الجمعة 22 نوفمبر 2024 10:25 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

وداعا    مارادونا  اسطورة الثمانينات

د . خالد جوهر

كنت في نهاية الطفولة البريئة وبداية المراهقة حين انطلقت بالكرة في الشارع صارخا لأخيف رفاق اللعب : مارادونا حتى اوهم نفسي بهذه القوة الجبارة التي كنا نراها من هذا البطل الشاب الذى يجتاز الملعب كله ويغازل لاعبي الانجليز المستعمرين والالمان الأغنياء .


كنا نتوحد معه كصبية نحتضن فعليا شاشة التليفزيون الأبيض والأسود في كأس العالم 1986 حين نراه .. فتصرخ بقية الاسرة ابعد عن الشاشة كى نرى .
لم يكن مجرد لاعب كان ملهم مصدر للأمل للثورة للبطل القادم من عمق الفقر الى قمة العالم ينثر الامل والبهجة والسعادة والثراء على الملايين صدقونى لا ابالغ فلقد كانت نابولى المدينة الإيطالية الافقر في الثمانينات مقارنة بروما وميلانو وغيرها من المدن الإيطالية
فسعى نادي نابولي الفقير ان يشتري مارادونا اغلى لاعب في العالم وقتها ب7مليون جنيه استرليني ذهب رئيس نابولي(فيرلاينو)الى عمدة المدينة وقال له:روما هي عاصمة ايطاليا و ميلان هي مدينة الازياء و و تورينو الاقتصاد و اعمال المناجم..الا يجب ان نجعل مدينتنا تمتاز بشيء يدر عليها النقود كباقي مدن ايطاليا.؟
فاجابه العمدة: ليس بخزينة المدينة المال الذي لا يكفي لجلب الاستثمارات .


فقال له رئيس نابولي:سنجعل مدينتنا تعج بالسياح..و الحل الوحيد ان نجلب مارادونا و العالم كله سيلحقه الى نابولي فوافق عمدة المدينة على قيمة مارادونا و جلبه الى نادي نابولي فأستقبلته الجماهير بعبارة:هناك نجوم كثيرة لكنك النجم الاكثر اشراقا" لكنهم صدموا بأن العمدة تردد بدفه المبلغ القياسي فشكلت الجماهير صندوق بالتعاون مع السلطات في نابولي من اجل اتمام الصفقة و نجح الامر.. و فور اعلان الصفقة حجزت جميع الفنادق في مدينة نابولي من قبل الصحفيين و المراسلين بالعالم و امتلأت مدرجات ملعب نابولي لاستقباله ولم يعد هناك اماكن لسياح فبدأ السكان يأجرون منازلهم للسياح و جاء المستثمرين لبناء الفنادق و المطاعم لاستيعاب السياح من كل العالم فنهضت كل نابولي بسبب دهاء رئيس النادي لذلك كل نابولي تحب مارادونا ليس بسبب البطولات التي جلبها فقط بل لانه اخرجهم من الفقر الذي كانو فيه لدرجة اذا دخل سارق الى احد المنازل و اكتشف انه لارجنتينيين لا يسرقه لحبهم لمارادونا اليوم نودع دييجو ارماندو مارادونا..
وهكذا كان سببا مباشرا في ثراء مدينة مكاملة الى جانب ادخال البهجة على قلوب مئات الملايين من الفقراء والمستضعفين والفقراء في انحاء العالم ولا اعتقد حتى الان وجد مثله مع خالص تقديرى لميسي ورونالدو لكن على مستوى الإنجازات والتفرد والإخلاص ينفرد مارداونا ..
فوداعا إمبراطور كرة القدم عبر التاريخ وفي كل انحاء العالم

مارادونا وفاة الاسطورة مارادونا دييجو مارادونا