الجمعة 22 نوفمبر 2024 10:06 صـ 20 جمادى أول 1446هـ

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

رئيس التحرير محمد يوسف رئيس مجلس الإدارة خالد فؤاد حبيب

آراء وكتاب

سعادة السعادة في يومك العالمي.. ”أحب اشتكي لك منهم”

عبير العربي

النهاردة عرفت كده بالصدفة إنه اليوم العالمي للسعادة ، ووجدت تقارير كثيرة تتكلم عن معالي السعادة وأسبابها وأنواعها أشكالها وألونها وكل ما يخصها وصولا بتوابعها على كل أجهزة الجسم والحياة، خاصة وإنها أجود وأأمن أنواع المنشطات للروح والجسد، وتابعت تقارير كثيرة تؤكد إنك أنت سيادتك مصدر السعادة لروحك أولا وأخيرا وأنت جلابها ومانعها ،وأنت السعادة والسعادة أنت.

والحقيقة الكلام الكتير اللي حاصل حوالين مفهوم السعادة لم يأخذني كثيرا إلي المستقبل ،بل رأيته يجذبني إلي كثير من تفاصيل الماضي التي جميعها في تفاصيلها ومجملها كانت مرتبطة كنتيجة لرحلة من الكفاح والشقا كي تتحقق السعادة تلك ،وكأنها مفردة صعبة التحقق دون سابق مشوار مرهق ومجهد ومتعب يصل إلي حد العناء،يعنى من وإحنا صغيرين في مراحل الدراسة ،نتعب ونذاكر ونسهر ونتوتر عشان ننجح وفي النجاح بالطبع تحقيق لمفهوم السعادة ،ونكبر ونحاول نحجز مكان جوه مكان نتمنى الشغل فيه،وبعد رحلة إرهاق ياعالم تتحقق ولا لاء ندخل في دوامة من القلق والانتظار والحيرة ومع التحقق تحدث السعادة وكأنها رهان محتمل لنهاية مشوار غلس وصعب وممل وغير مؤكد.

ومن هنا ارتبط مفهوم السعادة غالبا لدى خبراء التنمية البشرية والتنمية الذاتية وعلوم تطوير الذات بأنك أنت مصدر سعادتك وإنها قرارك أنت ،أنت من تقوى على تحقيقه،أنت المسئول عن جلبه،أنت الذي تقرر ما أن تكن سعيد من عدمه،أنت سيد قرار السعادة، وصارت السعادة بداخلنا قرار فردي وحدوي أحادي

لكن في الحقيقة هذا معني منتقص في تفاصيله جبر كبير ،وابتسامة عريضة يمكن جدا تحقيقها بسهولة دون السير في مشوار ثقيل ،محمل بالمغامرة ومابين الاحتمال والاحتمال .

لكن السعادة والتي نراها نحن حقيقية تأتي الأجمل والأنعم والأمتع عندما يكون فيها شراكة مقسومة نصفين،نصف يعطى وآخر لها يستقبل، نصف يأتي بما نحب،يمنح دون شرط،ولا قيد، ولا مقايضة، يفاجىء القلب بحلو الكلام، العطاء، ينجح في الرهان عليه ، يأتي مع التوقع والغير متوقع ، ولا يذهب دون أن يسجل موقف يهزم به خيبات الواقع ومرار التجارب المحيطة بنا من كل الجوانب.

ومن موجبات السعادة أيضا تدفق الأرزاق فيما نحب وقوعه،في استجابة دعوة في الصلاة ،في تحقيق أمنيات، في أصدقاء يصيرون خير عوض وخير سند، في قلب محب لا يتغير علينا أبدا ، ولا نهون عليه أبدا، وأشخاص لا يخيب فيهم الظن، ولا يخذلنا من ظننا أنهم يوما لن يخذلونا أبدا ، في ابتسامة دائمة بصدق ولم تتبدل، في حلم اكتمل دون تعثر، في رجاء لم يخيب، وشخص لم يغيب ،في شراكة بدأت وأستمرت وتحدت وتباهت بها على الملإ قلوبنا.

ولأن الأمر صار صعب رغم سهولته أود معالي السعادة وسيادتها أن أشكوا لك كثيرا ممن أحببنا وأحسنا فيهم الظن وحلمنا ،أنهم بخلوا علينا بما فيهم توقعنا ،صاروا وكأنهم غرباء رغم وجودهم ، خذلونا دون مبرر، حتى الأسباب صارت باهتة غير مقنعة ، ففقدنا معهم وبهم معنى السعادة ،لذا ابحثي أنت "سيادة السعادة" لنا عن مفردات أخرى غير تلك التي نتوهمها ونتخيلها،اعطينا قوالب مؤكدة الثبات، تضمني لنا معها الاستمرارية فنحن قلوب كي تنعم بك "سيادة السعادة "أعطينا أشخاص ببساطة حقيقين غير مزيفين القلب والمشاعر فنحن في أمس الحاجة للشعور بالسعادة.

 

اليوم العالمي للسعادة السعادة التنمية البشرية