الجمعة 22 نوفمبر 2024 08:34 صـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

تقارير وقضايا

جريمة عنصرية تحت تمثال الحرية.. «لا أستطيع التنفس رقبتي تؤلمني» مصرع زنجي تحت أقدام شرطي أمريكي يشعل الغضب «القصة الكاملة»

"من فضلك من فضلك لا أستطيع التنفس؛  بطني يؤلمني، رقبتي تؤلمني، كل شيء يؤلمني" بتلك الكلمات وجه المواطن الأمريكي "جورج فلويد" -46 عامًا- ذا الأصول الإفريقية، والذي يعمل حارسًا في أحد المطاعم، استغاثته لرجل الشرطة صاحب العرق الأبيض، الذي كان يجثو على رقبته بركبته مانعًا إياه حتى من التنفس؛ ليلقى مصرعه بعد دقائق خنقًا، على خلفية إيقافه للاشتباه في قيامه بعملية تزوير؛ وتندلع شرارة جديدة في أزمة العنصرية ضد الزنوج في الولايات المتحدة الأمريكية.

مقطع الفيديو الذي بثه أحد شهود العيان، لاقى تفاعلًا كبيرًا بين المواطنين ذوي البشرة السمراء، ومناهضي العنصرية ضد الزنوج خاصة داخل مدينة "منيابوليس" التي شهدت الواقعة؛ فالشرطي جثم على رقبة "جورج فلويد"، ولم يبد أي استجابة لاستغاثات الرجل الذي بدا أنه يحتضر تحت قدميه؛ فاندلعت موجة تظاهرات في المدينة وعلى مستوى الولاية "مينيسوتا"، فأحرقت مقار الشرطة، ومبان حكومية، ومتاجر خاصة.

 

محاولات تهدئة

الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، اضطر للتغريد حول الواقعة، مؤكدًا توجيهه لوزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي للتحقيق في القضية، قائلًاـ،: "مكتب التحقيقات الاتحادي ووزارة العدل يجريان بالفعل، بطلب مني، تحقيقًا في وفاة جورج فلويد المؤسفة جدًا، والمأساوية في منيابوليس، وطلبت الإسراع بهذا التحقيق، وأنا ممتن جدًا لكل ما بذلته سلطات إنفاذ القانون المحلية من جهد".

تغريدة "ترامب"، لم تك كافية لتهدئة الشارع الأمريكي خاصة من ذوي البشرة السمراء، الذين اعتادوا على تجاوزات الشرطة تجاههم، في ظل شعور قديم بالعنصرية تجاههم من قبل ذوي العرق الأبيض، فخرجت التظاهرات المطالبة بتقديم الشرطة ومرافقوه للمحاكمة، وفصلهم من الخدمة، ومارس عدد من المتظاهرين أعمال شغب وقطع للطرق وإحراق للمتاجر والمنشآت الحكومية؛ تعبيرًا عن غضبهم لتكرار تلك الحوادث العنصرية، كما خرج عمدة الولاية "جاكوب فراي"، قائلًا،: "الحادث عبثي بشكل تام، وكامل، متأكد مما رأيته، وما رأيته خطأ على كل المستويات، فكونك مواطنًا أسودًا لا يعني أن عليك حكمًا بالإعدام".

جهاز الشرطة في ولاية "مينيسوتا" اضطر لفصل الشرطيين الأربعة، الذين شاركوا في الحادث؛ في محاولة لتهدئة الشارع الذي أبدى غضبه من الحادث، واعتبره تجاوزًا مقننًا عنصريًا؛ فخرج رئيس الشرطة "ميداريا أرادوندو"، قائلًا،: "الشرطيين الأربعة أصبحوا موظفين سابقين"، كما أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي"، بدء التحقيق في الحادثة التي وقعت قبل ثلاثة أيام.

