الجمعة 22 نوفمبر 2024 06:46 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

المرأة والمنوعات

بدأها الفاطميين.. طقوس وعادات رؤية هلال رمضان عبر العصور

 عند حلول شهر رمضان الكريم اعتاد الشعب المصري عبر العصور، بعمل طقوس وعادات واحتفالات مختلفة عن باقي الشعوب، وتعد ليلة رؤية هلال شهر رمضان من أبهج ليالي العام لدى المسلمين لمكانة الشهر الكريم عندهم، ولازال الاحتفال برؤية هلال رمضان في مصر له طابع خاص عن باقي الدول الاسلامية حول العالم .

وعن عادات وتقاليد الاحتفال بليلة رؤية الهلال عبر التاريخ، والتي بدأت في عام 155هـ عندما خرج القاضي" أبو عبدالرحمن عبدالله بن لهيعة"  لرؤية هلال رمضان ، وأصبح أول قاضي مصري خرج لرؤية الهلال، وتبعه بعد ذلك بعض القضاة ، حيث كانت لهم دكة معروفة بـ (دكة القضاة) على سفح جبل المقطم ، ويخرج إليها لاستطلاع الأهلة.

 

وفي الآتي يسرد لكم "الميدان" عادات واحتفال رؤية هلال رمضان عبر العصور:

اقرأ أيضاً

العصر الفاطمي
عند  حلول شهر رمضان  اعتاد المصريون منذ العصر الفاطمي الاستعداد لاحتفالات رمضان بدءا من الثلاثة أيام الأخيرة من شهر شعبان بتفقد قضاة مصر لنظافة واصلاح وفرش مساجد القاهرة والفسطاط والقرافة وتزيين ازقتها وشوارعها وإضاءة الفوانيس والمصابيح إحياءا لهذه الليلة.

وكانت  القاهرة تستقبل رمضان  باحتفالات دينية تنتهى بمائدة السحور وصلاة الفجر، وكان من ضمن التقاليد المتبعة من قبل الخليفة الفاطمي إبطال المنكرات، وجرت العادة في آخر جمادي الثاني  من كل سنة أن تغلق جميع قاعات الخمارين بالقاهرة ومصر وتختم ويحذر بيع الخمر ويعمم ذلك على سائر أعمال الدولة.

 

العصر الأيوبي
كانت تتم رؤية هلال رمضان من الصحراء القريبة من القاهرة ثم ينطلق الموكب المكون من محتسب القاهرة وقاضى القضاة ووالى القاهرة وعدد من الجنود حيث يدعو الناس إلى الصيام في اليوم التالى بقول القائل " صيام صيام غدا صيام ".

 

عصر الحملة الفرنسية
كان قاضي القضاة والمحتسب ومشايخ الديوان في هذا العصر، يجتمعون في بيت القاضي "المحكمة" بين القصرين، وعند ثبوت الرؤية يخرجون في موكب يحيط بهم مشايخ الحرف و" جملة من العساكر الفرنساوية"، وتطلق المدافع والصواريخ من القلعة والأزبكية.

وكان نابليون بونابرت يصدر أمره بالمناداة في أول رمضان بألا يتجاهر غير المسلمين بالأكل والشرب في الأسواق، وألا يشربوا الدخان ولا شيئا من ذلك بمرأى منهم، كل ذلك لاستجلاب خواطر الرعية.

 وأقام نابليون عام 1798م في الإسكندرية بطارية مدفع فوق كوم الناضورة مزودة "بكرة"، وتتصل البطارية بمرصد حلوان بحيث يتم إسقاط الكرة ساعة غروب الشمس، فتحدث صوتا، وأصبح هذا الصوت إيذانا بموعد الإفطار وأطلق عليه " كرة الزوال ".

 

العصر المملوكى
في هذا العصر تم نقل مكان الرؤية إلى منارة مدرسة السلطان قلاوون بشارع المعز لوقوعها أمام المحكمة الصالحية، حيث يخرج قاضى القضاة لرؤية الهلال ومعه القضاة الأربعة كشهود ومعهم الشموع والفوانيس ويشترك معهم المحتسب وكبار تجار القاهرة ورؤساء الطوائف والصناعات والحرف.

وإذا تأكدت رؤية الهلال أضيئت الأنوار على الدكاكين والمآذن وتضاء المساجد ثم يخرج قاضى القضاة في موكب تحف به جموع الشعب حاملة المشاعل والفوانيس والشموع حتى يصل إلى داره، ثم تتفرق الطوائف إلى أحيائها معلنة الصيام وينادى المنادون بان اليوم التالى هو أول أيام شهر رمضان.

 

العصر العثماني
كان يرى الهلال من قبل قاضى العسكر وقضاة المذاهب الأربعة والمحتسب الذين يجتمعون في مدرسة قلاوون، ثم يركبون بصحبة أرباب الحرف إلى موضع مرتفع بجبل المقطم فإذا ثبتت رؤيته يعودون بأيديهم المشاعل والقناديل إلى مدرسة قلاوون ليسير موكبهم بعد الرؤيا مخترقا قلب القاهرة صعودا إلى قلعة الجبل لتهنئة الوالى بحلول شهر رمضان.


عصر محمد على
في عصر أسرة محمد على تم إنشاء أول مرصد بمصر بالقلعة عام 1838م، ثم تم نقله إلى العباسية، وفي عام 1903م انتقل هذا المرصد لحلوان ومنذ ذلك التاريخ انتظم العمل بالحسابات الفلكية في مصر بجانب الاستطلاع بالعين المجردة والميكروسكوب.

 واستمر هذا الأمر إلى عهد الخديو عباس حلمى الثانى الذي أمر بإنشاء دار الإفتاء في القرن التاسع عشر، وأسندت إليها مهمة استطلاع هلال رمضان، والاحتفال به، وتقوم الدار بهذه المهمة كل عام بعد غروب شمس يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان.

طقوس وعادات رؤية هلال رمضان عبر العصور رمضان الكريم الميدان العصر الفاطمي رمضان هلال رمضان العصر الأيوبي العصر المملوكى