عشق براءتها وكره شيطانتها
د . ممدوح العربى
كانا يجلسان في مكانهما المفضل ذلك الكازينو الهادي علي النيل ،وكان المكان شبة خالي ولم لا، لا يوجد مجانين كثر يجلسون علي النيل في هذا الطقس البارد ومع وجود احتمالية ان تمطر هذه الايام ،صوت ام كلثوم يشدو باغنية انت عمري من احد المراكب النيلية القريبة والخاوية تأملت عينيه ،ثم قالت بصوت حمل براءة الاطفال
-مم تخاف في هذة الدنيا؟
- الحياة خطر داهم كما علمنا كافكا وابو العلاء المعري.
فمصدر المخاوف في الدنيا كثيرة المفاجات غير السارة واردة الحدوث دوما...المرض..الفقدان...الخذلان..الفقر كلها امور تخيفني ، ولكن مخاوفي العظمي من التغيير... اعلم ان كل شيء يتغير الا قانون التغير لذلك اخاف ان اصحو في يوم اجد قلبك تغير ولم يعد لي مكانا فيه او نتزوج وبعد اعوام يموت الحب فنعيش سويا ونحن لانطيق بعضنا ،اعلم ان دوام الحال من المحال وذلك امر يقلقني بشدة،
ثم نظر في عينيها مباشرة وسئلها بصوت يحمل كل الحنان في هذا العالم، وانتي مم تخافين؟
-سرحت بعينها بعيدا وقالت وهي تتامل امواج النيل الهادئة
- اخاف عليك ؟
-تخافين علي من ماذا؟ !
قالت -اخاف عليك مني... من ذلك الشيطان الذي يسكن روحي،
تاملها في صمت فطالما عشق براءتها وكرة شيطنتها.
افاق من ذكرياتة وهو يجلس وحيدا متذكرا اياها وذلك الحوار الذي دار ذاك اليوم منذ عام في مثل هذة الايام وهو الان هنا يعيش وحيدا ادرك بعد رحيلها،، كم كانت صادقة في ذلك اليوم منذ عام ربما كانت لحظات الصدق الوحيدة بعيدا عن زيفها المعتاد ،هكذا يدركها الان.
هطلت الامطار واخذ في السير مبتعدا ،فقد كان يعشق السير تحت الامطار في الشوارع شبة الخالية.