 

اعتقال الشرطي

لم تتحرك السلطات الأمريكية لضبط الشرطي مرتكب الحادث، قبل أن تندلع أحداث العنف والاحتجاجات التي قدرت أعداد المشاركين فيها بالآلاف؛ فأعلن المدعي العام بولاية "مينيسوتا"، عن توجيه تهمة القتل غير العمد للشرطي؛ وتتحرك السلطات للقبض عليه، قائلًا،: "امنحونا الوقت كي ننجز المهمة على النحو الملائم، وسنحقق لكم العدالة. أعدكم؛ فأسلوب الشرطي الذي ظهر بالفيديو كان مريعًا، ومهمتي أن أثبت أنه انتهك قانونا جنائيًا".

حاكم الولاية "تيم فالز"، أقر بتحمله كامل المسؤولية عما حدث من اضطرابات، في مدينة "منيابوليس"، التي شهدت تظاهرات، وأعمال عنف بسبب مقتل المواطن الأميركي ذا الأصل الإفريقي، "جورج فلويد" على يد رجال الشرطة، قائلًا،: "أعتذر عما حدث لقد خذلتكم وسأحرص على ألا يتكرر ذلك مستقبلاً، العدالة ستأخذ مجراها في قضية مقتل المواطن الأميركي جورج فلويد".

 

تجاوز جديد

لم تهدأ أعمال العنف والشغب، حتى بعد إعلان فصل الشرطي وإحالته للمحاكمة؛ ما اضطر معه الرئيس الأمريكي إلى إعلان حظر التجوال بالولاية، والاستعانة بخمسمائة عنصرًا من الحرس الوطني للانتشار في مدينة "منيابوليس"؛ في مسعى للسيطرة على الاضطرابات العنيفة التي نشبت في المدينة اعتراضًا على مقتل المواطن "جورج فلويد" ذا البشرة السمراء، خنقًا على يد الشرطي الأبيض.

ومع انتشار الحرس الوطني، عمدت الشرطة إلى تجاوز جديد للدستور والقانون الدولي؛ بعدما احتجزت فريق "سي إن إن" الصحفي، والذي كان يبث الاحتجاجات الشعبية على الهواء مباشرةً؛ لتعلن شبكة تليفزيون "سي إن إن"، عن انتهاك الشرطة للدستور الأمريكي بعد اعتقال فريقها الصحفي، رغم إفصاحهم عن هويتهم الصحفية لضابط الشرطة قبل اعتقالهم".

حاكم ولاية "مينيسوتا" تيم فالز، خرج مبديًا اعتذاره لشبكة تليفزيون "سي إن إن"، قائلًا،: "أعتذر بشدة عما حدث، وأعمل على إطلاق سراح الفريق الصحفي فورًا، وهذا الاعتقال غير مقبول ومن حق الفريق الصحفي نقل الأحداث وتغطية الاحتجاجات".

حادثة مقتل المواطن جورج فلويد، ذكرّت الأمريكيين من أصول إفريقية، بالحادثة المشهورة قبل ست سنين، والتي راح ضحيتها المواطن "إيريك جارنر" - 43 عامًا-، في مدينة نيو يورك، والذي أخذ يردد عبارة "لا أستطيع التنفس" أكثر من عشر مرات، فيما يقبض الشرطي على عنقه قبل أن يفارق الحياة، وتندلع احتجاجات حاشدة للمطالبة بالقصاص من الشرطي، الذي أوقف وفصل من الخدمة بعد الحادث بأربع سنين، ولا يزال المواطنون ذوي البشرة السمراء يشعرون بتمييز عنصري ضدهم من أصحاب البشرة البيضاء خاصة في جهاز الشرطة، في بلد لطالما صدرت دفاعها عن الحريات ومواجهة التمييز والعنصرية بكافة أشكالها ؟!!

 

الحادث المؤلم:

 

لا أستطيع التنفس جورج فلويد ترامب جريمة تحت تمثال الحرية تمثال الحرية عنصرية ضد الزنوج عنصرية الأمريكان جريمة عنصرية قتل بالركبة مينيسوتا منيابوليس