بالفيديو.. عمرو خالد: فارق كبير بين اسم «الرحمن» و«الرحيم».. يظهر عظمة الله
أحمد واضحقال الداعية الإسلامي الدكتور عمرو خالد، إن اسم الله "الرحيم"، يعني عطف يقتضي إحسانًا على المخلوق بما يسعده ويُصلحه، مشيرًا إلى أن وجود فارق كبير في المعنى بين اسم الله "الرحمن"، واسم الله "الرحيم"، على ما بينهما من تشابه، فالرحمن ذو الرحمة العامة والشاملة لكل ما هو مخلوق في هذا الكون كما في قوله تعالى،: "قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنَ الرَّحْمَنِ..."، لكن الرحيم رحمة خاصة للمؤمنين كما في قوله تعالى،: "وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً"، وأهل الجنة بعد أن يدخلوها، يُقال لهم: "سَلَامٌ قَوْلاً مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ".
وأردف خالد، في تاسع حلقات برنامجه الرمضاني "كأنك تراه" المذاع عبر عدة فضائيات عربية وموقعه الإلكتروني، إن التوبة من الله رحمة خاصة؛ لأنها عودة إلى الله تبارك وتعالى، لذلك تجد كثيرًا ما يتكرر في القرآن الكريم "...إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ"، فأن تأكل وتشرب وتتمتع بحياتك هذه رحمة من الله عامة، وأن تعبد الله في رمضان هذه رحمة خاصة من الله"، لافتًا إلى أن هناك رحمتان، رحمة عامة، ورحمة خاصة: انظر إلى هذه الآية "... وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ..." هذه الآية جمعت بين الرحمن "وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ" رحمة عامة.. وبين الرحيم "فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ" رحمة خاصة.
ولفت الداعية الإسلامي، إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: "إن الله خلق يوم خلق السماوات والأرض مائة رحمة، كل رحمة كطِباق ما بين السماء والأرض، أنزل منها إلى الأرض رحمه واحدة فبها يتراحم الخلائق، حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه من هذه الرحمة- فكيف تكون إذًا الـ 99 رحمة؟- فإذا كان يوم القيامة ضم الله هذه الرحمة إلى الـ 99 ثم بسطها على خلقه، فلا يهلك يومها إلا هالك، حتى أن إبليس ليتطاول أن تدركه رحمة الله عز وجل، موضحًا أن الله تعالى افتتح الكون بالرحمة، وافتتح خلق آدم بالرحمة، وافتتح القرآن بالرحمة، وافتتح كل سور القرآن بالرحمة.. ونَهى الخلق بالرحمة، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس منكم من أحد يدخل الجنة بعمله. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته".
ولفت خالد، إلى أن الله تعالى سمى الجنة بالرحمة "وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"، وفي الحديث: "أنتِ رحمتي أرحم بكِ من أشاء من عبادي"، وفي الأثر أنه يأتي رجل يوم القيامة فيُقال: زنوا حسناته وسيئاته، فترجح سيئاته فيقول من يقرضني حسنة واحدة؛ لأدخل بها الجنة؟ فيذهب لأمه وإخوانه وأصدقائه كلهم يقولون: نفسي نفسي، فيمر برجل عنده جبال من السيئات وحسنة واحدة فيقول له الرجل: خذ هذه الحسنة؛ فيفرح، فيقول الله تبارك وتعالى للذي أعطى الحسنة: لست أرحم به مني وأنا أرحم الراحمين، ادخلا كلاكما إلى الجنة".
ومضى قائلًا،: "إذا أردت أن تتخيل رحمة الرحيم مجسدة أمامك فانظر إلى أمك. يقول النبي صلى الله عليه وسلم هذا عندما رأى أمًّا تسير تحت الشمس الحارقة، وهى تحمل رضيعها وتحميه من الشمس، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: "أترون بهذه الأم تلقي بولدها إلى النار؟" قالوا: لا يا رسول الله، قال: "الله أرحم بكم من هذه الأم بولدها"، وكأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لك: إن نموذج تجسيد رحمة الله في الدنيا هو أمك؛ فمن يوم أن أصحبت المرأة أمًّا أصبحت دالة على اسم الله الرحيم، مستطردًا،: "تخيل لو أتى الليل فجأة!! أو أتى النهار فجأة!! ماذا يحدث للكائنات؟ هل لك أن تتخيل الاضطرابات العصبية والاهتزازات التي من الممكن أن تحدث؟ "وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ * وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ"، تخيل لو فككت قطعتين حديد ماذا سيحصل؟ صوت مزعج جدًا، تخيل انسيابية خروج الليل من النهار، والنهار من الليل بجمال وأصوات عصافير دون أي إزعاج "يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل"، سبحانه رحيم جميل حنون، وهناك "رحمة أخرى، وهي أن الله جعل الأشياء الأساسية، التي هي قوام حياتك لا أحد يتحكم فيها أبدًا، المياه من رحمته أن يُخزنها لك في الآبار، ومن رحمته ألا يُنزلها كلها من السحاب المُحمل بها، بل تصل لقمم الجبال فتتحول إلى ثلج على قممها تذوب في الصيف، الهواء لا أحد يراه فيتحكم فيه".
شاهد الفيديو: