الجمعة 22 نوفمبر 2024 01:44 مـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

تقارير وقضايا

الأم المثالية على مستوى محافظة الشرقية فى أول حوار خاص ﻠ الميدان : تحديت كل الصعاب وتحملت الآلام ﻠ الوصول بأولادى إلى بر الأمان وقدمت للمجتمع ضابطة بالقوات المٌسلحة وضابط شرطة (صور)

الأم المثالية على مستوى محافظة الشرقية
الأم المثالية على مستوى محافظة الشرقية

 

تعرف على قصة السيدة المٌقاتلة التى حصلت على لقب الأم المثالية

بدأت حياتها من الصفر حتى استطاعت أن تٌخرج ﻠ المجتمع ضابطة بالقوات المٌسلحة وضابط بالشرطة .

عقب مرض زوجها وطرد أهله لها وحرمان أهلها لها من الميراث خرجت ﻠ العمل من أجل زوجها وطفليها .

الأم المٌثابرة استكملت رحلة الكفاح والمشقة والتعب بعد وفاة زوجها .

واصلت العمل ليلاً ونهاراً من أجل طفليها الأيتام وشقيقتها المريضة .

تتويجاً لدورها البطولى وتقديراً لكفاحها حصلت على لقب الأم المثالية .

 

 

 

تزخر السجلات الحياتية والواقعية بالعديد من قصص الكفاح المٌشرفة عدد كبير جداً من الأمهات الناجحات والكادحات واللاتى تحملن الكثير من المشقة والمصاعب فى تربية أبنائهن حتى وصلوا إلى بر الأمان .

ولايخلو أى منزل فى المجتمع المصرى سواء فى القرى أو المدن أوالنجوع من وجود أم حنونة تٌكافح وتواصل الليل بالنهار من أجل فلذات أكبادها .

 

والأم هى الحجر الأساسى تكوين الأسرة وهى رمانة الميزان فى المنزل , وتقدم الأم الكثير من التضحيات لأطفالها وعائلتها , ويتركز مفهوم الأم على الحب الغير مشروط ,لأن الأمومة هى غريزة طبيعية وفطرة فطر الله عليها كل سيدة وأم ,ودورها ليس بالسهل لأن الأم هى صمام الأمام فى المجتمع .

وكل عام فى شهر مارس يحتفل العام بأعظم مناسبة وهى " عيد الأم " ,حيث جاء ذلك اليوم تكريم الأم كجزء من رد الجميل على تعبها ودورها العظيم التى تقوم به .

وتختار الدولة مجموعة من الأمهات المثاليات ,واللاتى لهن قصص كفاح مٌشرفة وأخرجن المجتمع علماء وأطباء ومٌثقفين ومهندسين ومعلمين وضباط وغيرها من المهن الهامة والتى تٌفيد المجتمع .

وهذا العام رشحت الدولة عدداً من الأمهات المكافحات المٌثابرات واللاتى ينطبق عليهن شروط الأم المثالية .

وداخل محافظة الشرقية وقع اختيار وزارة التضامن الاجتماعى على سيدة عظيمة كافحت وعانت من أجل تربية أبنائها حتى نجحت فى الوصول بهم إلى بر الأمان .

والسيدة التى وقع عليها الاختيار تكون الأم المثالية هى " سمية عمر دبل " تبلغ من العمر 55 عاماً ومقيمة بعزبة الشهيدى التابعة لقرية بيشة قايد بمدينة الزقازيق .

وروت السيدة الفاضلة " سمية عمر دبل قصتها " " الميدان " حيث قالت :

 

 

 

بأنها أرملة منذ 20 عامًا وهى مواليد 10 أبريل 1964 , وحاصلة على ليسانس الدراسات الانسانية - قسم اجتماع - جامعة الأزهر .

وحالياً تعمل بوظيفة باحث متابعة أول برئاسة مركز الزقازيق ,ولديها ولد وبنت : الأبنة الأولى: " رنا " نقيب بالقوات المسلحة بسلاح الخدمات الطبية ,ومتزوجة .

 

و الابن " أحمد " حاصل على ليسانس حقوق وحاليًا التحق بأكاديمية الشرطة .

 

وتقول الأم بأنها بدأت قصة الكفاح والمعاناة، منذ زواجها من رجل بسيط يعمل باليومية، وعاشت معه في منزل العائلة مع أشقاء الزوج الثلاثة الآخرين .

 

حيث لم يٌكن يملك زوجها من حٌطام الدنيا شيئاً إلا قوت يومه,وارتضت هى وزوجها بماقسمه لهما الله من رزق بسيط .

 

 

لكن كان للأقدار رأياً آخر ,و بدأت المشكلات في منزل عائلة الزوج مبكرًا، خاصةً, بعد إصابة الزوج بمرض فيروس سي، الأمر الذي أدى إلى تدهور حالته الصحية , ونتج عن ذلك إصابته بمرض الفشل الكلوى .

 

وأدى ذلك إلى عدم قدرته على العمل وإيجاد قوت يوم أسرته .

 

وتردف الأم : اضطرتها الظروف القهرية والطارئة إلى النزول إلى العمل للإنفاق على أسرتها وزوجها الذى داهمه المرض .

 

أيضاً رفضت أسرة الزوج مساعدتها المادية , وبعد زواج دام 7 أعواماً .

 

وسهرت الزوجة المٌثابرة طوال الأيام والليالى ، بحثاً عن علاج لزوجها المريض، وتحملت مشقة وتكاليف السفر بين محافظتى الشرقية والقاهرة .

و تٌردد دائم على المستشفيات، وبعد معاناة وذهاباً وإياباً إلى الأطباء والمستشفيات , توفي زوجها تاركًا لها طفلين، الأولى في سن السادسة والثاني في سن عامين ونصف.

