الجمعة 22 نوفمبر 2024 06:36 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

الطاقة السلبية.. تدمر المناعة وتنشر كورونا

بقلم محمد يوسف

حقاً كما يقولون أن سنة 2020 ليس كمثلها من السنين ، فمنذ أن دخلت حيز التنفيذ ونحن لم نر إلا الحروب والسيول والعواصف .. إلى أن انتهى بنا المطاف على أبواب فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 ، الذي لم يترك بلداً صغيراً أو كبيراً إلا واجتاح أهلها .

وبطبيعة الحال كانت مصر على موعد مع الوباء اللعين الذي أصبح بمثابة كابوس مزعج ينشر الهلع في كل بيت ، فرب الأسرة يخشى إذا خرج إلى عمله أن يعود حاملاً الفيروس ومن ثم ينقل العدوى لأهل بيته .

والأم تخشى إذا خرجت للسوق أن تخالط أحد المصابين أو تمسك نقوداً ملوثة بجينات الفيروس ، فتعود وهي تقرأ على روحها التشهد ، أما الأبناء فحدث ولا حرج عن حالة الاكتئاب التي باتت لا ترحم الصغير قبل الكبير ، فلا حياة طبيعية ولا أندية اجتماعية ولا حتى لعب أمام المنزل أو حتى في حقول الأرياف التي طالما كنا نأوي اليها لنحتمي بها من أي تلوث وننعم بصفاء الجو ونقاء الطبيعة ، فإذا بها هي الأخرى تتحول إلى بؤر انتشار وناقلة للعدوى .

وإذا تطرقنا إلى أوضاع انتشار الفيروس على أرض الواقع ، فلا بد من التسليم أن الأمر خطير والانتشار كبير ، وإمكانيات وزارة الصحة أنهكتها الأزمة بسبب طول المدة وكثرة المصابين ، فبعد أن امتلأت المستشفيات عن بكرة أبيها بالمرضى والمعزولين ، أصبح أمراً عادياً أن يجد المصابون الجدد صعوبة بالغة في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة لهم .

أضف إلى هذا ، وهو مربط الفرس وبيت القصيد كما يقولون ، عدم وجود رؤية محددة وشاملة وثاقبة للأمر برمته ، فتشعر أن أجهزة وزارة الصحة تعمل على طريقة الجزر المنعزلة حتى أنك تفاجأ بمتحدث عن الوزارة يدلي بتصريحات تختلف كلياً وجزئياً عما تدلي به الوزارة من تصريحات أخرى ، ومن الجائز جداً أن يخرج علينا وزير الإعلام أو حتى متحدث مجلس الوزراء بكلام جديد تماماً عن كل ما سبق ، وهذا لسبب بسيط انعدام روح وتشكيل العمل الموحد ، فكل يتناول الأمر من زاويته .

والنتيجة بكل أسف .. تتلقف بعض الدوائر هذه الحالة من "اللخبطة" ، وباللغة العربية الفصحى الارتباك والتخبط ، فجدها فرصة سانحة جدا لنشر الطاقة السلبية بين أبناء هذا الشعب المغلوب على أمره .. والأمر لا يخلو طبعا من صدور بعض القرارات الحكومية المتسرعة أو غير المناسبة في توقيتها ومضمونها ، على سبيل المثال رفع أسعار الكهرباء وتذاكر النقل العام ، ففي مثل هذه الأوقات يعتبر صدور مثل تلك القرارات مخطط رسمي فهمي نظمي لتدمير نفسية المواطنين ومن ثم تخريب أجهزة المناعة النفسية والعضوية لجسده ليكون بعد ذلك أرضاً خصبة لأي فيروس يفتك به ، وليس عدو شرس مثل وباء كورونا .

وإذا كنا نقدر صعوبة الأوضاع ، بكل تأكيد ، على كل مسئول في منصبه .. إلا أننا ومن واقع مسئوليتنا التي نستشعر بها تجاه هذا البلد الأمين وأهله الطيبين فلابد من قول كلمة حق : لا أحد ينكر إخلاص مجموعة العمل الوزارية التي تم تكليفها بمتابعة مجريات الأوضاع في ظل انتشار جائحة كورونا .. لكنكم وبكل تأكيد أيضاً تحتاجون الإمساك جيداً بجميع تفاصيل الوضع على الأرض ووضع خطة عمل مناسبة لوقف نزيف الإصابات بدلاً من الاكتفاء بالمعالجة اليومية للثغرات التي غالباً ما تفاجئون بها .

كلمة أخيرة

أود أن أختم بتوضيح مهم .. ليس من المناسب استيراد الحلول الجاهزة من تجارب الشعوب والمجتمعات الأخرى ، فما يصلح للصين لا يشترط أن يصلح بالضرورة لمصر .. ووصيتي الأخيرة ارحمونا من نشر الطاقة السلبية التي تدمر مناعة المصريين ولا تقعوا في مثل هذه أخطاء .

الطاقة السلبية كورونا