الجمعة 22 نوفمبر 2024 07:25 صـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

عبد الحليم محمود

ترامب وتشرشل والقضاء

عبد الحليم محمود


حينما تقف أمام ما قاله تشرشل "أهون أن نخسر الحرب من أن يخسر القضاء هيبته" ترى أن ترامب فقد صلته بالليبرالية الأمريكية، ولا عجب ... فهو يميني متشدد قبل كل شيء ، ولم يبلغ في حرصه علي هيبة القضاء كما بلغ تشرشل رغم اختلاف المواقف والظروف.
تشرشل امتثل لحكم محكمة بريطانية لنقل مطار حربي أثناء اشتعال الحرب العالمية الثانية تحاشيا لانزعاج السكان وتعرض حياتهم للخطر بينما ترامب مناعته غير قادرة على مقاومة دوافعه وطموحاته الشخصية فأصبح يضرب بعشوائية ودون تمييز ودون سبب معقول قائلا:" المحكمة العليا خذلتنا .. المعارك لم تنته بعد !
ترامب فى مأزق فقد رفض كافة النتائج الانتخابية ورفض حكم المحكمة العليا ولم يشفع له تعيين مرشحته إيمى كوني باريت -والتى توصف بأنها إحدى الأيقونات الليبرالية - للمنصب الشاغر بالمحكمة العليا بعد وفاة جينسبيرغ قاضي المحكمة حيث وافتها المنية في سبتمبر / أيلول الماضي .
فما الذي حدث سؤال تنبأت به هيلاري كلينتون في كتابها الذي يحمل هذا التساؤل! ضاقت الخيارات القضائية أمام الرئيس ترامب خاصة بعد إعلان المجمع الانتخابي فوز بايدن بعدد 306 من أصوات المجمع الانتخابي وهو العدد ذاته الذي حصل عليه ترامب في انتخابات 2016.
القضاء الأمريكي حريص على هيبة الدستور الأمريكي من خلال ممارسات وأحكام مسئولة ،بعدما رفض ما يقرب من خمسين دعوى قضائية أقيمت من ترامب طعنا على الانتخابات الرئاسية
ما قاله ترامب على حسابة الشخصى، تويتر ، عقب حكم المحكمة العليا ..إن المعارك لم تنته بعد... لهو إشارة مرور استجاب لها مؤيدوه وأنصاره ودفعهم ذلك إلى ارتكاب أعمال عنف مؤسفة وقعت أول امس بينهم وبين مؤيدي بايدن .
تغريدات ترامب تؤجج مشاعر العنف خاصة بعد قول المجمع الانتخابي الكلمة الاخيرة ، وتصميمه على أن الانتخابات سرقت من الجمهوريين وإنه ليس الوحيد الذي سرق منه النصر، فهو بذلك ينقل الصورة من الفضاء الالكتروني إلى الميدان حيث الصراع بين المؤيد والمعارض .
بايدن يؤمن بنظرية السلام الديمقراطي انطلاقا من قوله "إن السياسيين في أمريكا لا ينتزعون السلطة بل الشعب يمنحهم إياها ".
قد يصعب على بايدن لملمة الجراح بين طوائف الشعب الأمريكي ، فالجرح بطيئ لكنه قائم ، وهو ما ينبئ بأزمة سياسية متأزمة غير مسبوقة رغم تأكيده على وحدة الشعب الأمريكي وإنه رئيس لكل الأمريكيين .
ما زالت القوانين الامريكية قادرة على مقاومة التسلط والشطط من جانب ترامب لكن هل هي قادرة علي الاستمرار ؟ ربما يستطيع المعتدلون في الحزب الجمهوري التأكيد على سيادة القانون بإقناع ترامب بخطورة موقفه وبضرورة إقراره بالهزيمة ونصحه بخفض درجة الحرارة كليا .
لكن إذا استمر ترامب في موقفه فهل ينجو من المحاكمة ؟وهل يمنحه الدستور أو القوانين الأمريكية الحق في أن يصدر عفوا رئاسيا عن نفسه ؟ هذا ما سنحاول الاجابة عنه في المقال التالي.
[email protected]

ترامب.تشرشل.الولايات المتحدة. عبد الحليم محمود