فتاوى تشغل الأذهان .. هل البكاء على الميت عند القبر يعذبه؟ .. «الإفتاء» تجيب
أسامة خليلتلقت "دار الإفتاء " العديد من الفتاوى التي حرص المواطنين على معرفة حكم الدين فيها، وفي التقرير التالي نستعرض أبرز هذه الفتاوى .
السؤال : هل البكاء على الميت عند القبر يعذبه؟
وأجاب، أمين الفتوى، بدار الإفتاء المصرية، خلال بثه لفيديو للإجابة عن أسئلة متابعيه، قائلا ، إن البكاء عند القبر ليس محرمًا، مشيرًا إلى أن المنهى عنه هو الاعتراض على قضاء الله وقدره، لافتًا إلى أن النبي صل الله عليه وسلم بكى على ابنه إبراهيم وقال: «إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك».
وأوضحت الإفتاء ، إنه صحت الأحاديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بشأن أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه، وليس هذا من عقوبة الميت بذنب غيره، مؤكدًا أن العلماء اتفقوا على أنه ليس المراد من هذه الأحاديث مطلق البكاء، بل المراد بالبكاء هنا النياحة ورفع الصوت.
اقرأ أيضاً
- دار الإفتاء: التحرش حرام شرعًا وكبيرة من كبائر الذنوب
- فتاوى تشغل الأذهان .. ما حكم تشغيل القرآن في المنزل دون الاستماع إليه ؟ .. « الإفتاء » تجيب
- محافظ الجيزة يستجيب لطلب النائب نشوي الشريف لإنشاء محطة صرف صحي لمنطقة البكباشي
- الإفتاء : غدا الأحد أول أيام شهر شعبان
- الإفتاء: تحريك صور الموتى على السوشيال ميديا مباح شرعا بشروط
- اليوم .. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر شعبان لعام 1442 هجريا
- اليوم .. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر شعبان لعام 1442 هجريا
- فتاوى تشغل الأذهان .. هل يجوز لمريض الضغط المنخفض الصلاة وهو جالس ؟ .. «الإفتاء» تجيب
- غداً .. دار الإفتاء تستطلع هلال شهر شعبان 1442هـ
- فتاوى تشفى الصدور .. ما حكم الاحتفال بذكرى الإسراء والمعراج ؟.. « الإفتاء » ترد
- وزير النقل يستجيب لطلب التمامي في ازدواج ”طريق الموت ” المنصورة دمياط.. والتنفيذ خلال ايام
- فتاوى تشغل الأذهان .. ما الحكم الشرعى لتدخل الطب فى تحديد نوع الجنين ؟.. «الإفتاء» تجيب
وذكرت الأحاديث الواردة في عذاب الميت بكباء أهله، منها ما روى البخاري (1291) ومسلم (933) عَنْ الْمُغِيرَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: «مَنْ نِيحَ عَلَيْهِ يُعَذَّبُ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ» زاد مسلم: (يَوْمَ الْقِيَامَةِ)، وروى البخاري (1292) ومسلم (927) عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِمَا نِيحَ عَلَيْهِ»، وروى مسلم (927) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عمر أَنَّ حَفْصَةَ بَكَتْ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُم، فَقَالَ: مَهْلًا يَا بُنَيَّةُ! أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ؟».
وأشارت الإفتاء ، إلى أن النواح ولطم الخدود وشق الجيوب كان من شأن أهل الجاهلية، وكانوا يوصون أهاليهم بالبكاء، والنوح عليهم، وإشاعة النعي في الأحياء، وكان ذلك مشهورًا من مذاهبهم، وموجودًا في أشعارهم كثيرًا، ونهي الإسلام عن ذلك كما في حديث الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لَيْسَ مِنّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ، وَشَقَّ الْجُيُوبَ، وَدَعا بِدَعْوى الْجاهِلِيَّةِ». وأفادت الإفتاء ، بأن الموت مصيبة لا مفر منها وهي امتحان لنا لنعمل الصالحات ونحسن أعمالنا لننال جزاءنا فيرضى الله تعالى عنا، والحزن والبكاء على فقد قريب أمر جائز، إذا كان على وجه العادة، ولم يصحب بنياحة أو تسخط، فقد بكى النبي صلى الله عليه وسلم على موت ابنه إبراهيم، وقال: «إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ» راوه البخاري (1220) ومسلم (4279).
وعن كيفية عذاب الميت ببكاء أهله، أوضح المفكر الإسلامي، أن العلماء اختلفوا في الإجابة عن هذا الحديث على ثمانية أقوال، وأقربها إلى الصواب قولان: الأول: ما ذهب إليه الجمهور، وهو محمول على من أوصى بالنوح عليه، أو لم يوصِ بتركه، مع علمه بأن الناس يفعلونه عادةً، ولهذا قال عبدالله بن المبارك: «إذا كان ينهاهم في حياته ففعلوا شيئًا من ذلك بعد وفاته، لم يكن عليه شيءٌ»، والعذاب عندهم بمعنى العقاب.
وتابع: والثاني: أن معنى «يُعَذَّبُ» أي يتألم بسماعه بكاء أهله ويرق لهم ويحزن، وذلك في البرزخ، وليس يوم القيامة؛ وإلى هذا ذهب محمد بن جرير الطبري، وابن القيم؛ وقالوا:( وليس المراد أن الله يعاقبه ببكاء الحي عليه، والعذاب أعم من العقاب كما في قوله - صلى الله عليه وسلم -:«الْسَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنْ الْعَذَابِ »، وليس هذا عقابًا على ذنب، وإنما هو تعذيب وتألم».
وأكد عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن المصائب في الدنيا تكفر الذنوب، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ» رواه البخاري (5210) ومسلم (4670).
والله سبحانه وتعالى أعلم