الجمعة 22 نوفمبر 2024 06:49 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

محافظات

الفقي: إثيوبيا تسعى إلي التنصل من الاتفاقيات السابقة .. وعلى مصر اللجوء إلى مجلس الأمن.


 

 

 

قال الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، إن إثيوبيا تسعى إلى التنصل من كل الاتفاقيات الخاصة بتوزيع حصص المياه الخاصة بنهر النيل وبالأخص اتفاقية عام ١٩٥٩، وكأنها تريد أن تلغي القانون والتاريخ، وهو أمر لن يقبله أحد، وقد أدركت السودان أن الضرر يمكن أن يصيبها، وهو الأمر الذي يكمن وراء التحول في الموقف السوداني بعد رحيل البشير. 

وأضاف خلال لقائه مع الإعلامي شريف عامر، على فضائية إم بي سي مصر، :"يبدو أننا اتفقنا علي بعض التفاصيل الفنية لمرحلة ملء سد النهضة ولكن تبقي الأساسيات محل انكار من الجانب الاثيوبي فهي لا تريد أن تعترف بالاتفاقيات السابقة لحصص النيل وتريد الخروج منها وهنا مكمن الخطورة".

وأشار الفقي إلى أنه من غير المنطقي أن نقول أن المياه من حق دولة المنبع وليس هناك نصيب لدول المصب من المياه. متابعا: انه يري أن تلجأ مصر  إلى مجلس الأمن والذي من صلاحياته أن يحيل الأمر إلى محكمة العدل الدولية بإعتبارها قضية تهدد السلم والأمن الدوليين، مطالبا بضرورة استخدام كل أوراق الضغط من خلال القوى الصديقة والشقيقة للطرفين للوصول إلى إتفاق عادل لكل الأطراف.

 

وأوضح مدير مكتبة الإسكندرية أن هناك قوى صاحبة مصلحة  تريد أن تعرقل الاتفاق، بدا ذلك واضحا من انسحاب الطرف الأثيوبي من الاتفاق في الولايات المتحدة الأمريكية قبل ساعات من توقيع الاتفاقية، وذلك بهدف ان تظل المشكلة قائمة، تستنزف الطرفين، بالاخص مصر. 

 

وقال إنه من المؤسف أن نسبة كبيرة من اشقائنا في افريقيا تتعاطف أكثر مع أثيوبيا لانها في نظرهم الدولة الأفقر والأضعف وتعاني من ضعف التيار الكهربائي، لافتا إلى أنه لولا حالة الفوضى التي صاحبت أحداث 2011 ما كان للسد أن يبنى، ولاسيما انه لم تتم إدارة الصراع بجدية إلا مع تولي الرئيس السيسي مقاليد الحكم.

 

وأضاف أن أثيوبيا استهلكت الوقت لصالحها في بناء السد في محاولة لفرض الامر الواقع بنفس النظرية الاسرائيلية في اطالة امد التفاوض بينما يجري بناء المستوطنات، لافتا إلى أن تصريح وزير الخارجية المصري سامح شكري،  بخصوص الخيارات السياسية لحل النزاع  يبعد  عن مصر شبهة التفكير في  القيام بعمل عسكري،  فلا يمكن أن نصنع عداوات تصل إلى حد الحروب بين دول يربط بينها نهر مشترك، فالحرب تؤدي الي حالة استقطاب دولي واقليمي لصالح كل طرف.

 

وأبدى الفقي تحفظه على تصريحات رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد حول الحديث عن الحرب، التي يراها للاستهلاك الداخلي وتفتقر إلي الحنكة، مشيرا إلي أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لا يلجأ إلي تصريحات عنترية، وهو ما يجعل حديثه له مصداقية، ولاسيما أنه يكرس مبادئ مهمة في السياسة الخارجية تقوم علي الاستقرار، والتعاون في حل النزاعات، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول.

 

وقال إنه من الممكن أن نسير في ثلاث مسارات بالتوازي هي التفاوض والوساطة  واللجوء إلى مجلس الأمن، واختتم الفقي حديثه قائلا انه ينبغي أن نحل المشكلات القائمة بأسس تحافظ علي الثوابت لمصلحة الأجيال القادمة، ومصر بلد كبير، يتعدي سكانه مائة مليون، لن يعطش، ولا تزال هناك "كروت" لم تستخدم، ولكل حادث حديث.

الميدان الفقي إثيوبيا الاتفاقيات مجلس الأمن