعف في التواصل، واهتمامات وأنماط سلوكية مقيدة ومتكررة، وهناك جوانب أخرى شائعة مثل وجود نمط معين في تناول الطعام، ولكن لا يعتبر ذلك ضروريًا لتشخيص المرض، حيث تحدث أعراض التوحد التوحد بين عموم السكان، ويبدو أنها ليست مقترنة بهم بشكل كبير، ولا يوجد خط فاصل يميز بين المصابين بالمرض بشدة وبين من توجد لديهم الأعراض الشائعة.
-يؤثر التوحد على عملية معالجة البيانات في المخ وذلك بتغييره لكيفية ارتباط وانتظام الخلايا العصبية ونقاط اشتباكها؛ ولم يفهم جيدًا كيف يحدث هذا الأمر.
-يعتبر التوحد أحد ثلاثة اضطرابات تندرج تحت مرض طيف التوحد "ASDs"، و يكون الاضطرابان الثاني والثالث معًا متلازمة أسبرجر، التي تفتقر إلى التأخر في النمو المعرفي وفي اللغة، وما يعرف باضطراب النمو المتفشي يختصر عادة باسم "PDD NOS"، ويتم تشخيصه في حالة عدم تواجد معايير تحديد مرض التوحد أو متلازمة أسبرجر، وفي بعض الحالات النادرة، يرتبط التوحد بقوة شديدة مع العوامل المسببة للتشوهات الخلقية، وتحيط الخلافات بالمسببات البيئية الأخرى، مثل المعادن الثقيلة والمبيدات الحشرية أو لقاحات الطفولة، ولا يمكن تصديق افتراض اللقاح بيولوجيًا، لقلة الأدلة العلمية المقنعة.
1.5% مصاب بين أطفال العالم
-يصاب بمرض التوحد حوالي 1 إلى 2 من كل 100 شخص في جميع أنحاء العالم، ويصاب به الأولاد 4 مرات أكثر من البنات، فيما أفادت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها"CDC" أنه تم إصابة 1.5% من أطفال الأمم المتحدة ليصبح معدل الإصابة 1 من كل 68 شخص حول العالم، اعتبارًا من عام 2014، بزيادة بلغت نسبتها 30% عن عام 2012، وزاد عدد المصابين بالمرض بشكل كبير منذ الثمانينات، ويرجع ذلك إلى التغيرات التي حدت في تشخيص المرض، وإلى الحوافز المالية التي خصصتها الدولة لتحديد أسبابه، ويلاحظ الآباء مؤشرات التوحد في العامين الأولين من حياة الطفل، وتتطور هذه المؤشرات تطورًا تدريجيًا، ولكن بعض الأطفال المصابين بهذا المرض يتطورون في النمو بشكل أكثر من الطبيعي ثم يبدأون في التراجع أو التدهور.
-تساعد التدخلات السلوكية والمعرفية والخطابية الأطفال المصابين بالتوحد على اكتساب مهارات الرعاية الذاتية ومهارات اجتماعية ومهارات التواصل، وعلى الرغم من عدم وجود علاج معروف؛ فهناك تقارير عن حالات تم شفاؤها، ولا يعيش الكثير من الأطفال الذين يعانون من هذا المرض بشكل مستقل بعد بلوغ سن الرشد، ولكن البعض أصبح ناجحًا في ذلك، وتطورت ثقافة التوحد، فأصبح هناك بعض الأفراد الذين يسعون إلى تلقي العلاج، وغيرهم الذين يؤمنون بأنه ينبغي قبول المصابين بالمرض واعتبارهم مختلفين وعدم التعامل معاهم على أنهم يعانون من اضطرابات.
-لا تتطور مهارات الخطاب لدى حوالي ثلث إلى نصف الأفراد المصابين بالتوحد، بدرجة تكفي احتياجات التواصل اليومي، ويمكن أن توجد اختلافات التواصل منذ السنة الأولى من عمر الفرد، ويمكن أن تشمل تأخر الاستجابة، والأنماط الصوتية التي لم يتم تزامنها مع من يقوم برعاية المريض. وفي السنة الثانية والثالثة، يصدر الأطفال المصابون هذيانًا متنوعًا، وحروفًا ساكنة، وكلمات، وعبارات أقل تواترًا وتنوعًا؛ فإيماءاتهم أقل اندماجًا مع الكلمات، واحتمالية طلبهم شيء ما أو تبادلهم خبرات مروا بها تكون قليلة، كما أنهم كثيرًا ما يكررون الكلمات التي يقولها الآخرون.
-أوضحت دراسات ثنائية تم أجراؤها أن الأطفال الذين يعانون من التوحد وتتراوح أعمارهم من 8 إلى 5 عامًا يقومون بأداء متساوي، بينما يؤدي البالغين بشكل أفضل منهم، وذلك في المهام الأساسية الفردية التي تشمل اللغة والمفردات الإملائية. وأدى الفريقان أداءً أسوأ في مهام اللغة المعقدة مثل اللغة التصويرية، والفهم والاستدلال، وغالبًا ما يخمن الكثير ما لم يعرفونه من خلال استخدام مهاراتهم اللغوية الأساسية؛ وأشارات الدراسات إلى أن هؤلاء الذين يتحدثون إلى المصابين بالتوحد يكونون أكثر مبالغة في نقل ما يفهمه الجمهور.
-للتوحد أساس وراثي قوي، على الرغم أن جينات التوحد معقدة وأنه لا يتضح ما إذا كان يمكن تفسيره عن طريق الطفرات النادرة بالغة الأثر، أم عن طريق التفاعلات النادرة متعددة الجينات للمتغيرات الوراثية المشتركة، وتنشأ درجة من التعقيد بسبب التفاعلات بين جينات متعددة، وبسبب البيئة، والعوامل الجينية التي لا تتغير DNA، ولكنها تتوارث وتؤثر على التعبير الجيني.
العلاج
-لا يتوفر، حتى يومنا هذا، علاج واحد ملائم لكل المصابين بنفس المقدار، وفي الحقيقة، فان تشكيلة العلاجات المتاحة لمرضى التوحد والتي يمكن اعتمادها في البيت او في المدرسة هي متنوعة ومتعددة جدا، على نحو مثير للذهول، وبإمكان الطبيب المعالج المساعدة في ايجاد الموارد المتوفرة في منطقة السكن والتي يمكنها ان تشكل أدوات مساعدة في العمل مع الطفل مريض التوحد، فيما تختلف أوجه العلاج بين العلاج السلوكي، وعلاجات امراض النطق، والعلاج التربوي – التعليم، العلاج الدوائي، والعلاجات البديلة.