 

بعد وفاة الزوج، طردتها أسرته خارج المنزل , ولم تشفع توسلات الأم والطفلين اليتمين لدى أسرة الزوج .

وبدأت الأم رحلة أخرى من المعاناة، بعد أن رفض أخوتها الأشقاء إيواء شقيقتهم وفلذات أكبادها الأيتام , و رفضوا توفير مسكن لها و ﻠ طفليها المكلومين اليتيمين.

 

ولم تأخذهم بها شفقة أو رحمة بل قاموا بطردها أيضًا إلى الشارع تواجه المصير المجهول والحياة الضبابية ، ورفضوا منحها حقها الشرعي فى الميراث كما أمرهم الله عز وجل .

 

وإثر ذلك أصيبت الأم بحالة نفسية سيئة، تطورت إلى إصابتها بجلطة فى المخ ، جعلتها تفقد قدرتها على النطق وحركة إحدى ذراعيها.

 

لكن الأم تسلحت بسلاح الإيمان واليقين والثقة بالله وتحاملت على نفسها و استطاعت التعافي من ذلك.

 

بدأت الأم رحلة أخرى فى المشقة والكفاح والتعب من أجل تربية طفليها اليتمين وعملت في بيع الأدوات المنزلية من خلال الفرش في الشوارع، تبيع الأكواب والأطباق والملاعق، وتطرق الأبواب ﻠ بيع منتجاتها، التي كانت تحيكها من المفروشات بالمنزل.

 

حتى تستطيع توفير وتدبير مصاريف تعليم فلذات أكبادها وعكفت تصارع الحياة، من أجل الحصول على حفنة قليلة من الجنيهات .

 

تساعدها على العيش وتوفير مسكن بسيط يأويها هى وطفليها الصغيرين.

 

ولكن جاءت الأقدار مرة أخرى برحلة من الآلام والمعاناة حيث اكتشفت الأم المسكينة بأنها مٌصابة بمرض السكر، والذي ما زال يلازمها حتى الآن.

 

لم تترك الأم بابًا ﻟ الحصول على لقمة العيش إلا وطرقته، حيث حملت مؤهلها الدراسي على أكتافها وهموم ومسؤولية أطفالها ، وباتت تطرق أبواب جميع المصالح الحكومية ولم تيأس أبداً.

 

حيث عملت في التدريس بالحصة بإحدى المدارس ، ثم عملت باليومية في الوحدة المحلية التابعة ﻠ بيشة قايد ، حتى التحقت بوظيفة في ديوان مركز الزقازيق، وتدرجت في الوظيفة حتى وصلت إلى درجة باحث متابعة أول في رئاسة مركز ومدينة الزقازيق.

 

كرست الأم حياتها المليئة بالتقشف والتضييق والمعاناة، من أجل تربية طفليها اليتمين ,والعمل على تعليمهم وإلحاقهم بالمدارس .

 

وشاءت الأقدار أن تٌصالحها على الدنيا ,حيث حصلت الابنة الأولى على مجموع 90% فى الثانوية العامة ,ولتفوقها التحقت بالكلية الحربية، وهي الآن برتبة نقيب بالقوات المسلحة ومتزوجة، والأبن الثاني تخرج في كلية الحقوق بتقدير جيد، والتحق بعدها بأكاديمية الشرطة ويدرس فيها حاليًا.

وكلل الله مجهود هذه السيدة العظيمة والمكافحة والمٌثابرة بالنجاح والتوفيق ,حيث حصدت ثمار مشقتها وتعبها فى تفوق وتٌميز ابنها وابنتها ,والذين أصبحوا فى أماكن مرموقة ومتميزة فى وظائفهم وصاروا صالحين ﻟ المجتمع .

 

لم تتوقف هذه السيدة المٌقاتلة والعظيمة عن القيام بدورها المجتمعى , حيث لها دور بارز أيضًا في مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية الكائنة بمحل إقامتها .

 

و شاركت في الكثير من المبادرات آخرها مبادرة إيواء المٌشردين ، حيث تمكنت من المساعدة في توصيل بعض السيدات إلى دار بسمة للإيواء بمدينة الزقازيق .

 

بالإضافة إلى مساهمتها في محو أمية العديد من الأشخاص والسيدات في القرية والقرى المجاورة.

 

كما عملت على مساعدة بعض السيدات الأرامل ﻟ إعانتهن على مشقة وصعوبة الحياة حتى لا يتعرضن لما تعرضت له.

 

لم تكن تهتم الأم بأبنائها فقط، حيث كانت ترعى أيضاً شقيقتها الكبرى المريضة و القعيدة والتي لا تستطيع الحركة، حيث كانت تعاني من أمراض القلب وداء الفيل، ولم تتزوج حتى توفاها الله عام 2014

 

ووسط كل ما كانت تعانيه الأم المكافحة والمٌثابرة والمجتهدة إلا أنها ما زالت تستكمل مسيرة كفاحها مع الأبناء وترعاهم، فهي بمثابة الأب والأم والأخت لهم.

 

 

 

وتقديراً لدورها البطولى والمٌشرف ورحلتها فى الكفاح والصمود من أجل فلذات أكبادها ,أراد الله أن يتم تتويج رحلة كفاحها وسنوات الشقاء والتعب بالتكريم من الدولة وحصولها على لقب " الأم المثالية " وتكريمها نظراً ﻠ دورها البارز والعظيم فى الحياة ومع أولادها ,حتى نجحت فى إخراج أبناء صالحين ونافعين ومفيدين ﻟ المجتمع والوطن .